- "مطلبنا الوحيد غلق مصب المرجين، ومن حقنا العيش في بيئة نظيفة"، مطلب او بالاحرى نداء استغاثة، وجهه اهالي منطقة الشوايحية التابعة لمعتمدية الشراردة من ولاية القيروان الى مختلف السلط للتدخل العاجل في رفع ما وصفوها ب"المظلمة"، بعد الاضرار التى لحقتهم من مصب المرجين الذي يمتد على 7 هكتارات ويتضمن 16 حوضا. واكد عدد من متساكني المنطقة انهم سيواصلون وقفاتهم الاحتجاجية التي انطلقت مع بداية الموسم "بعد ان تراجعت السلط المحلية في قرار غلق المصب والسماح لصاحبه بسكب المرجين بجانب اراضيهم والمناطق السكنية المحيطة به"، وفق قولهم. وقال محمد (من متساكني المنطقة) "كل عام يستبشر الفلاحون واصحاب المعاصر في الشراردة مع جني اولى حبات الزيتون بنعمة قدوم الموسم، لكن اهالي الشوايحية يعيشون حالة من الانزعاج تخلفها سنويا الشاحنات التي تقوم بافراغ حمولتها من مادة المرجين وتنصرف تاركة اهالي المنطقة يعيشون بقية العام الاضرار الناجمة عن هذا المصب". وتابع "تسرب المرجين الى المائدة المائية والروائح الكريهة المنبعثة من احواض المصب تسببت في نفوق الاغنام التي تسقط داخل المصب، وهلاك اشجار اللوز والزيتون، وعقم الاراضي الفلاحية المتاخمة للمصب"، واكد ان "المصب لم يخضع إلى أي عملية متابعة أو مراقبة منذ إحداثه سنة 2011". من جانبه اكد فوزي الرياحي (هو استاذ بمعهد الشراردة) ان اهالي الشوايحية "نفذوا عديد الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بغلق المصب، بسبب الاضرار التي لحقتهم من مادة المرجين التي تعد ملوثة لاحتوائها على مادة الفينول، والأملاح، إضافة إلى حموضتها المرتفعة، ورائحتها الكريهة". واضاف انه "لم يكف صاحب المصب الالقاء العشوائي لهذه المادة طيلة سبع سنوات فتقدم بمطلب الى الوكالة الوطنية لحماية المحيط، للحصول على ترخيص من اجل توسيع المصب بنفس المنطقة"، واشار الى انه "انطلق في عملية حفر المصب الجديد"، واكد ان الاهالي "لن يسمحوا باقامة المصب، وسيواصلون وقفاتهم الاحتجاجية داخل المصب القديم، ومنع دخول الشاحنات لاتلاف المرجين الى ان تستجيب السلط المحلية والجهوية لمطلبهم". وقالت نزيهة (وهي مواطنة من نفس المنطقة) ان "صاحب المصب يعمد الى اتلاف كميات المرجين التي يجمعها من القيروان وسيدي بوزيد طيلة موسم عصر الزيتون بهذا المصب العشوائي، مما تسبب في انتشار الحشرات والروائح الكريهة وتسبب في امراض ضيق التنفس وامراض جلدية لدى عدد من متساكني الجهة". ومن جهتها اكدت معتمدة الشراردة منية القصري لمراسلة (وات) وجود "قرار غلق في المصب بسبب عدم احترامه لعدد من الشروط منذ سنة 2011 من بينها عدم احاطة مصب المرجين بالاشجار وعدم استعمال مادة ECO2 لتسريع عملية تبخر المرجين وتقليص الروائح المنبعثة منه طيلة السنوات الفارطة فضلا عن غياب التقارير الخاصة بالمتابعة الدورية للمصب منذ الانطلاق في استغلاله". وافادت ان "صاحب المصب انطلق في مشروع توسعة للمصب القديم وتحصل من الوكالة الوطنية لحماية المحيط على شهادة في عدم الاعتراض من الناحية البيئية على مشروع توسعة المصب الذي سيقيمه على 16 هكتارا"، واضافت ان "المواطنين بمنطقة الشوايحية عارضوا اقامة مشروع التوسعة الذي كان من المفترض ان يكون جاهزا لقبول كميات المرجين للموسم الجديد بعد ان يتم اغلاق المصب القديم كما منعوا سكب المرجين في المصب القديم". واكدت ان هذه الوضعية "خلقت صعوبة في التصرف في كميات المرجين لدى اصحاب المعاصر بالشراردة والمقدرة ب3500 طن، بالاضافة الى وضع بيئي كارثي بسبب تخلص اصحاب المعاصر من هذه المادة في كل الاماكن". واوضحت انها "عقدت في وقت سابق جلسة تفاوضية حضرتها الاطراف المعنية وعدد من المواطنين قصد اقناعهم بمواصلة استغلال المصب القديم هذا الموسم بصفة استثنائية، ثم غلقه نهائيا بعد شهرين، وذلك للمصلحة العامة، ولكن لم يتم الوصول الى حلول جذرية". يارا/باشا