مني المنتخب الأوليمبي بخسارته الثالثة علي التوالي أمام نظيره التونسي3/1 في مباراتهما التي أقيمت أمس باستاد بورسعيد ليخرج مبكرا من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلي أوليمبياد أثينا غير مأسوف عليه بعد عرضه الهزيل والمتواضع الذي قدمه بالأمس وأيضا في مباراتيه السابقتين ومن قبلها دورة الألعاب الإفريقية.. وبذلك تصبح مبارياته الثلاث المتبقية تحصيل حاصل ولن تفيده حيث رصيده صفر من النقاط بينما دخل منتخب تونس منافسا مع نيجيريا متصدر المجموعة الأولي برصيد7 نقاط بعد أن رفع رصيده إلي5 نقاط واحتفظ بحظوظه. المباراة في مجملها جاءت من طرف واحد وهو منتخب تونس الذي قدم مستوي رائعا فنيا وبدنيا وتلاعب بفريقنا وعرف كيف يحقق غايته ولقن المنتخب الأوليمبي ومدربه درسا في فنون الكرة وكيف تلعب من أجل الفوز خارج ملعبك وأصاب فريقنا البطء وقلة الحيلة وظهر لا حول ولا قوة له أمام إمكانات لاعبي تونس الذين صالوا وجالوا في استاد بورسعيد وكانت هناك أخطاء فنية واضحة من البداية في التشكيل والتباعد بين الصفوف وافتقاد الفريق للروح والرغبة في الفوز, فدخل اللقاء مستسلما للخسارة وكأنه في نزهة.. وبدورنا نتساءل هل هذا هو فريق الأمل الذي تم صرف الملايين عليه من أجل تحقيق آمالنا في بلوغ أوليمبياد أثينا, ولكنه حطم بالأمس كل الآمال وأصاب الكرة المصرية في مقتل!! وعلي المسئولين النظر إلي أبعد ما تحت أقدامهم حيث كان يجب الاهتمام بهذا الفريق من خلال إحضار مدرب من أفضل المدربين في العالم لصقل موهبتهم ويعلمهم ألف باء الكرة الحديثة دون المجاملة والأهواء الشخصية التي جعلتنا نصل إلي هذا المستوي. عرض متواضع! لقن المنتخب التونسي درسا للمنتخب الأوليمبي في فنون الكرة في الشوط الأول وكيف تلعب كرة هجومية خارج ملعبك؟ وربما اعتقد البعض أن المنتخب التونسي هو الذي يلعب علي ملعبه وبين جماهيره وليس في بورسعيد لامتلاكه الكرة! وجاء أداء المنتخب الأوليمبي متواضعا وضعيفا وغير مقنع وربما مفاجأة للجهاز الفني, فلم نلحظ أي فكر هجومي أو دفاعي طوال الشوط الذي كان خلاله التوانسة الأفضل والأخطر والأكثر هجوما واستحواذا للكرة, بينما اكتفي فريقنا بالفرجة!! من البداية وضح مدي تفوق الأشقاء في تونس تنظيميا وفنيا وبدنيا, بينما غلبت علي فريقنا الفردية وافتقاد الفريق الروح!! وشهد الشوط فرصتين مؤكدتين للفريق التونسي في الدقيقة ال15 عندما تلقي وسام بن يحيي أفضل لاعبي تونس وأخطرهم كرة عرضية حولها برأسه وهو في حلق المرمي مرت فوق العارضة في ظل غياب الرقابة من المدافعين الذين اتسم أداؤهم بالارتجالية في التغطية وتباعدت المساحات بينهم. وكانت الكرة الثانية التي سددها أنيس العياري صاروخية زاحفة ولكن مرت بجوار القائم! وربما كانت الهجمة الوحيدة للمنتخب الأوليمبي بمجهود لأسامة حسني, ودون ذلك غلبت الفردية علي الأداء, وتباعدت الخطوط ولم تكن هناك أي معاونة أو حلقة اتصال من المهاجمين والوسط والمدافعين.. وتاه جمال حمزة وركن إلي الخط أبوجريشة, وكان البطء في التحضير وبناء الهجمات السمة الواضحة لأداء فريقنا المهلهل الذي تاه وفقد تركيزه وافتقد الروح والحماس!! درس تونسي! لم تكن بداية الشوط الثاني أفضل من سابقه حيث واصل المنتخب التونسي فرض سيطرته وامتلك زمام المباراة والمبادرة وحاصر منتخبنا الأوليمبي في نصف ملعبه الذي ظهر خلال هذا الشوط لاحول ولا قوة له وكان في حالة يرثي لها وبخاصة خط الظهر الذي انفتح علي مصراعيه وكان شوارع وحواري ودروبا للمنتخب التونسي الذي أبي أن يبصم علي واحد من المدافعين ليلقن فريقنا درسا قاسيا ويلحق به هزيمة ثقيلة بالرغم من التغييرات التي أجراها شوقي غريب بدخول وائل رياض لتنشيط منطقة الوسط إلا أن الرد التونسي كان أسرع عندما نجح خالد ملحي في تسجيل هدف السبق والتقدم مستغلا الاخطاء الدفاعية القاتلة في الدقيقة الثالثة. وبعدها بست دقائق أضاف وسام جمعة الهدف الثاني من جملة فنية رائعة ضرب بها كل المدافعين وحولها برأسه قبل أن تصل إليها يد محمد صبحي وبعدها تتوالي الفرص الضائعة من الجانب التونسي حتي أن البعض أشفق علي لاعبي المنتخب الأوليمبي من الخروج بنتيجة ثقيلة.. وفي الدقيقة24 أضاف صابر الطرابلسي الهدف الثالث بعد أن راوغ محمود محمود وخدع صبحي وركن الكرة داخل المرمي.. ثم تتوالي الفرص الضائعة ويتلاعب مهاجمو تونس بخط الظهر تماما وكان بإمكانهم الخروج برقم قياسي من الأهداف!! وينقذ محمد صبحي أربعة أهداف مؤكدة.وفي الدقيقة37 يمنحنا الحكم الجزائري ضربة جزاء يسجل منها وائل رياض الهدف الوحيد للمنتخب الأوليمبي.وتستمر الدقائق المتبقية في تفوق وامتلاك للكرة من الجانب التونسي الذي اكتفي بالثلاثية.