- أطلقت اليوم الخميس على الساعة الحادية عشرة صباحا، جمعية "أزرقنا الكبير" في المنستير بالتعاون مع المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيات البحار فرع المنستير سلحفاة من نوع "كريتا كاريتا" أو "السلحفاة ضخمة الرأس" في عرض البحر في المنطقة السياحية بالمنستير بحضور بعض السياح والشباب التونسي وذلك بعد مداواتها في مركز رعاية السلاحف البحرية في الجهة. وأوضحت مساعدة تعليم عالي فلاحي بالمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار ألفة الشايب ،في تصريح لمراسلة (وات)، أنّ مركز رعاية السلاحف بالمنستير استقبل هذه السلحفاة بتاريخ 23 أوت 2016 وكانت مصابة على مستوى الفك ولها نزيف إذ ابتلعت صنارة وتم إسعافها في الإبان وقاموا بإطعامها وتنظيفها بشكل متواصل مع مراقبتها للتأكد من أنّ طريقة غوصها عادية. وقبل إطلاق السلحفاة التي يبلغ طولها دون احتساب الرأس والأعضاء 82 سنتمرا وباحتساب الرأس والأعضاء 1 متر و10 سنتمرات وعرضها 74 سنتمرا تولى الناشطان بالجمعية أحمد ملاط وأحمد السوقي بمساعدة ألفة الشايب بتثبيت صفيحة صغيرة منحوت عليها تونس والرقم 371 والذي يسمح بمعرفة مسار تنقل السلحفاة في البحر الأبيض المتوسط ويمكن استغلاله لاحقا في مجال الأبحاث العلمية. وأوضحت الشايب أن أنشطة مركز رعاية السلاحف البحرية بالمنستير انطلقت سنة 2004 ومن أهمها إسعاف السلاحف البحرية المصابة وتشريح السلاحف النافقة للتعرف على أسباب نفوقها والقيام ببحوث علمية حول السلاحف البحرية وتنظيم حملات تحسيسية لتوعية المواطنين بضرورة حماية السلحفاة البحرية المهددة بالإنقراض . وأبرزت أن الصيد العرضي يعدّ من أهمّ الأسباب الخطرة التي تهدد بانقراض السلاحف البحرية وتلقى مركز رعاية السلاحف بالمنستير منذ بداية السنة الحالية وإلى غاية اليوم 40 سلحفاة مصابة مقابل حوالي 30 سنة 2015، مضيفة أن التلوث بالأكياس البلاستيكية يعد من العوامل المهددة إذ أنّ السلحفاة تبتلع الكيس البلاستيكي ظنا منها أنّه قنديل بحر مما يتسبب في اختناق السلحفاة إذ تنسد أوعية التنفس والتغذية إلى جانب إتلاف أماكن تعشيش السلاحف البحرية في مناطق هرقلة ونابل وجرجيس والشابة والمنستير وقابس، غير أنّه حاليا يمكن فقط ذكر جزيرة "قوريا". من جهته أفاد أمين مال جمعية أزرقنا الكبير بالمنستير أحمد السوقي أنّ اختيار الجمعية لإطلاق السلحفاة في المنطقة السياحية بالمنستير يأتي ضمن جهود الجمعية لتغيير نظرة السائح للثروات البيئية المتوفرة في تونس ولإدماجها في الدورة الإقتصادية عبر السياحة الإيكولوجية وخلق منتوج سياحي جديد في الجهة حتى لا تقتصر السياحة على السياحة الشاطئية فقط". وبخصوص مشروع التصرّف المندمج في محمية "قوريا" ذكر السوقي أن "الجمعية تنتظر صدور قانون في الغرض لتفعيل لجنة قيادة هذا المشروع" ، مبينا في ذات السياق أنه "من بين الأمثلة السياحة الايكولوجية الناجحة جزيرة "نيوفا تبركا" في اسبانيا التي كانت تعدّ 20 ألف ساكن وأصبحت تستقطب 200 ألف سائح. في سياق آخر أبرز السوقي أنّ الجمعية بصدد التنسيق مع المندوبية الجهوية للسياحة لتطوير الانتصاب في جزيرة "قوريا" الذي هو حاليا دون المستوى المأمول. من جهته أكد المندوب الجهوي للسياحة بالمنستير فواز بن حليمة وجود تنسيق بين المندوبية الجهوية للسياحة بالمنستير وجمعية "أزرقنا الكبير" لإنجاز مشروع طموح في مجال السياحة البيئية في ولاية المنستير.