- كشفت نتائج التحاليل المخبرية لعيّنات من الهواء أجريت، طيلة شهر سبتمبر الماضي، في إطار مشروع مراقبة نوعية الهواء بمعتمدية المظيلة من ولاية قفصة أن مؤشر ملوّث حبيبات الغبار بلغ في المظيلة 360 ميكروغرام في المتر مكعب هواء في حين يقدر المعيار المعتمد على الصعيد الوطني 260 ميكروغرام في المتر مكعب هواء، أي بارتفاع يقدر ب30 بالمائة، وذلك وفق ما أعلنه، اليوم الأربعاء، رئيس جمعية "آس أو آس بيئة" مرشد قربوج خلال ندوة صحفية نظمتها "جمعية التوعية والتنمية والبيئة" بمقر بلدية المظيلة. وأضاف قربوج أنه "ولئن كشفت تحاليل مؤشر ملوّث حبيبات الغبار المتحصّل عليها في معتمدية "المظيلة" عدم تطابقها مع المعيار المعتمد على الصعيد الوطني فإنّ نتائج تحاليل اخرى تهم قياس الغازات الملوّثة بيّنت تطابق مؤشرات الغازات الملوّثة المتحصّل عليها في معتمدية "المظيلة" مع المعايير المعتمدة وطنيا". ووصف ذات المصدر النتائج المتعلّقة بمعيار ملوّث حبيبات الغبار بأنّها "غير مطمئنة " باعتبارها تؤشر على ارتفاع نسبة تلوّث الغبار بالمنطقة بسبب الانشطة الصناعية للمجمع الكيميائي التونسي المختصّ في إنتاج الاسمدة الكيميائية"، موضحا انه تمّ في إطار هذا المشروع تركيز 8 محطّات لقياس ومراقبة الهواء ورفع عيّنات للتحليل وذلك في مناطق آهلة بالسكاّن وتقع على مقربة من معمل المجمع الكيميائي بالمظيلة التي تعرف بنشاطها الصناعي المرتكز على إستخراج الفسفاط وإنتاجه وتحويله إلى أسمدة كيميائية . و بخصوص نتائج تحاليل الغازات الملوّثة، أفاد قربوج أنّها" وعلى الرغم من ثبوت تطابقها، إلى الان، مع المعايير الوطنية فإنّها لا تمثّل "الحقيقة" باعتبار أنّ عملية مراقبة مؤشرات الغازات الملوّثة ورفع العيّنات قد تمّت في شهر سبتمبر الماضي وهو شهر إتّسم باضطرابات في نسق نشاط معمل المجمع الكيميائي التونسي بما أثّر حتما على نتائج التحاليل ، وفق تقديره. و أضاف أنّ "جمعية "آس أو آس" ستعاود قريبا تركيز محطّات لقياس ومراقبة الهواء ورفع عيّنات جديدة قصد تحليلها خاصة وأن المشروع يدوم سنة ونصف السنة" ،مشيرا إلى ان "جمعيته تطلّع إلى أن يشمل مشروع مراقبة نوعية الهواء بمعتمدية "المظيلة "بقية المدن المنجمية بالجهة وهي "المتلوي" و"ام العرائس" و"الرديف". و أكد أن "هذا المشروع ركّز على التلوّث الهوائي الناجم عن أنشطة قطاعي الفسفاط والاسمدة بسبب ارتباطه الوثيق بصحّة المواطن وسيشمل في حال توفّرت الامكانيات تلوّث المياه والتربة في المناطق المنجمية". من جهته، دعا رئيس جمعية "التوعية والتنمية والبيئية بالمظيلة"، حسين بالنّور، السلطات والمنشآت الاقتصادية بالجهة إلى ضرورة فتح حوار جدي حول التلوّث الناجم عن الانشطة الصناعية بمعتمدية "المظيلة" وبلورة الحلول الكفيلة للحدّ من آثاره على صحة المواطن ونوعية الحياة. يشار الى أن التحاليل المخبرية لعيّنات الهواء التي تمّ رفعها خلال شهر سبتمبر الماضي أجريت في مخبر تونسي مختص وذلك في إطار مشروع مراقبة نوعية الهواء بمعتمدية "المظيلة" والذي من المبرمج ان يدوم سنة ونصف وتنفذه جمعية "أس أو آس بيئة".