نصرالدين السويلمي يستهل المواطن الامريكي 120 كلغ من اللحم سنويا وهو المعدل الاعلى في العالم ، واذا استثنينا الدواجن و الابقار وافترضنا ان الاستهلاك يعني فصيلة الاغنام فحسب ، سنجد استهلال الامريكي يتراوح بين 50 الى 60 خروفا في السنة ، وبعملية بسيطة سنتوصل الى ان الخرفان التي يذبحها او يخنقها او يصعقها الشعب الامريكي في السنة تتجاوز ال 17600000000 ، تلك الارقام المذهلة لم تستفز السيدة سلوى الشرفي فقط استفزتها بعض الآلاف من الخرفان التي ستدخل فرحة مزدوجة على غالبية الاسر التونسية ، فرحة بإحياء سنة ماضية الى يوم الدين وفرحة اخرى بتجديد العهد مع اللحوم والمشاوي اذْ لا يتسنى للتونسي التوسع في تناول اللحوم خلال السنة ، ويعتبر عيد الاضحى المناسبة الوحيدة التي تتمتع فيها الطبقات الوسطى والدنيا بأكل اللحم ربما الى حد الشبع. دعنا من امريكا والكويت واستراليا التي تتقارب في المعدل السنوي لاستهلاك اللحوم ، ولنتطرق الى تونس التي يستهلك الفرد الواحد فيها 26 كغ من اللحم سنويا ، ما يعادل خروفا واحدا لكل مواطن ، والاكيد ان 11 مليون خروف يتم استهلاك اغلبها من طرف فئة ميسورة بينما تكتفي الغالبية بهوامش بسيطة وقد لا يتمكن البعض من اشتراء اللحم طوال العام ، حيث سبق للسيد سليم بن عبد الله، رئيس المنظمة التونسية للدفاع عن المستهلك سنة 2016 وصرح لموقع هافينغتون بوست عربي "هناك نحو مليون ونصف مليون تونسي لم يتذوقوا طعم اللحم منذ أكثر من عام بسبب قلة الإمكانيات، وتواصل ارتفاع هذا المنتج الذي صار في متناول الطبقات الميسورة، وحتى إن تم شراؤه فسيكون مقتصراً على المناسبات" ، ما يعني ان التونسي الميسور يستهلك على مدار العام "رسلة" كاملة ، اما الفقير فيكتفي برعايتها ،الغني يأكلها والفقير يسرح بيها " قسمة ضيزى" ، لذلك يمكن اعتبار العيد المناسبة الوحيدة التي تتيح لعامة الشعب التمتع بأكل اللحم ، وكسر احتكاره من قبل الميسورين ولو ليوم واحد في السنة . في الواقع لا تعترض الشرفي وامثالها على عشرات الآلاف من الخرفان التي ستذبح يوم 31 اوت في تونس ، وليس لديها اي مشكلة مع ملايين الخرفان التي ستذبح يوم 2 سبتمبر في جميع الاقطار العربية ، لا ولا مشكل لديها مع مليارات الماوشي التي ذبحت يوم 30 اوت ومثلها التي ذبحت كامل ايام الشهر نفسه والأخرى التي ستذبح خلال سبتمبر واكتوبر وديسمبر وغير ذلك من الاشهر ، انما تكمن مشكلة سلوى وصويحباتها واصحابها مع الخرفان التي ستذبح يوم غرة سبتمبر !!! اي نعم تاريخ 1 سبتمبر هو المشكلة وليس الخروف والسكين والدم والدوارة واللحم والكرعين والراس والعصبان ... ولو كان الامر يتعلق بالشفقة لكانت رقاب الغزلان الانيقة والارانب الرقيقة اولى بالشفقة من رقاب العلالش والكباش !!! ايضا ليست لديهم مشكلة مع الرقاب البشرية التي ذبحت في انحاء العالم وتذبح اليوم في بوربما واليمن وسوريا، العقدة ليست في دماء المواشي كما انها ليست في دماء البشر ، بل في الفاتح من سبتمر !!! يبقى السؤال هل تعاني سلوى من عقدة يوم 1 سبتمر من كل سنة ؟ لا ابدا ! انما تعاني من ازمة مزمنة مع كل التواريخ التي توافق يومك 10 من ذي الحجة!!!!! اي نعم ! ولو صدقت سلوى وشلتها وطائفتها الثقافية المنبتة ، واتاح لهم الشعب بل والامة فرصة مقايضة ، لطالبوا بذبح ما في الارض من مواشي وبالموس الحافي ودون شفقة ثم لطالبوا بذبح ما تيسر من سكان الكرة الارضية مقابل التوقف التام والنهائي عن ذبح اي ماشية يوم العاشر من ذي الحجة !!! وخاصة الاغنام والماعز والبقر والجمال ، قد تتنازل سلوى عن بقية ايام التشريق لكنها ابدا لن تتنازل عن طلب راس العاشر من ذي الحجة ! نظرا لرمزيته عند الشعب التونسي وبقية الشعوب المسلمة . سلوى وشلتها ليسوا ضد ذبح المواشي ..سلوى وشلتها لا يكرهون 1 سبتمبر ..سلوى وشلتها فقط يحقدون ، يمقتون ، يبخّرون برائحة العاشر من ذي الحجة..معذرة واحد سبتمبر ! الدكتورة لا تكرهك لكنّك "جيت في العْراض" .