يرقد المخرج يوسف شاهين في قسم العناية المركزة في المستشفى الأمريكي في "نويي" خارج ضواحي العاصمة الفرنسية، باريس، بعد أن نقلته طائرة ألمانيا خاصة مجهزة بالمعدات وفريق طبي من مستشفى "الشروق" بالقاهرة الاثنين. وكان شاهين قد دخل في مرحلة حرجة منذ مساء السبت الماضي عقب إصابته بنزيف حاد في المخ دخل على أثره في غيبوبة واستدعي نقله إلى مستشفى "الشروق" ووضعه تحت الرعاية المركزة. شاهين (82 عاماً) الذي شكلت أفلامه منذ مطلع الخمسينيات ظاهرة فريدة في العالم العربي وعلاقته مع الرقابة، توج مؤخراً مسيرته بفيلم "هي فوضى" الذي شارك في إخراجه المخرج خالد يوسف مناقشاً فيه عددا من الموضوعات الحساسة. من جانبه قال المخرج خالد يوسف الذي كان في وداعه في مطار القاهرة مع عدد من المقربين ونجوم السينما المصرية الذين شاركوا في أفلام شاهين، صباح الاثنين، إن الطائرة استؤجرت من ألمانيا لنقله بسرعة إلى فرنسا لأن وضعه لا يسمح بالانتظار لفترة أطول حتى وصول طائرة فرنسية. وكان المخرج خالد يوسف أكد في وقت سابق، أنه بعد قيام الأطباء المصريين بكافة الفحوص وصور الأشعة المقطعية تبين تواصل النزيف واتساع رقعته، ما حتم إجراء اتصالات لتجهيز طائرة خاصة لنقله إلى فرنسا. يذكر أن شاهين المولود في الإسكندرية عام 1926، لوالد لبناني ووالدة يونانية، بدأ بإخراج الأفلام في أوائل الخمسينيات واشتهر بداية بالنوع الرومانسي والكوميدي الغنائي مثل "أبا أمين" فيلمه الأول عام 1950، و"أنت حبيبي" و"ودعت حبك" عام 1957، وهو من قدم عمر الشريف للمرة الأولى في فيلم "صراع في الوادي" أمام فاتن حمامة سنة 1954م. ثم كانت مسيرة متنوعة بين الأفلام الوطنية "جميلة" و"الناصر صلاح الدين"، والاجتماعية السياسية "باب الحديد" و"الاختيار" و"العصفور" وغيرها. يُذكر أن شاهين فاز بجوائز وأوسمة مصرية وعالمية عدة، كما منحته فرنسا وسام شرف برتبة ضابط في العام 2006م.
