أكدت مصادر استخباراتية أمريكية أن «أبو مصعب الزرقاوي» هو مجرد أكذوبة. ونقلت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية عن هذه المصادر قولها ان شخصية الزرقاوي مختلقة بهدف إيجاد «شخصية شريرة للاستهلاك المحلي في الولاياتالمتحدة.» وقالت الصحيفة في تقرير لمراسلها من بغداد أن المصادر الاستخبارية الأمريكية في بغداد والفلوجة تحدثت عن محاولات للترقيع والتزويق «لكي يسمع الأمريكيون ما يحبون سماعه». وقال أحد رجال الاستخبارات الأمريكية «كنا ندفع تقريبا عشرة آلاف دولار في كل مرة لمقتنصي الفرص والمجرمين الذين يمررون القصص الخيالية والافتراضات بشأن الزرقاوي لتحويله إلى حقيقة واقعة، وجعله على علاقة بكل هجوم يحدث في العراق.» وقالت الصحيفة ان حكومة الرئيس الأمريكي جورج بوش قد ضخمت كثيرا دور الزرقاوي في محاولة للترويج بأن وراء عمليات المقاومة في العراق ضد الاحتلال مقاتلين إسلاميين أجانب. ونقلت الصحيفة عن أحد رجال المخابرات الأمريكية قوله ان «عدد المقاتلين الأجانب لا يزيد عن عدة مئات وربما نحو 200 مقاتل.» وأضاف «من المعلومات التي جمعناها فقد توصلنا إلى نتيجة أن الزرقاوي هو أسطورة أكثر منه حقيقة. وفي مرحلة ما وربما حتى الآن هناك اعتقاد بأنه وراء بعض عمليات الاختطاف، لكن إذا كان هناك قائد رئيسي وراء المقاومة فسيكون عراقيا، ولكن المقاومة ليست مركزية كي نتحدث عن هيكلية قيادية.» لها. ويقول مراقبون ان منظمات المقاومة العراقية المنخرطة في عمليات ضد الاحتلال احتاجت إلى ساتر لتغطية كثيرا من العمليات التي قد تثير ردود فعل سلبية داخل العراق، ولكنها تبدو مهمة لإرهاب قوات الاحتلال وبث الرعب وسطهم وإفقادهم التوازن، مثل الخطف والذبح والسيارات المفخخة وتدمير مقري الصليب الأحمر والأمم المتحدة والسفارة الأردنية، كما أن المخابرات الأمريكية على عادتها في تبسيط وتسطيح الأمور احتاجت إلى رمز فردي ترمي عليه اتهامها بالإرهاب وتبرر وصف عدوها بالإرهاب فاتجهت لخلق أسطورة «أبو مصعب الزرقاوي». وذكرت الصحيفة ان مسؤولي الاستخبارات العسكرية الأمريكية يشكون من أن تقاريرهم إلى واشنطن يجري تجاهلها على نطاق واسع، ويتهم هؤلاء وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بأنها تعتمد بشكل كبير في المعلومات الاستخبارية على التجسس الإلكتروني والتجسس عبر الأقمار الصناعية والطائرات التي تقوم بها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه).