نصرالدين السويلمي في آخر هجماتها على حزب النهضة وصفت الفة يوسف الاسلاميين بالجبناء لانهم وحسب رايها ولما احسوا بنهايتهم شرعوا في التلون و قاموا بنفي جوهر ايديولوجيتهم ، في حين اثنت على التجمعية عبير موسى ووصفتها بالشجاعة لأنها لم تتنكر لماضيها وتحملت مسؤوليتها ولم تراوغ وفق ما دونته على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ، وهي تعليقات ومواقف ليست بالجديدة على امرأة اختارت من الوهلة الاولى الانحياز للمنظومة القديمة على حساب الثورة وهي من الأوائل التي اطلقت على ثورة سبعطاش اربعطاش "ثورة البرويطة" ووصفت ابناء الثورة بأوصاف نابية مخلة ، انما الجديد هو عملية التحول التي طرأت على السيدة الفة و التي كانت الى حد قريب تؤكد لكل من يقول بجدية الاسلاميين وخاصة حركة النهضة في احداث مراجعات جذرية ، ان الامر لا يتجاوز الخدعة وان هؤلاء لا يتغيرون ابدا ، وكانت حال انحياز النهضة لمواقف تخالف هواها تهرع الى التذكير بان الاجسام المحنطة لا تتغير وتبشر باليأس من هذا الحزب وقياداته ، لكن اليوم وعندما اقدمت النهضة على "مراجعات" شاملة اقنعت محيطها واغضبت الكثير من انصارها ، غيرت الفة يوسف والعديد من المنحازين الى طرحها لهجتهم ، وتوقفوا عن اقوالهم السابقة التي تعتمد على التشكيك في امكانية التغيير ثم شرعوا في وصف النهضة بالجبن واتهموها بالتخلي عن قناعاتها ، والاغرب ان الفة يوسف كتبت في تدوينتها " لا أتشرف بالجبناء وان وافقوني، واحترم الشجعان وان خالفتهم. التقية مصطلح اخر للسقوطية " ، وهي التي عبرت عن عدم احترامها بل وكرهها الشديد للنهضة حين كانت القوى الاستئصالية تصفها بالمتهورة المتشددة الجامدة عند مواقفها القديمة ، ثم تعود اليوم للتهجم عليها لأنها لمست في مواقفها حالة من التغيير الجدي ! في هالة من التجاذب الحادة وامام مساحات كبيرة من الحرية احدثتها الثورة يمكن تبرير التناقص المبني على الكره المسبق والصادر من العوام ، لكن ان يصدر ذلك من دكتورة حاضرت في النوادي والجامعات والمراكز وحتى القصور ، حاضرت في بين يدي العوام والخواص وحتى بين يدي نساء الرؤساء ، ان تعتنق دكتورة المثل الشعبي "عنزة ولو طارت" ، ذلك يحيل على العناد المغلف بالكره الشديد الذي تحول من فرط استفحاله الى داء فتاك . *تدوينة الفة يوسف " عندما اسمع الخوانجية، ما ان بدأ نجمهم يأفل، يتلونون وينفون جوهر أيديولوجيتهم خوفا...وعندما اتذكر ان عبير موسي مثلا، لما كان التجمعي رديف الشيطان، لم تكذب ولَم تراوغ وتحملت مسؤوليتها... لا يمكن الا ان أقول، خلق الله تعالى الجبناء والشجعان... وعادة أنا لا أتشرف بالجبناء وان وافقوني، واحترم الشجعان وان خالفتهم التقية مصطلح اخر للسقوطية..."