بقلم الأستاذ بولبابه سالم إذا كان مصطلح "اسلاموفوبيا " حديث النحت و الاستعمال فإن مضمونه قديم قدم ظهور الاسلام ، و ينقل المستشرق الايطالي فرنشسكو غابرييلي الصورة التي تشكلت لدى الغرب عن المسلمين و اسلامهم خلال العصور الوسطى فيقول " كان المسلمون يشكلون تهديدا للعالم المسيحي الغربي قبل أن يصبحوا مشكلة بزمن طويل . فقد حدث في نظر الأوروبيين في مطلع العصور الوسطى تحول في القوى في الأقسام البعيدة من الشرق و قام شعب هائج (هم العرب او السراسنة ) عرب السلب و النهب فاجتاح و خرب أراض واسعة ، و انتزعها من قبضة المسيحية ، و لقد وصلت الكارثة أخيرا الى اسبانيا و الشواطىء الايطالية و بلاد الغال ."(تراث الاسلام ج 1 ص 28 -27 شاخت وبوزورث ). أما محمد نبي الاسلام فكان في عرفهم ساحرا هدم الكنيسة في إفريقيا و في الشرق عن طريق السحر و الخديعة و ضمن نجاحه بأن أباح الاتصالات الجنسية ،، و قد اعترف ساوثرن وهو مستشرق أنقليزي ان جيلبرت دو نوجنت قد اعترف بأنه لا يوجد لديه مصادر مكتوبة و أشار فقط الى آراء العامة و أنه لا يوجد لديه أي وسيلة للتمييز بين الخطأ و الصواب . و قال بسذاجة تكشف عن المكر و الخبث " لا جناح على الانسان إذا ذكر بسوء من يفوق خبثه كل سوء يمكن أن يتصوره المرء ".(تراث الاسلام ج1 ص 28-27 ) لم يؤد التواصل بين المسلمين و الغرب الى تبديد تلك النظرة المبسطة للمسلمين و لنبيهم و لدينهم التي أشاعتها القصص و الروايات التي كانت تستجيب لميل رجل الشارع الراغب في صورة تبين الصفة الكريهة للاسلام عن طريق تمثيله بشكل فج على أن تكون في الوقت نفسه مرسومة بشكل يرضي الذوق الأدبي الميال الى كل ما هو غريب . و تعتبر المنظمة البريطانية المناهضة للتمييز العنصري "رونيميد تروست " أول من حاول تحديد المعاني التي يستعمل بها المصطلح ، ففي تقرير لها يحمل عنوان " الاسلاموفوبيا بوصفها عداء غير مبرر للاسلام " ، تعدد المنظمة مجموعة المواقف و الآراء التي إذا أخذ أحدهم بها أو جميعا ببعض منها فإنه يعتبر "إسلاموفوبيا " . و هذه الآراء و المواقف هي التالية : 1 - الاسلام كتلة وحدانية معزولة جامدة و غير قابلة للتغيير . 2- الاسلام مميز و غريب و ليس لديه قيم و أهداف مشتركة مع الثقافات الأخرى ، لا يتأثر بها و لكنه يؤثر فيها . 3- الاسلام أدنى من الغرب ، وحشي و غير عقلاني ، بدائي و متحيز ضد النساء . 4- الاسلام دين يتسم بالعنف و العدوانية ، تهديدي يدعم الارهاب ، و فعال في حرب الثقافات . 5-الاسلام ايديولوجية تستعمل لأهداف سياسية و عسكرية . إننا نرى مدى التشويه العفوي او المقصود لصورة الاسلام و لما يمكن ان تثيره هذه الصورة المشوهة من كراهية لهذا الدين و من مخاوف ممن يدينون به .فهذه المعاني هي ثمرة استقراء لآراء و مواقف اسلاموفوبية شائعة في اوساط بعض الناس و بعض المثقفين و الاعلاميين في الغرب . لقد انتشر مصطلح الاسلاموفوبيا في الغرب بعد الاعتداء الارهابي الذي طال الولاياتالمتحدةالامريكية يوم 11 سبتمبر 2001 اضافة الى العمليات الارهابية التي حدث في اوروبا و قيام الجماعات التكفيرية بجرائم وحشية صدمت العالم . لكن يتناسى البعض أن زرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي و الاحتلال الامريكي للعراق و استعمار القوى الغربية للمنطقة العربية و القضاء على بناها الاقتصادية و جعلها تابعة لها مما دفع بشبابها الى الهجرة نحو اوروبا قد ساهم في تغذية التطرف و الارهاب . لقد تعايش الاسلام مع كل الاديان و الثقافات و حرص على ضمان حرية المعتقد فأبدع المسلمون حضارة انسانية مبدعة وراقية وهو ما شهد به غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب " او الامريكي توبي هاف في كتابه "فجر العلم الحديث " و غيرهم ،،. كاتب و محلل سياسي Publié le: 2016-04-21 23:07:17