نصرالدين السويلمي يبدو ان الخلاف بين النائب عن الجبهة الشعبية منجي الرحوي وزعيم الجبهة حمة الهمامي وصل الى طريق اللاعودة وخرج تماما عن السيطرة ، تؤكد ذلك العديد من المواقف المجافية التي ما فتئت تصدر من النائب المتمرد الى درجة اعلان الرحوي لوسائل الاعلام ان الهمامي لم يعد يصلح لقيادة الجبهة وعليه التنحي لغيره "خطابه أصبح غير مقنع ومكرّرا ورصيده أصبح ضعيفا وهو في حاجة إلى الراحة والتجديد وتقديم أشخاص آخرين قادرين على تقديم الإضافة"! وصل الامر الى حد المطالبة بإحالة الرقم الاول في الجبهة على المعاش وليس حتى دعوته الى مهام اخرى " وهو في حاجة إلى الراحة" كذا قالها الرحوي . أصبح المنجي لا يفوت مناسبة الا ونال من الهمامي او تجاهله ... كان اخرها يوم الاربعاء 20 سبتمبر على امواج اذاعة موزاييك اف ام حين رفض الانتصار للهمامي من السبسي بل رفض ادانة العبارة التي وجهها الرئيس لزعيم الجبهة "فاسق" واستصغرها ورفض الخوض في ملابساتها من اصله ، مؤكدا ان " الي قالو الباجي في حمة ترهات وحكايتو فارغة بعد نهارين ماعادش نسمعوه الامر هذا" ! ان يفوت احد قيادات الجبهة فرصة مثل هذه ولا يوغل في استثمارها بقوة وبلا هوادة ، هذا يعني ان الهمامي اصبح الهدف الاكثر اهمية للرحوي وللتيار الذي يؤزه "وطد" ، الهدف الذي لا تضاهيه أي استثمارات سياسية ولا حتى تنمية محصول الجبهة الشعبية ، قد يكون الاجهاز على الهمامي هو الهدف القريب والاكثر الحاحا ثم تتفرغ الجبهة تحت قيادة اخرى لتنمية ارصدتها ، بما أن المرافق والمنافذ والمداخل كثيرة وكثيرة جدا ، اذا ما اخذنا في الحسبان مكينة الاستثمار الجبهاوية التي لا تعترف بالحدود والخطوط الحمراء ، فهي تستثمر في الموت كما الافراح في المسيرات كما الحفلات في السر كما العلن ، ليست هناك مجالات تخجل الجبهة من التكسب فيها وبها. على نفس الاذاعة وفي نفس المناسبة طرحت الصحفية على الرحوي سؤالا اذهلتها اجابته الى درجة عقب فيها النائب على المنشطة مستغربا دهشتها وكأن الاجابة بالنسبة له اكثر من عادية ، كان السؤال " من تختار لانتخابات 2019 الباجي ام الهمامي" فأجاب الرحوي بلا احد لا هذا ولا ذاك !!! وتلك سابقة في الحياة الحزبية ، واي سابقة اكبر من اعلان قيادي في حزب بان رفيقه القيادي في نفس الحزب لا يصلح للرئاسة وهو الذي رشحته الجبهة سابقا "2014" ومن المرجح ان يكون مرشحها لاحقا "2019" . كل المؤشرات تؤكد ان القصف الذي يتلاقه الهمامي من الرحوي ليس وليد علاقة ثنائية متوترة والارجح انه وليد خطة تصعيدية رسمها "الوطد" بدقة ورصد الرحوي لتنفيذها او تنفيذ الاقساط الاولى منها ، وتهدف الى استنزاف الغريم وقتله اعلاميا تمهيدا لطرح فكرة التداول على قيادة الجبهة بعد انهاك الهمامي واثخان شعبيته داخل الجبهة .