بقلم / منجي باكير من المفروض و من البديهيّ أن المؤسّسات الخدميّة تكون في الأصل مؤسّسات تُسدي خدمات إجتماعيّة أو إقتصاديّة أو إستهلاكيّة للمواطنين الذين ينضوون تحت ذات الرّاية و يتقاسمون ذات الوطن ،، بمعنى أن هذه المؤسّسات أوجدت لتسهّل حياة المواطنين و توفّر لهم شيئا من أسباب العيش الكريم كذلك بالمقابل و من الطبيعي لهذه الشركات أو المؤسّسات أن توظّف معاليم الإستهلاك لكن بقدر يكون بحدود سعر التّكلفة و متلائما مع دخل المواطنين عموما و بقدر لا يخرم جيوبهم و يثقل ميزانياتهم أو يحوّل النّصيب الأفر من مداخيلهم مقابل تلك الخدمات التي هي في الأصل حقّا من حقوق المواطنة ،،، و لكن ما يحدث مع الستاغ و الصوناد و تيليكوم في بلادنا أمر مغاير تماما لما يجب أن يكون عليه الحال ، فهذه المؤسّسات تعمل جاهدة و بكلّ إصرار على أن تكون مؤسّسات ربحيّة قبل كلّ شيء و فش شططٍ ، فلا يكفي أن خدماتها مجتمعة لا ترتقي إلى المستوى المطلوب ولا تخضع غالبا للمواصفات العالمية الدّنيا و لا تفي بأريحيّة بحاجة المواطن و ربّما هي لا تساوي الكُلفة التي يدفعها هذا المواطن ( صاغرا ) أمام التتبّع و الخطايا و التهديد بالحرمان من الخدمات و القطع ، فالمعاليم الموظّفة على فواتير هذه المؤسّسات هي معاليم باهضة جدّا ومبهمة التفاصيل و التبويبات لا تتحمّلها مداخيل الطبقات المتوسّطة فضلا عن الطبقات الضعيفة و المعدمة و ما يدعّم هذا الكلام هو التراكم المستمرّ للفواتير وعدم خلاصها في الآجال المعيّنة والخطايا التي أصبحت ملازمة للفواتير. كذلك ( هطول ) هذه الفواتير كثيرا ما يكون مجتمعا و لا يراعي حال المواطن و لا ارتباطه بمواعيد خلاصه الشهري و لا ما يمرّ به من أزمات المناسبات المتلاحقة بينما بالمقابل نرى أن هذه المؤسّسات تتطاول في البنيان و تعدّ المقرّات الفارهة و تمدّها بالتجهيزات و المعدّات الباهضة و التكييف المركزي ( الذي يتجاوز حدّه أحيانا و هذا يلاحظه المواطن المرتاد لهذه المقرّات ) و أساطيل السيّارات بالإضافة إلى جرايات كوادرها ( الخيالية أحيانا ) و منحهم و امتيازتهم و مكاتبهم و غيره .... أليس هذا من ملك المجموعة الوطنيّة و من استثمارات هذه المؤسّسات التي دوما تلجأ إلى تقييمات تريد من وراءها إظهار عجزها المزمن !! هل فكّرت هذه المؤسّسات في حال المواطن العيّاش لتراجع أسعارها و تعدّل في مواقيت ارسال فواتيرها ، و هل فكّرت في ذوي الإحتياجات أرباب العائلات و المعوزين و سكّان المناطق البائسة أصلا لتجعل لهم امتيازا أو استثناء ً؟؟ هل فكّرت في مدّ العون و المشاركة في مواسم المدّ التضامني ؟؟ هذا و أكثر ما ننتظره من هذه المؤسّسات العملاقة في وطننا حتى تثبت أنّها وطنيّة فعلا قبل الإسم و أنها تحسّ بحال التونسيين و تراعي أحوالهم و تقدّم لهم خدمات أحسن بمقابل معقول و مقدور عليه ...