بقلم: مهدي الزغديدي كيفما اليوم كيفما اليوم 18 سبتمبر 1947 تم بعث وكالة الإستخبارات الأمريكيّة سي أي إي. ان من أسباب التي جعلت الولاياتالمتحدة الأمريكيّة قوّة منفردة في العالم، وعصيّة على الإختراق والزعزعة بشكل متواصل، هي اعتمادها على المؤسسات (لا على الأشخاص)، مما جعل هيمنة أمريكا على العالم تتواصل مهما تغير الرؤساء والإدارات. فتعدّدت الوكالات المختصّة، واهتمت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على دعم الأمن القومي الأمريكي ببعث وكالات أمنية، كمكتب التحقيق الفيديرالي FBI ، والناسا ، وإدارة مكافحة المخدرات ومكتب مكافحة الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات ووكالة الأمن القومي الأمريكيّة NSA... وغيرها. وتعتبر وكالة المخابرات الأمريكية سيي أي إي CIA أحد أهم الأجهزة الرئيسية للتجسس ومقاومة التجسس في الولاياتالمتحدة. أُنشئت وكالة الاستخبارات المركزية المعروفة اختصارا ب "سي آي أي" في "نهار كيفما اليوم" 18 سبتمبر 1947 بموجب قانون الأمن الوطني، إبان الحرب العالمية الثانية بأمر من الرئيس الأمريكي "هاري ترومان" لتحل محل "مكتب الخدمات الاستراتيجية" الذي كان أسسه الرئيس "فرانكلين روزفلت" وذلك تحت ضغط الاستخبارات العسكرية ومكتب المباحث الفدرالي، بعد أن ثبتت الحاجة لبعث وكالة مستقلّة لجمع المعلومات الخارجية وتحليلها. يقع مركز الاستخبارات المركزية في ضاحية "لانغلي" بفرجينيا على بعد 15 كلم عن واشنطن العاصمة ، على مساحة 125 ألف م2، وهو مركز محصن تحصينا طبيعيا بوجود نهر بوتوماك، فضلا عن الحراسة المشددة عليه والكاميرات المزروعة على المنطقة المحيطة ليلا ونهارا.ويحيط به سور يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار تعلوه أسلاك شائكة. بينما بلغت تكاليف الإنشاء عام 1966 مايقرب 46 مليون دولار. تبلغ ميزانية الوكالة 14,7 مليار دولار (ميزانية 2013)، وتشغّل في 21575، بينما يبلغ العدد الكلي باحتساب الجواسيس 250 ألفا. يعمل موظفوها في سفارات الولاياتالمتحدة ومناطق أخرى متعددة حول العالم كونها وكالة الاستخبارات الأميركية المستقلة الوحيدة. وتتمثل وظيفة الوكالة في جمع المعلومات عن الحكومات الأجنبية والشركات والأفراد، ثم تحليل تلك المعلومات جنبا إلى جنب مع معلومات جمعتها وكالات استخبارات أميركية أخرى، وتقييمها وتنسيقها، ثم رفع تقارير لكبار صانعي السياسة الأميركية لأخذ القرارات الإستراتيجيّة. إلا أنه لا يُسمح أن يكون لها أي شرطة أو الحق في استدعاء الآخرين، أو سلطات تنفيذ القانون أو وظائف الأمن الداخلي. كما تدبر العمليات السرية التي ترى أنها تحقق أهدافها السياسية، سواء أكانت عسكرية أم مؤامرات سياسية، اذ ينسب إلى وكالة المخابرات المركزية سلسلة طويلة من العمليات السياسية والعسكرية في العديد من دول العالم، حيث جرى العديد من الانقلابات العسكرية والتصفيات الفردية والجماعية وخاصة في أمريكا الوسطى والجنوبية وغرب إفريقيا والشرق الأوسط والأدنى، وينسب لها كذلك لعب دور كبير في التنظيمات النقابية والثقافية المختلفة عن طريق التدخل في نشاطاتها. فقد تدخلت في حركة الجامعة في ولاية ميشغن، وفي البرامج الجامعية للجامعات الأمريكية وفي النقابات، إضافة إلى تمويلها للعديد من دور النشر لنشر الكتب المؤيدة لسياسات الولاياتالمتحدة، وكذلك باستخدام شخصيات ذات اطلاع وكفاءة عالية لتسويق أفكارها ومعتقداتها خدمة للسياسة الأميركية. عرفت الوكالة عدّة نجاحات بفضل اعتمادها على مختلف وسائل التجسس الحديثة. فبمساعدة الطائرة U2، استطاعت الولاياتالمتحدة معرفة أماكن الصواريخ الروسية في كوبا عام 1962 ، وهو ما عتبر أهم الانتصارات الأمريكية في الحرب الباردة. يضاف إلى ذلك استخدام العملاء المباشرين سواء أكانوا دبلوماسيين أم غير دبلوماسيين، وذلك بغية جمع المعلومات، كحصولهم على نسخة من التقرير الذي تقدم به خروتشوف إلى المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي، والذي ندد فيه بجرائم ستالين، وكذلك البولندي جوزيف سوتيلو الذي كان يحتل موقعا متقدما في بلده، وغيرهم من الذين ما زالوا يعيشون بحماية المخابرات المركزية نظرا للخدمات الكبيرة التي قدموها لهذه المؤسسة. كما تعرضت الوكالة لهزات بعد انكشاف تورطها في التجسس والمراقبة السرية على أجهزة شركة "آبل" من خلال التطبيقات العاملة بنظام iOS وغيرها من أساليب استخراج المعلومات الشخصية من الهواتف والأجهزة واللعب كلعبة الطيور الغاضبة angry birds. وفي أواخر عام 2014، انتقد تقرير لمجلس الشيوخ الأميركي، أساليب الاستخبارات الأمريكية (السي آي أيه) في استجواب المعتقلين المشتبه بهم في الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر2001، ووصفها ب"الوحشية" مشيرا إلى أنها كانت أكثر مما أقرت به. كما اتهم أوباما في مقابلة مع شبكة "سي بي أس" أجهزة الاستخبارات الأميركية بأنها "استهانت بقدرات تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا".