نورالدين الخميري بون يؤدّي رئيس الحكومة التونسيّة يوسف الشاهد بدعوة من المستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل زيارة رسميّة إلى ألمانيا تدوم يومين ، ويتضمّن برنامج الزيارة لقاء مع المستشارة الألمانيّة ومع عدد من كبار المسؤولين يناقش فيها رئيس الحكومة التونسيّة سبل تحسين مجالات التعاون وتوطيد العلاقة بين البلدين ، ومن المنتظر أن يمثّل ملف الهجرة السريّة والإرهاب وترحيل المهاجرين التونسيين غير الشرعيين أهم محاور الزيارة ، لاسيما وهي تأتي إثر العمليّة الإرهابيّة التي نفذها طالب لجوء تونسي في إحدى أسواق برلين وخلّفت قتلى وجرحى . ومن المتوقع أن يحثّ الشاهد في هذا الإتجاه الحليف الألماني لتوفير الدّعم الآزم لتونس على شكل منح أو قروض أو مساعدات لمواجهة الصعوبات والتحديّات المطروحة على المستوى الإقتصادي والإجتماعي، واستيعاب العائدين من الدّول الأوروبيّة حتّى يسهل اندماجهم في المجتمع من خلال بعث مشاريع لهم . هذا وقد يناقش الشاهد كذلك مع الجانب الألماني بعد النجاحات الأمنيّة التي حققتها المؤسّسة الأمنيّة في مكافحة الإرهاب عودة السيّاح الألمان إلى تونس بعد تدنّي نسبهم إلى حوالي خمسين في المائة مقارنة بسنة 2010. وفي جانب آخر متّصل بواقع الجاليّة التونسيّةبألمانيا والتحديّات المطروحة عليها فيعتقد أنّها لن تكون من الإهتمامات الرئيسيّة لرئيس الحكومة في هذه الزيارة رغم بعض حركات الإحتجاج التي ظهرت أخيرا أمام أو داخل مقرات القنصليّات في بعض المدن الألمانيّة مثل بون وبرلين ، ذلك أنّ إثارة مثل هذه القضايا لن يكون بالتأكيد ممّن تمّ اختيارهم من الجاليّة لمواكبة هذه الزيارة على أساس الولاء الحزبي أو المصلحي. نأمل إذا أن يدرك الشاهد أنّ الجاليّة التونسيّةبألمانيا ليست تلك العشرات التي تمّ حشدها من أماكن مختلفة من ألمانيا للتصفيق والتهليل ، ولا هيّ تلك الصورة الآمعة التي تنقلها قناتنا البنفسجيّة ولا تقرير مراسلها المثير للجدل ، بل هيّ الحالة القديمة المتجدّدة بهمومها واحتياجاتها وتطلّعاتها ، لن تحل مشاكلها زيارة عاجلة ولا خطابات دبلوماسيّة ، بل إرادة صادقة تبحث في خبايا واقع الجالية لفهمه والبحث عن حلول جذريّة لمعالجته
