- قدّم صالون معابر للقراءة والكتاب باريانة، امس السبت، بالمكتبة المعلوماتية، المؤلف الجديد، "قهوة اكسبريس"، للكاتبة حفيظة قارة بيبان، وهو عبارة عن مجموعة قصصية تضمّ 12 قصة صادرة عن دار نقوش عربية تسرد فيها الكاتبة وقائع حياتية في فترة زمنية محددة لفترة ما بعد ثورة 14 جانفي 2011. ويعتبر كتاب "قهوة اكسبريس"، خلاصة تجربة حفيظة قارة بيبان او" بنت البحر" كما يحلو للبعض أن يسميها في التأمل واستيعاب الواقع من زوايا مختلفة. ولئن تعددت الحكايات في مؤلفها وتنوعت بتنوع مواضيعها الا انها تتقاسم نقاطا وعناصر محددة مرتبطة بحياة الفرد والمجموعة في فترة ما بعد الثورة التونسية تسردها بكثير من المرارة والاستياء في محاولة لملامسة حقيقة وجودها في وجدان الناس وانغماسها في تفاصيل حياتهم لتصبح جزءا من تفكيرهم وطريقة حياة هي اقرب للبدعة منها للاصالة ودماثة اخلاق. وتقول الناقدة سعدية بن سالم، "قهوة اكسبريس": "مناخات الأاس والحزن والخوف تسيطر على شخصيات المجموعة القصصية وتجعلها كائنات تعيش المرارة حتى في افراحها. فقد انشغلت الكاتبة بطرح مواضيع مثل الحرقة وبحث الشباب عن البديل من خلال الذهاب للجهاد في سوريا والادمان على المخدرات والرغبة في قمع المراة واذلالها ومحاولات تغيير النمط المجتمعي لتبرز بسردية فنية نادرة واسلوب في التعبير، مغاير عن السائد، خطورة ما يعيشه المجتمع التونسي في ظل سيطرة الايديولوجيا على الافكار وتأثيرها على السلوك ومنهج الحياة". وتضيف سعدية بن سالم، "ترصد حفيظة قارة بيبان، التحولات التي يعيشها المجتمع في السنوات الاخيرة بالاعتماد على الانشاء التخييلي في رحلة ذهاب واياب عبر الزمان والمكان مستعملة تقنيات الرواية وهي الوصف والانشائية النصية وحضور الذاكرة لتفكك الحاضر (قصة الناظور) وتطرح نقاط استفهام عديدة (قصة حفل نسائي) وتزيد من حيرة القارئ (قصة التحقيق) وغيرها... ويبقى مؤلف "قهوة اكبريس" نافذة مضيئة على عالم متغير يتحسس سبيله للنور بعيدا عن ظلمة القلوب والافكار ويبحث لنفسه عن موقع قدم لحياة افضل مثلما نجحت الكاتبة حفيظة قارة بيبان باسلوبها السردي وعمق طرحها للمواضيع الحياتية وسلاسة تناولها للواقع بدون مغالطة، في أن تدق ناقوس الخطر حول وجود خطر داهم قد يمزق الاجيال القادمة ويحكم على المجتمع بالتقهقر بعد ان تمكن من تطويع التاريخ والحضارة والاصالة من اجل ان يكون في الصفوف الاولى للحداثة والرقي. ولم يخل صالون "معابر للقراءة والكتاب" من الفنون حيث قدم منشطه سالم اللبان، توليفة جميلة جمعت بين الفن التشكيلي والموسيقى من خلال لوحات الفنان عبد المجيد عياد التي تداخل فيها الجمال بالمعنى والخطوط بالالوان. كما شدت كل من ايناس عاشور وسمية كوشاد، باشعار الحب والحرية والانعتاق والخصوبة في مرافقة موسيقية على آلة العود "للهكواتي". س.ف