بقلم / منجي باكير ليس من باب التّشكيك و لا التّحامل أن نسأل مثل هذا السّؤال خصوصا إذا وضعنا في الإعتبار أنّ شهادة الدكتوراه التي تخوّل لصاحبها ممارسة أنبل و أخطر مهنة ، مهنة الطبّ التي تتعامل مع النّفس البشريّة في كلّ علاّتها ،،، هذه الشهادة هي أكثر أهميّة و أكثرخطورة من أية شهادة أخرى و أيّ دكتوراه أخرى ... و حتّى نفهم الأمر بأكثر وضوح لابدّ أن نقارب و نلامس مسار تكوين أيّ طبيب عموما ،،، الطّبيب طيلة مدّة دراسته من المفروض أنّه يلمّ بأبجديّات مداخل الطبّ و ما يتفرّع عنه من علم تشريح و صيدلة ومخبريّات و غيرها من أمّهات العلوم التي تأهّله لسبر أغوار الإنسان و للإحاطة بجسمه بتقييمات الصحّة و المرض ،،، هنا يأتي السؤال الأوّل هل أنّ كلّ الدّاخلين إلى كليّة الطب على نفس الدرجة من الفهم و الإستيعاب ؟ و هل أنّ كلّ من يدخل كليّة الطبّ هو ( مشروع ناجح ) لأن يكون طبيبا مهما كانت الأحوال ؟؟؟ ثانيا – هل أنّ التأطير الجامعي لطلبة الطبّ يسير وفق المعايير المطلوبة و هل أنّ حظوظ طلبة الطبّ متساوية في الإنتفاع بهذا التأطير سواء النّظري أو التطبيقي ؟؟؟ و تزيد أهميّة السؤال إذا ما عرفنا أنّ مستشفياتنا العموميّة و بالأخصّ الجامعيّة منها لا يكفي أنّها أفلست خدماتيّا بل أنّ كثيرا من أساتذة الطبّ و كبار الأطبّاء قد هجروها إلى الإنتصاب الخاصّ ... ثالثا – هل أنّ مدّة التربّص لكل قسم داخلي كافية لأن – يستوعب – طالب الطبّ معظم الحالات المرضيّة و أن يطّلع معاينةً و مباشرة لأكثر الوضعيّات و التعقيدات التي تخصّ ذلك القسم ، ثمّ أكثر و أخطر من هذا ماذا عن أقسام الجراحة و تخصّصاتها مع إشكالات وفرة الطلبة مقابل خطورة و قلّة العمليّات الجراحيّة على مختلف أنواعها و تعقيداتها و تطوّراتها ؟؟ رابعا – أطروحة الدكتوراه هل هي كافية – وحدها - لإعطاء الضوء الأخضر في انتقال طالب الطبّ من النّظري ( النّسبي ) إلى الممارسة التطبيقيّة لمهنة الطبّ ، و هل بعدها مباشرة كلّ هؤلاء الحائزين على الدكتوراه مهما كانت درجات و ملاحظات قبول أطروحاتهم قادرين على مباشرة المرضى ؟؟ هذا إذا استثنينا طبعا ما تشترك فيه شهادة الطبّ مع باقي الشهائد الأخرى في تعليم لا يكفي تكوينه بأن يؤهّل الطالب في أيّ اختصاص تأهيلا وظيفيّا كاملا ، و إذا استثنينا أيضا التدخّلات و المحاباة التي تشوب أحيانا التقييمات التي تُجرى معاهدنا و كلّيّاتنا و لا يمكن لأحد إنكارها . في فهل أنّ كلّ الأطبّاء أطبّاء قادرون – فعليّا – بأن يمارسوا مهنة الطبّ بلا تحفّظ ؟