- انطلقت مساء الاربعاء بضاحية قمرت اشغال المؤتمر 29 المتوسطي للصحة المهنية الذي يتواصل على مدى ايام 25 و 26 و27 اكتوبر الجاري، ويتنزل هذه السنة تحت شعار "الاستثمار في الصحة والسلامة المهنية دعامة للتنمية وازدهار المؤسسة". ويهدف المؤتمر الذي يأتي ببادرة من الجمعية التونسية لطب الشغل وبالتعاون مع الجمعية المتوسطية لطب الشغل ومنظمة العمل الدولية والمنظمة العالمية للصحة، حسب القائمين عليه، الى تبادل التجارب والخبرات بين بلدان البحر المتوسط خاصة بين الضفة الشمالية والجنوبية بخصوص كل ما هو جديد في علاقة بالصحة والسلامة المهنية. وأفاد رئيس الجمعية التونسية لطب الشغل حبيب نوايقي بالمناسبة، ان المؤتمر سيتطرق الى عديد المواضيع في علاقة بالوقاية من المخاطر الكيميائية والبيولوجية الصاعدة، والوقاية من المخاطر النفسية والاجتماعية في بيئة العمل، والوقاية من الامراض الأرجية والتهيجية للجهاز التنفسي والبشرة، والوقاية من الامراض السرطانية. وأضاف نوايقي ان المؤتمر سيعالج مسالة الوقاية من المخاطر المهنية وكيفية النهوض بالصحة الشاملة للعمال، علاوة على كيفية العمل على ملاءمة التكوين في مجال الصحة والسلامة المهنية، ومواجهة التحديات المهنية والحالية والمستقبلية لطبيب الشغل. من جانبه اعتبر مدير ادارة الصحة بمعهد الصحة والسلامة المهنية حاتم بن منصور، ان ضمان الوقاية من المخاطر المهنية والنهوض بالصحة الشاملة للعمال لا يتم إلا عبر التطبيق الفعلي للقانون المتعلق بالصحة والسلامة المهنية، اضافة الى حرص طبيب الشغل على ضمان الجانب الوقائي للعامل من المخاطر التي يمكن ان يواجهها اثناء ادائه لعمله منها الامراض وحوادث الشغل. ودعا بن منصور، اطباء الشغل الحاضرين الى العمل على تغيير سلوك العمال الذين يعانون من الامراض السارية على وجه الخصوص، عبر التحسيس والتوعية بخطورة هذه الأمراض ، بغاية ضمان الوقاية اللازمة اليهم وتحسين صحتهم. وشدد المتحدث في هذا الاطار على اهمية التقارب والعمل المشترك بين كل من معهد الصحة والسلامة المهنية ووزارة الصحة ، على عديد البرامج في مجال مقاومة التدخين ، و التلاقيح ، والوقاية من الصمم، كخطوة أولى والحرص على رفع جميع التوصيات الوقائية الى اطباء الشغل، في المرحلة الثانية، حسب قوله. وقال رئيس قسم طب الشغل والأمراض المهنية بمستشفى الرابطة بتونس عبد المجيد بن جماعة من جهته، ان الدراية بالمخاطر المهنية وكل ما يتعلق بالتحديات داخل الوسط المهني من شانه ان يساعد على معرفة طبيعة التكوين الذي سيتم تلقينه لطبيب الشغل الذي يجب ان يكون وفق تقديره يتلاءم مع واقع العمل من جهة. وأكد في هذا الشأن على اهمية امتلاك طبيب الشغل للآليات الكافية التي من شانها ان تعالج المشاكل المهنية في علاقة بالتشخيص المبكر للأمراض المهنية، والوقاية من الاخطار المهنية، ومتابعة الحالة الصحية للعامل وتحسيسه وإعلامه بالمخاطر التي يمكن ان يتعرض اليها. وأضاف بن جماعة ان الغاية الاساسية من هذا المؤتمر ضمان المعادلة بين المؤهلات البدنية والذهنية للعامل، من جهة وحمايته من شتى انواع الضغوطات والمخاطر التي تتهدده اثناء قيامه بعمله، من جهة اخرى. يشار إلى ان الجمعية التونسية لطب الشغل علمية في مجال الصحة المهنية، وتأسست سنة 1993، وترمي الى تطوير العلوم الصحية في ميدان طب الشغل والمجالات ذات العلاقة، وتنمية الكفاءات الطبية في مجال الصحة والسلامة المهنية، من خلال تنظيم المؤتمرات والتظاهرات العملية وانجاز البحوث والدراسات العلمية، وإصدار المجلة التونسية لطب الشغل والأمراض المهنية. مود