الصحة العالمية.. استهلاك الملح بكثرة يقتل 10 آلاف شخص يوميا في أوروبا    عُثِرَ عليه بالصدفة.. تطورات جديدة في قضية الرجل المفقود منذ حوالي 30 سنة بالجزائر    عاجل: لأول مرة: تونس تصل المرتبة الثانية ضمن التصنيف الدولي للبيزبول    السلطات الاسبانية ترفض رسوّ سفينة تحمل أسلحة إلى الكيان الصهيوني    الديبلوماسي عبد الله العبيدي يعلق على تحفظ تونس خلال القمة العربية    يوميات المقاومة .. هجمات مكثفة كبّدت الاحتلال خسائر فادحة ...عمليات بطولية للمقاومة    فتحت ضدّه 3 أبحاث تحقيقية .. إيداع المحامي المهدي زقروبة... السجن    المنستير .. المؤبّد لقاتلة صديقها السابق خنقا    في ملتقى روسي بصالون الفلاحة بصفاقس ...عرض للقدرات الروسية في مجال الصناعات والمعدات الفلاحية    رفض وجود جمعيات مرتهنة لقوى خارجية ...قيس سعيّد : سيادة تونس خط أحمر    دخول مجاني للمتاحف والمواقع الأثرية    ارتفاع عجز الميزان الطاقي    دغفوس: متحوّر "فليرت" لا يمثل خطورة    العدل الدولية تنظر في إجراءات إضافية ضد إسرائيل بطلب من جنوب أفريقيا    تعزيز نسيج الشركات الصغرى والمتوسطة في مجال الطاقات المتجددة يساهم في تسريع تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للانتقال الطاقي قبل موفى 2030    كاس تونس - تعيينات حكام مباريات الدور ثمن النهائي    الترفيع في عدد الجماهير المسموح لها بحضور مباراة الترجي والاهلي الى 34 الف مشجعا    جلسة بين وزير الرياضة ورئيس الهيئة التسييرية للنادي الإفريقي    فيفا يدرس السماح بإقامة مباريات البطولات المحلية في الخارج    إمضاء اتّفاقية تعبئة قرض مجمع بالعملة لدى 16 مؤسسة بنكية محلية    وكالة (وات) في عرض "المتوسط" مع الحرس .. الموج هادر .. المهاجرون بالمئات .. و"الوضع تحت السيطرة" (ريبورتاج)    طقس الليلة    سوسة: الحكم بسجن 50 مهاجرا غير نظامي من افريقيا جنوب الصحراء مدة 8 اشهر نافذة    القيروان: إنقاذ طفل إثر سقوطه في بئر عمقها حوالي 18 مترا    تأمين الامتحانات الوطنية محور جلسة عمل بين وزارتي الداخليّة والتربية    كلمة وزير الخارجية التونسي نبيل عمار أمام القمة العربية    باجة: باحثون في التراث يؤكدون ان التشريعات وحدها لا تكفي للمحافظة علي الموروث الاثري للجهة    توزر: تظاهرة احتفالية تستعرض إبداعات أطفال الكتاتيب في مختتم السنة التربوية للكتاتيب بالجهة    وزارة الثقافة تنعى المطربة سلمى سعادة    صفاقس تستعدّ للدورة 44 لمهرجانها الصيفي    صفاقس: هدوء يسود معتمدية العامرة البارحة بعد إشتباكات بين مهاجرين غير نظاميين من دول جنوب الصحراء    وزارة الفلاحة توجه نداء هام الفلاحين..    "فيفا" يقترح فرض عقوبات إلزامية ضد العنصرية تشمل خسارة مباريات    جندوبة: وزير الفلاحة يُدشن مشروع تعلية سد بوهرتمة    عاجل: "قمة البحرين" تُطالب بنشر قوات حفظ السلام في فلسطين..    هل سيقاطعون التونسيون أضحية العيد هذه السنة ؟    106 أيام توريد..مخزون تونس من العملة الصعبة    اليوم : انطلاق الاختبارات التطبيقية للدورة الرئيسية لتلاميذ الباكالوريا    سوسة: الإطاحة بوفاق إجرامي تعمّد التهجّم على مقهى بغاية السلب باستعمال أسلحة بيضاء    ناجي الجويني يكشف عن التركيبة الجديدة للإدارة الوطنية للتحكيم    المعهد الوطني للإحصاء: انخفاض نسبة البطالة إلى حدود 16,2 بالمائة    سيدي بوزيد: انطلاق الدورة 19 من مهرجان السياحة الثقافية والفنون التراثية ببئر الحفي    رئيس الجمهورية يبحث مع رئيس الحكومة سير العمل الحكومي    قيس سعيد يُؤكّد القبض على محام بتهمة المشاركة في وفاق إرهابي وتبييض أموال    عاجل: متحوّر كورونا جديد يهدّد العالم وهؤلاء المستهدفون    ظهورالمتحور الجديد لكورونا ''فيلرت '' ما القصة ؟    الأيام الرومانية بالجم . .ورشات وفنون تشكيلة وندوات فكرية    محمد بوحوش يكتب...أدب الاعتراف؟    الخُطوط التُونسية في ليبيا تتكبد خسائر وتوقف رحلاتها.    بطولة اسبانيا : أتليتيكو يهزم خيتافي ويحسم التأهل لرابطة الأبطال الاوروبية    إصدارات.. الإلحاد في الفكر العربي الإسلامي: نبش في تاريخية التكفير    زلزال بقوة 5.2 درجات يضرب هذه المنطقة..    استشهاد 3 فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال في الضفة الغربية    أمراض القلب والجلطات الدماغية من ابرز أسباب الوفاة في تونس سنة 2021    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القذافي :العراق كان حصنا ضد الارهاب في وجود صدام حسين

قال القذافي في كلمة امام مجلس الشيوخ الايطالي ان العراق كان حصنا ضد الارهاب في وجود صدام حسين حيث كان تنظيم القاعدة لا يستطيع التسلل اليه لكنه الان بسبب الولايات المتحدة اصبح حلبة مفتوحة وهو ما يفيد القاعدة.
وقارن بين الضربة الجوية الامريكية على طرابلس في عام 1986 التي قتلت فيها احدى بناته بهجوم للقاعدة. وتساءل عن الفرق بين الهجوم الامريكي على المنازل الليبية في عام 1986 وبين الاعمال الارهابية لابن لادن. وقال انه اذا كان ابن لادن لا يملك دولة وهو خارج عن القانون فان امريكا دولة تحكمها قواعد دولية.
وقال انه ينبغي للعالم ان يتسع لمختلف الانظمة بما في ذلك ليبيا "الثورية" وتساءل عن الخطأ في كون كوريا الشمالية تريد ان تكون شيوعية او ان تصبح افغانستان في قبضة رجال الدين مشيرا الى أن الفاتيكان دولة دينية محترمة لديها سفارات في كل انحاء العالم
وهذا النص الكامل لكلمة القائد الليبي معمر القذافي أمام برلمانيين ايطاليين
باسم الله
في البداية أعبر عن سروري البالغ بوجودي اليوم في روما لأول مرة ، وأتشرف بأن أحظى بهذا اللقاء بكم السادة المحترمين أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي .
هذا شرف كبير بأن أحظى بهذا اللقاء بكم .
وأشكر في البداية الصديق "ستيفاني" على الكلمة الشاملة والجيدة التي تفضل بها والتي أنصت إليها بإهتمام ، وأسررت أن أرى وجوه بعض الأصدقاء القدماء الذين عملنا معا من أجل العلاقة الليبية الإيطالية ومن أجل البحر المتوسط ومن أجل السلام العالمي .
أمامي صديقي " أندريوتي" أتمنى له مزيدا من الصحة ، وصديقي "كوسيغا "الذي كان رئيس الجمهورية ، والصديق "ديني" الغني عن التعريف .
فأنا سعيد بهذا اللقاء بهؤلاء الأصدقاء الذين عملنا معا لسنوات طويلة من أجل الوصول إلى هذا اليوم وإلى هذه النتيجة الباهرة .
إن معاهدة الصداقة والتعاون المشترك التي تم توقيعها بيني وبين السيد الصديق العزيز" برلسكوني" رئيس الحكومة الإيطالية ، في بنغازي بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة الفاتح العظيم ومشاركته معنا في تلك الاحتفالات بإسم الشعب الإيطالي وبإسمكم ، كانت تتويجا لجهود متواصلة .
في الواقع منذ قيام الثورة في ليبيا ونحن نسعى إلى محاولة طي صفحة الماضي البغيض ، ونصل إلى حالة من الإرتياح النفسي بالنسبة لليبيين ، أن يقبلوا أصدقاءهم الإيطاليين وأن يتعاونوا معهم ، وأن ينسوا الماضي .
كان الهدف هو أن نصل إلى حالة من الرضا لدى الليبيين حتى يتقبلوا أصدقاءهم الطليان ويتعاملون معهم ، لكن كانت هناك غصة في القلوب والحنجرة ومرارة ، وكانت هناك آلام لدى كل ليبي وكل أسرة ليبية رغم الزمن الذي مر ، ورغم تغير إيطاليا .
إيطاليا اليوم ليست إيطاليا الأمس ، ورغم كل التبدلات التي حصلت في العالم ، لكن كانت هناك حالة نفسية يعيشها الشعب الليبي ، تؤكد عدم الارتياح وعدم الرضا بإتجاه إيطاليا مهما كانت الظروف .
وكنت أنا أحاول بعد الثورة أن نتغلب مع أصدقائي في إيطاليا على هذه الحالة النفسية وأن نصل إلى تفاهم يكون مقبولا ، ويسمح لنا لتطوير العلاقة بين البلدين .
كنا دائما نحاول إقناع أصدقائنا الإيطاليين أن لابد لإيطاليا اليوم أن تدين وتعتذر عن ما فعلته إيطاليا الفاسية ، وما قبل الفاسية ، وهذا شيء معنوي ، شيء مهم ، وكنا دائما نقول لهم ينبغي أن نصل إلى درجة من التعويض المادي للأضرار الجسيمة التي لحقت بكل عائلة ليبية .
وأقول أمامكم إن أي تعويض مادي لا يساوي أي شيء أمام ما حصل للشعب الليبي من جراء الاستعمار الإيطالي .. الدماء الزكية التي أريقت بدون وجه حق ، التشريد والتنكيل والإهانة والاحتلال والإغتصاب والتدمير للبيئة الليبية والأرض الليبية هذا لايساويه ملء الأرض ذهباً .
فالشعب الليبي لم يكن يطالب بشيء مادي يعوض هذا ، لأن هذا الذي تعرض له الشعب الليبي ليس له ثمن ، لكن كان يجب من الناحية السياسية أو من الناحية الواقعية ، أن نصل إلى شيء من الإدانة للماضي والاعتراف بالذنب بالنسبة للإستعمار ، ندينه نعتبره ذنبا نعتبره مشروعاً فاشلاً ونأسف على ذلك ، وأن نحاور ، ونحاول كما يسمي بالقانون جبر الضرر إلى حد معقول .
كان من الممكن أن يحصل هذا منذ السنوات التي فاتت ، لكن كان هناك عدم اتفاق على شيء يقبله الطرفان .. حاولنا من عام 98 وهو العام الذي وقعنا فيه الإعلان المشترك وكان رئيس الحكومة في ذلك الوقت تقريباً هو السيد " برودي" ، وأظن أن صديقي " ديني" كان وزير الخارجية .
وفي إحدى زيارات صديقنا العزيز " أندريوتي" كدنا نعلن عن شيء نهائي بهذا ، ولكن أجلناه إلى غاية ما تنضج الأمور أكثر .
وجاءني صديقنا " كوسيغا" وأظنه في سرت وتحدثنا في هذا الموضوع ، وأتذكر أننا قلنا - منذ سنوات طويلة مضت - لو وصلنا إلى اتفاق للإعتذار والتعويض سنتحصل على مكاسب للشعبين وأن يكون الطريق مفتوحا أمامنا والضوء أخضر والتعاون والمشاريع المشتركة والصداقة وأن تكون الأولوية لليبيا في إيطاليا والأولوية لإيطاليا في ليبيا وتكون الدولتان تتمتعان بما يسمى بالدولة الأولى التي لها الأفضلية .
وقلنا إذا لم يحصل اتفاق قد ينعكس سلباً على العلاقات بين البلدين ..
وفعلا كنا أمام خيارين .. خيار التفاهم والصداقة والتعاون .. وخيار القطيعة واليأس بأن لا نتفاهم ويبقى هذا ثأر ويبقى دين ونتركه للأجيال القادمة .
ولكن كان بودنا أن لا نترك للأجيال القادمة مسائل من هذا النوع ثأر ودين وكراهية وانتقام ورد فعل ومعاملة بالمثل ، لأن هذه الدنيا يوم لك ويوم عليك والأيام تدور والإنجليز يقولون " ديز ار تشنجلير " قد تكون ليبيا في يوم من الأيام مثل إيطاليا عام 1911 وتكون إيطاليا مثل ليبيا 1911 قد يحصل هذا وهكذا .
دولة الأغالبة قامت في شمال إفريقيا واحتلت صقلية وجنوب إيطاليا في البحر المتوسط .
وكانت أسرة الأغالبة أسرة بدوية تعيش في الجزيرة العربية عملت إمبراطورية وشكلت قوة واستطاعت أن تصل إلى هنا .
القرطاجنيون يعني الفينيقيون من البحارة العاديين كوّنوا إمبراطورية وحاولوا احتلال روما في عهد هانيبال ، وهكذا قد تكون روما إمبراطورية في يوم ما وقوية ، ومثلما فعلت في الماضي واحتلت العالم ، كانت قرطاجنة إمبراطورية واحتلت روما وحاصرت روما .
وهكذا قد تكون يوماً قوياً ويوماً آخر ضعيفاً .
لا أريد أن أترك مصير شعوبنا لهذه الإحتمالات ولا نعتد بأننا أقوياء اليوم ونسخر بالضعفاء ، والضعفاء قد يكونون أقوياء في يوم ما .
ولا أحد كان يتذكر في عهد السفاح "موسيلينى" أو " بالبو" أو " كنيفة " أن ليبيا ستكون دولة قوية وعندها نفط وعندها غاز وتحتاج إليها إيطاليا وتكون إيطاليا محتاجة إلى ليبيا وتكون ليبيا عندها قدرة أن تملك السلاح وتملك مليون جندي .
، هذا لم يكن في الحسبان ، ولو كان وضعه في الحسبان لما كان بالغ في التنكيل بالشعب الليبي ، أو هم ما كانوا بالغوا بالتنكيل بالشعب الليبي .
هذه جراحات مؤلمة جداً لا نريد أن نتركها مفتوحة .. من الحكمة لمصلحة شعوبنا ومصلحة البحر المتوسط ومصلحة أوروبا وإفريقيا ومصلحة السلام العالمي ، يجب أن نعمل في عهدنا ما من شأنه أن يدمل هذه الجروح ، يشفيها ويترك للأجيال القادمة طريقاً نظيفاً ليس فيه ألغام .
وهدفنا كان هكذا ، لم يكن هدفنا هو العدوان وتبادل العداوة مع بعضنا أو أن نخسر بعضنا مرة أخرى .
وأخيرا بقرار شجاع من السيد" برسكوني" وقعنا على معاهدة الصداقة والتعاون المشترك .
وأعتقد جازما أن هذا لمصلحة الشعبين ، لمصلحة ليبيا وإيطاليا بكل تأكيد ، والفضل طبعا يعود أكيد للمشرعين الإيطاليين في مجلسي الشيوخ والنواب ، الذين صادقوا على هذه المعاهدة التي وقعت في بنغازي ، وطبعا لولا موافقتكم وتصديقكم عليها لما وصلت حيز التنفيذ ، وهذا شيء رائع .
وفي هذه المناسبة التاريخية ليس من المناسب نفسيا أن نتصفح صفحات الماضي الأليم ، وإذا ذكرناها مرة وأخرى بسبب عدم علم الجيل الإيطالي الموجود الآن بما حصل في الماضي .
أنا متأكد أن الإيطاليين الذين يعيشون الآن في إيطاليا ليس عندهم معلومات عن الاستعمار الإيطالي لليبيا .. ولا يعرفون الجرائم التي أرتكبت ولا المذابح والمجازر والمشانق والتشريد والتنكيل والتلغيم والتدمير .
وأصدقائي الطليان الذين في السلطة ونتكلم معهم يقولون هذا .. يقولون فعلا إن الجيل الإيطالي الموجود الآن لا يلام إذا لم يكثرت بهذا الموضوع لأنه ليس هناك أحد بيّن له ما حصل .
فظائع كثيرة أرتكبت في التاريخ الأجيال الحاضرة غالبيتها لا تفهمها ، إلا الذين ينقبون في التاريخ .
ولو نذكر فظائع أرتكبت في ليبيا سيندهش الشعب الإيطالي ، ويتساءل هل نحن فعلا في تلك الفترة إرتكبنا هذه الجرائم ضد شعب بريء ؟ .
الشعب الليبي ليس عدواً للشعب الإيطالي.. لماذا ؟ لأن ليس هناك أبداً أسباب تجعلنا أعداء لبعضنا ،
خاصة عام 1911 وما إليه في القرن التاسع عشر والقرن العشرين .
نحن كنا أناسا أميين متخلفين عددنا قليل نعيش تحت الإستعمار العثماني لا نعرف السياسة ولا نعرف حتى الخريطة ، حتى الخريطة لا نعرفها .
الليبيون في ذلك الوقت لا يعرفون إيطاليا أين تقع ويتفاجؤون بالبوارج الإيطالية تقصف المدن وتدمر وتعتقل الليبيين بالآلاف وتنقلهم إلى جزيرة تريمتي وإلى جزيرة أوستيكا وإلى باليرمو وإلى الجزر الإيطالية الأخرى ، وإلى عند الآن ما زال مصيرهم مجهولاً .
لو نسأل الشعب الإيطالي في الشارع الآن ونقول له هل تعلم أن هناك آلاف الليبين تم نقلهم من ليبيا ووضعهم في الجزر الإيطالية وإلى عند هذا اليوم مصيرهم مجهول ؟ سيصعق ، ويقول معقولة ترتكب جريمة ضد البشرية بهذا الشكل ؟ هذا لا يوجد في تاريخ البشر .
مثلا يقال إن عندما نقل " بختنصر" الإسرائيليين إلى بابل في العصر البابلي .. كانوا أسرى لكن بعد ذلك تم إرجاعهم .
لكن نحن الآن لم يتم إرجاعنا ، ال 5000 ليبي أيضاً كانوا نقلوا إلى الجزر الإيطالية .
إذا كان هناك شباب الآن يسمعني في إيطاليا سيستغرب ويقول ما هذا ؟ هل فعلا نحن إرتكبنا عملا مثل هذا ؟ وقد يعود إلى نفسه ويقول لعلّني أنا من أحفاد هؤلاء المنفيين ، لعلني أنا ليبي وقد يلجأ إلى الطبيب ليعمل فحصا للحامض النووي ليتأكد لعله هو ليبي .
خمسة آلاف ليبي كيف تبخروا ؟ كيف ماتوا ؟ بالذبح بالشنق بالتجويع بالمرض بالإلقاء بهم في البحر .. جريمة نكراء لا يستحقها الشعب الليبي .
لماذا الشعب الليبي عومل بهذه المعاملة ؟ هل كان عدوا لإيطاليا ، هل غزا إيطاليا ؟ هل دمر الطليان ؟ أبدا .. كان شعبا مسالما جدا .
هذه صفحات مؤلمة جداً تصفحناها فقط لنبيّن للأصدقاء الطليان أنه قد حصل كذا وكذا حتى ينظروا أي تعويض يعوّض هذا ؟ أي إستغفار يمكن أن يغفر هذا الذنب ؟ .
على أية حال هذه ظروف العالم ، هذه هي ظروف البشرية ، هذه مشيئة الله والظالم ينال جزاءه و"موسيليني" انتقم منه الشعب الإيطالي وحكم عليه بالإعدام ونفذ فيه حكم الإعدام شنقا مع الرجلين حتى الموت .
وهذا يتفق فيه الشعب الليبي مع الشعب الإيطالي المجرم نال جزاءه في الدنيا وسيناله في نار جهنم في الآخرة .
الذي يهمنا أننا نحاول أن نأخذ منه ونعمل من الشر خيراً ، وأن نوضح لبعضنا أننا جيران متقابلون على البحر المتوسط ، دول مهمة في هذه المنطقة ، مركز العالم ، المنطقة الوسطى في العالم منطقة البحر المتوسط .
فنحن سنساهم في السلام العالمي وفي التجارة وفي السياحة وفي الصداقة وفي التعاون ومواجهة التحديات التي أصبحنا كلنا هدفا لها .. العداوة لم تعد مثلما كانت زمان بين هذا الشعب وذاك الشعب .
العداوة الآن بين شعوب الأرض وعدو آخر ، الأمراض المستعصية ، التطعيم والمعالجة ، تغير المناخ ، الإرهاب ، الهجرة العالمية ، المخدرات ، الفقر ، تزايد عدد السكان ، التصحر ، التجلّد " منطقة يغطيها الجليد " ، منطقة تتصحر ، منطقة تغمرها المياه ، منطقة تصبح قاحلة .. إنفلاتات مناخية .
البشرية كلها أصبحت الآن أمام تحديات ، في الماضي كنا نتحدى بعضنا ولكن الآن نحن معا في خندق واحد ضد تحديات الطبيعة ، تحديات العصر ، تحديات الحياة الآن .
أزمة مالية في المصارف الأمريكية أثرت في العالم كله ، لم تقتصر على أمريكا ، معناها أن العالم أصبح مصرفا واحدا .
ثمن النفط يرتفع في ليبيا ، لا يؤثر على إيطاليا فقط ، يؤثر على العالم كله .
إذا ليبيا قررت إيقاف ضخ النفط ، البرميل الآن في حدود ال 70 سيصبح 100 أو 120 في العالم كله ، لأن كمية كبيرة من النفط كانت موضوعة في السوق فقدها السوق ، معناها العالم عنده سوق واحد .
زمان كل دولة عندها سوق وكل مدينة عندها سوق ، لا يتأثر هذا بهذا ، أما الآن أصبحنا سوقا واحدا ، كل بضائعنا في هذا السوق ، إذا ارتفع ثمن هذه البضاعة ، يرتفع على الجميع وإذا إنخفض ينخفض علينا جميعا ، عملة دولة ، الدولار الأمريكي أو اليورو الأوروبي ، أو أي عملة أخرى ، إذا إنخفضت تؤثر على الأسعار في العالم كله ، إذا ارتفعت تؤثر كذلك .
من منا يحب أن يكون هناك إرهاب ، أبدا ، لكن للأسف حتى الآن لم نستطع أن نعرّف الإرهاب ، ولا إتجهنا الإتجاه الصحيح في معرفة أسباب وجود هذه الظاهرة .
نجري وراء الإرهابيين وهذا ليس حلا ، هذا حل المذعورين والخائفين ، والذين يعدون فيها ساعة بساعة ، هذا ذعر وليس مكافحة .
الإرهاب ظاهرة عندها أسباب ، نذهب إلى الأسباب ، ونقول لماذا أنتم يارهابيون بدون إتصال مباشر حتى عبر الشبكة الدولية " الإنترنت " ، ترهبون العالم ؟ ، دعونا نسمعهم ماذا يقولون .
متأكد ، طبعا سمعنا كلامهم نحن في هذا ، لماذا أنتم أخذتم السلاح ودخلتم إلى الجبال ، مثل بن لادن ، مثلا ، ولماذا تضربون نيويورك وتقتلون آلاف آلاف المدنيين ، ولماذا تفجرون ، ولماذا تدمرون ، يمكن يجيبون علينا ، نأخذ جوابهم ، طبعا هم جاوبوا ، جاوبوا كم مرة .
قالوا نحن في حالة دفاع ، دفاع ضد الإستكبار الدولي ، ضد التطاول ، ضد الاستهتار بنا وبقيمنا وبديننا وبمجتمعاتنا وضد النهب لثرواتنا .
قالوا أليست هذه مسؤولية دولكم ، مسؤولية حكوماتكم ، الحكومات العربية ، الحكومات الإسلامية ، حكومات العالم الثالث هي إذا كانت خانعة أو إذا كانت متطرفة هي التي يلتجئون لها ، وليس نحن الدول الكبرى والدول الاستعمارية القديمة يقولون لا هذه حكومات وأنتم عملتموها هؤلاء عملاء ، وارفعوا يدكم عن التدخل في الشؤون الداخلية لنختار نظمنا السياسية كما نريد .
ويضربون أمثلة يقولون مثلا "صدام حسين" أنتم اتهمتموه بأنه دكتاتور .. ما دخلكم في إذا ما كان دكتاتوراً أو غير دكتاتور ، هل أنتم أوصياء على الشعب العراقي .
الشعب العراقي هو الذي يتفاهم مع رئيسه .. دكاتتور أو ليس دكتاتورا ، إذا كان الشعب العراقي يريد أن يكون هكذا دكتاتورا ، ألم يقدم نفسه في الانتخابات وأعطوه أصوات مائة في المائة ؟ .
لماذا أنتم تتدخلون وتقولون .. لا .. دكتاتور نريد أن نطيح به ؟.
هل هو موظف عندكم في ولايتكم ؟ .
الشعب الروماني هنا في روما ، ألم يقرر مجلس الشيوخ الذين أنتم إمتداد له منذ ذلك الوقت حتى الآن - نحن الآن في مجلس الشيوخ - إعطاء " يوليوس قيصر " السلطة المطلقة ويعينه دكتاتوراً بإرادة مجلس الشيوخ ؟!.
فسواء " أغسطس " أو" يوليوس قيصر" ، هؤلاء كلهم أعطوا تفويضا من مجلس الشيوخ بأن يكونوا ديكتاتوريين .. بتفويض من الشعب بأن يكون ديكتاتورا .. الشعب يريد هكذا .
وعاشت روما في العهد الإمبراطوري مئات السنين وهي تقبل ديكتاتورية الأباطرة ، ولكن ليس هناك أحد من الخارج تدخل وقال إن "يوليوس قيصر" ديكتاتور ونحن نريد أن نطيح به !!.
بل قالوا لا ، هذه إرادة الشعب الروماني وهو الذي أراد هكذا ، وروما تريد هذا .
وفعلا هذا شيء منطقي ، كيف نرد عليهم .
كيف نرد على الإرهابيين ، إذا واجهونا بأسئلة من هذا النوع ؟! إذا قالوا إن حاملات الطائرات .. إرهاب ، والصواريخ عابرة القارات .. إرهاب ، وصناعة القنابل الذرية .. إرهاب ، وصناعة أسلحة الدمار الشامل .. إرهاب .
فعلا ماذا نرد عليهم ؟ .
يقولون لك نحن عندنا البندقية وعندنا الرمانة اليدوية وتقولون إننا إرهابيين ، والذي عنده صواريخ تعبر القارات ، والذي يكدس آلاف القنابل الذرية ومازال يصنع فيها .. أليس هذا إرهابا ؟! .
نحن في ليبيا في السنوات التي مضت كنا نعيش أربع وعشرين ساعة في ظل الإرهاب والرعب في حالة طوارئ مستمرة .. كل يوم يقولون " ريغان" بعث الأسطول السادس الأمريكي .. وتحرك من نابولي وتحرك من المدن الإيطالية ومن قواعده تجاه السواحل الليبية .. وسيعمل مناورات وهذه المناورات قد تكون إحتلالا لليبيا ، وفعلا قرروها كم سنة كم سنة ، وأخيرا كان هجوما لمحاولة قتل القذافي وأطفاله .. عمل جنوني .
هذا أليس عملا إرهابيا ..؟! .
ما الفرق بين غارة الأمريكان عام 86 على بيوتنا وبين الأعمال التي يعمل فيها بن لادن ، ما الفرق بينها ؟!.
بالعكس بن لادن غير مسؤول وليس عنده دولة فهو في النهاية شخص خارج عن القانون ، لكن هذه دولة المفروض أن تكون خاضعة للقانون الدولي وتكون مسؤولة عن الأمن وعضوا دائما في مجلس الأمن .
إذا كنا نريد السلام للبشرية وأن نتفاهم ، لابد أن نستبعد العنطزة والعجرفة والتطاول والاستكبار ، وننظر إلى أن الناس كلها عندها الحق في أن تعيش فوق الأرض متساوية .
الكرة الأرضية خلقها الله لكل البشر وليس لدولة واحدة تسيطر عليها.
لا نقبل أن نعيش تحت ظل الصواريخ العابرة للقارات ولا أسلحة الدمار الشامل ..
ليبيا بادرت وإتخذت قرارا وألغت برنامج صنع القنبلة الذرية ، لكنها لم تكافأ ، وهذا أدى إلى أن دولة مثل كوريا استمرت في برنامجها وقالت " رأيت كيف تكافأ ليبيا بعد أن ألغت برنامجها النووي ، ومادامت ليبيا لم تكافأ إذن فلماذا ألغي برنامجي النووي " .
ها هي الآن تتحدى وتعمل أسلحة الدمار الشامل ستصبح عضوا في النادي الذري ويصبح أمرا واقعا .
وهذا صحيح لأننا فشلنا في أن نكافئ ليبيا حتى تكون قدوة حسنة للدول الأخرى .
إيران ، الآن يقولون لها إعملي مثل ليبيا ، قالت لهم وماذا عملتم لليبيا .. هل كافأتم ليبيا ؟ .
على أي حال ليبيا مقتنعة بهذا القرار التاريخي والشجاع بإلغاء برنامج صناعة القنبلة الذرية أو الأسلحة الكيماوية ، لأننا رأينا أننا من الحماقة أن نعمل هذا السلاح أو نحتفظ به أو نستخدمه .
نستخدمه ضد من ؟ .
ليس هناك عدو محتمل أن نستخدم ضده القنبلة الذرية ، ولا عندنا إمكانيات حتى في صيانتها وحمايتها والصرف عليها وتطويرها وإيصالها إلى الهدف .
إذن برنامج ليس في مصلحة ليبيا .
لقد قمنا في الوقت المناسب بإتخاذ هذا القرار ، لكن لم نكافأ من قبل العالم .
هناك مكافأة معنوية يقولون إن ليبيا ترأس الاتحاد الإفريقي ، وترأس " س . ص " ، وترأس الجامعة العربية ، وترأس اتحاد المغرب العربي ، وحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ، وترأس الجمعية العامة للأمم المتحدة في الشهور القادمة ، وهذه مكافأة عظيمة ومعنوية .
ويقولون كنا نعتقد أن ليبيا دولة إرهابية ودولة منبوذة ، والقذافي كذلك يوصف وينعت بهذه النعوت ، ولكن هم يقولون الآن إنهم كانوا مخطئين وإنهم اتفقوا أن نحن ناس أصحاب قضية ومبادئ ومعقولين يمكن التفاهم معهم وإتخاذ قرارات لمصلحة البشرية ، وأن السياسة التي كانت تمارس ضد ليبيا كانت خطأ ، ويدان "ريغان" ، وتدان " تاتشر" ، ويدان كل الذين تعاملوا مع ليبيا تلك المعاملة الخاطئة .
لما أتى ناس تعاملوا مع ليبيا بالتي هي أحسن سارت معهم ليبيا ومدت يدها إليهم .
الحقيقة بعد ما إنتهى عهد "ريغان" ، انتهت أمريكا الريغانية .. إنتهت تلك السياسة ، سياسة العجرفة والجنون التي ألحقت الضرر بمصالح أمريكا ومصالح حلفاء أمريكا وكادت تقود العالم إلى الدمار ..
ما يجري في العراق ، وما يجري في أفغانستان ، وما يجري في يوغسلافيا .. هذا من يقوم به ؟ هل الإرهابيون ؟ .
العراق كانت حصنا حصينا ضد الإرهابيين .. مثلا القاعدة لا تستطيع أن تدخل العراق أيام صدام حسين ، الآن أصبحت ساحة للقاعدة أو قاعدة للقاعدة .
هذه هي السياسة الخاطئة ، تقتل " صدام حسين" لكي تفتح أبواب العراق للقاعدة وهذا الذي حصل .
هذا مكسب للقاعدة .. قالوا يعني الفضل يعود لأمريكا التي قتلت صدام وفتحت لنا أبواب العراق لكي نحولها إلى إمارة إسلامية متطرفة .
ثم إن من الغباء مطاردة إرهابيين في جبال آسيا .. في جبال أفغانستان وباكستان ، هذا شيء من المستحيل .
يجب أن نبحث عن الأسباب التي أدت إلى وجودهم في الجبال ونقضي على هذه الأسباب حتى يعودوا هم من الجبال طواعية ويعرفون أن ليس هناك لزوم للبقاء في الجبال وأن يرهبوا العالم من فترة إلى أخرى .
إذا كانت أفغانستان دولة إسلامية ، لا يهمنا فها هي الفاتيكان دولة دينية هل هناك ضرر من الفاتيكان على العالم أو حتى على إيطاليا التي هي في وسطه ؟ أبدا .. هاهي دولة دينية معقولة وعندها تمثيل دبلوماسي معها ، والعالم كله عنده سفراء في الفاتيكان .. والفاتيكان عنده سفراء ، ولا نقول هذه إرهاب ولا تطرف ولا تعصب .. دولة محترمة جدا ومقدسة .
أيضا إذا كانت أفغانستان فاتيكان في تلك المنطقة ، لم لا ؟ ومالنا ومالها .. لماذا تضربها بالصواريخ ؟.
أو أن إيران حكمها الملات .. هذه تخصهم .
وإذا كان ليبيا ستعمل دولة ثورية ، هذه تخص الليبيين .
وإذا كان كوريا الشمالية شيوعية ما دخلنا فيها .
هذا قد يدل على الجهل حيث لا نعرف الثورية ؟ ولا نعرف الشيوعية ؟ ، ولا نعرف الإمارة الإسلامية ؟ ربما لأن هناك جهلا بمعرفة هذه الأشياء .
الشيوعية قال كل الناس عمال تبع الدولة ، ولكل حسب حاجته ولكل حسب جهده ، هذه ما دخلنا فيها ، ما هو الضرر ، إذا أصبح الكوريون عمالا في الدولة ، طبقة "بروليتاريا" واحدة ويخدمون للدولة ويأكلون من الدولة ويشربون من الدولة ويتعالجون من الدولة ، هذه الشيوعية في النهاية .
هذه الأشياء ما علاقتها بأمريكا أو بليبيا أو بالهند ، لماذا نحاربها حتى ولو كانت شيوعية ؟ الشيوعية لأهلها .
كل واحد عنده نظام ، التنوع هو أساس الحياة .
لا يمكن أن تكون الكرة الأرضية كلها نظاما واحدا .
إعملوا أربعين حزبا وأعملوا أربعين إنتخابات ، هناك الذي لا تناسبه .. نحن في إفريقيا لا تناسبنا هذه الأشياء الموجودة الآن وسبب مشاكل إفريقيا هو التعددية والإنتخابات والحزبية لأن الجماهير الإفريقية لا تعرف هذا .
نحن في الغابة وفي الصحراء ، لا نعرف السياسة ولا نعرف الأحزاب ولا الأيديولوجيات ولا الإنتخابات.. لا نعرفها أبدا ، كل التي تسمعون فيها هي مزورة ناس يقولون لهم خذوا هذه الأوراق واذهبوا لتضعوها في هذا الصندوق ويتسابقون كل واحد ليريد أكبر مجموعة يقول له إذهب ضعها في الصندوق الذي تبعي فيضعونها في الصندوق الذي تبعه وهم لا يعرفون برنامجه الإنتخابي ولا يعرفون ما معنى الإنتخاب .
دعها تتنوع لماذا هناك نظام إجتماعي نظام سياسي ، نظام جمعي ، نظام فردي ، نظام شمولي ، نظام حتى ديكتاتوري .
نعم وماله إذا كان الناس تبغي الديكتاتورية ، مثلما قلنا في أثينا أو في العراق أو في روما أو في كوريا ، إذا كان الشعب يريد نظاما ديكتاتوريا ، دعنا نفهم الديكتاتورية ما هي الديكتاتورية ، ديكتاتورية ، ديكتاتورية وخلاص ، هذا جهل ما معنى الدكتاتورية ؟ إذا كان واحد عنده برنامج ينفع الناس ويجبر الناس على تنفيذ هذا البرنامج ويملي عليهم هذا البرنامج ، هذا خير وإلا شر ، ممكن يرون أنه خير ، نحن نقول ديكتاتور ، يقولون ديكتاتور في الخير أين هو ؟ .
صورة الشهيد عمر المختار عند اعتقاله
أعظم خليفة في الإسلام إسمه " عمر الخطاب" ديكتاتور ، لكن من عظماء الإسلام ، عادل ويملي في الحق ويساوي بين الناس وإلى جانب الفقراء وضد الظُلام وضد المارقين ولا يرحمهم ويرحم الذين يستحقون الرحمة .
ديكتاتور ، لكن ديكتاتور عادل .
يوجد في العالم جهل أيديولوجي ثقافي سبب لنا مشاكل لأن نعيش في سطحية ثم هناك فقر في القيادات العالمية ، وإفلاس فكلها قيادات سطحية أغلبها جاهلة لا تنظر إلا لنفسها ولم يعد أحد يفكر في الشعوب ولا في مستقبلها .
الهجرة تحد آخر ، إذا كانت ليبيا أخذت نصيب الأسد من عبور الهجرة وإيطاليا هي الهدف يعني الهدف وليس الغاية ، الهدف الوصول إلى إيطاليا ، أما الغاية هو الاستيطان في أوروبا مثلاً أو إيجاد عمل في أوروبا .
لكن الهجرة ليست مشكلة ليبيا وإيطاليا فقط ما دام من إيطاليا سينتشرون في أوروبا أو من إفريقيا يأتون عبر ليبيا ، ليبيا مجرد عبور وإيطاليا مجرد هدف ، لكن المعنية كل إفريقيا التي تأتي منها الهجرة وكل أوروبا المتجهة إليها الهجرة ثم العالم بصورة عامة .
قد تطلع الهجرة من أوروبا إلى أمريكا إلى بلدان أخرى لا يحملوننا نحن مسؤولية الهجرة ، نحن الليبيين والإيطاليين ، لا .. كلهم يأتون معنا الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والعالم كله وأمريكا والأمم المتحدة والمنظمات الدولية كلها والتي تموّل والتي تمنح لابد أن تكون كلها معنا وإلا الليبيون والإيطاليون يرفعون أيديهم ويقولون هذه مشكلة عالمية نحن لا نواجهها بمفردنا ليبيا وإيطاليا .
يمرون على ليبيا .. نحن لا نستطيع أن نوقفهم .. لا نستطيع أن نوقف الأفارقة بالآلاف وبمئات الآلاف ، هذا خارج جهد ليبيا .. نرفع أيدينا ، يعبرون على ليبيا بسلام ، يأتون إلى إيطاليا مثلا ، أتوا إلى إيطاليا لا يوجد عمل في إيطاليا .. تفضلوا ماذا تعملون ؟ قالوا نريد عملا .. لا يوجد عمل .. ييأسون من السوق الإيطالي يتجهون إلى ألمانيا ، يتجهون إلى فرنسا ، يتجهون إلى البلدان الأخرى في أوروبا ويتدفقون عليها بهذا الشكل ويثبتون وجودهم وقد يعبرون من أوروبا إلى مكان آخر.. الله غالب ماذا نعمل ؟ هذا جهد ليبيا وهذا جهد إيطاليا .. إذا لم تأتوا معنا نحن لا نستطيع أن نواجه مشكلة الهجرة .
نحن قلنا إذا تم صرف مليار يورو إلى ليبيا سنويا تحت إشراف الإتحاد الأوروبي ، قد تتمكن ليبيا من صد الهجرة إلى حد ما .
ولكن الآن أخيرا إتضح أن هذا المليار لا يكفي ، لا بد من مليارات تصرف في ليبيا لوقف الهجرة قبل أن تصل إلى البحر المتوسط وقبل أن تصل إلى إيطاليا .
كيف ؟ بعمل مشاريع في جنوب ليبيا .. على حدود ليبيا ، نعمل في دول الهجرة طرقا وهذه الطرق معبدة تكون عليها بوابات .. تكون عليها سيطرة ورقابة .. يسأل الشخص إلى أين أنت ذاهب ولماذا ؟ قد يقول أنا لاجئ سياسي ذاك الوقت تعنيه هذه الشروط ويعامل كمعاملة لاجئ سياسي .. يقول أنا جائع يعامل كواحد جائع .. أبحث عن عمل .. ننظر عندك عمل أو ما عندك .. الله غالب لايوجد لك عمل في الأمام .. إرجع إلى بلادك .. كيف نرجع ؟ تفضل خذ من هذا المليار كم دولار أو يورو ، إرجع بها إلى بلادك.
ولكن هذا لم يتحقق حتى الآن ، فقد وعدنا الاتحاد الأوروبي بتوفير منظومة لمراقبة الحدود الجنوبية لليبيا وإلى عند الآن لم يتم تنفيذها .
إيطاليا قامت بعدد من الخطوات الإيجابية بالتعاون مع ليبيا ضد الهجرة غير الشرعية بالزوارق وبوسائل مراقبة بحرية والعمل سائر تماما ، فليبيا وإيطاليا متعاونتان في هذا الموضوع في البحر المتوسط ، احتجاجات ضد حكومة إيطاليا من بعض الجماعات هذا ضد حقوق الإنسان ، حسناً ، ما دام صد الهجرة ضد حقوق الانسان ، حكومة إيطاليا ترفع يدها عن الوقوف في وجه الهجرة ، ونقول للمهاجرين الذين هم بالملايين تفضلوا أدخلوا إيطاليا ، كيف ، قال والله جماعة حقوق الإنسان قالوا هذا العمل ضد حقوق الإنسان ، إذن تفضلوا أدخلوا إيطاليا ، الحكومة الإيطالية في هذه الحالة لن تكون مسؤولة ، المسؤولة الجماعات التي دافعت عن الهجرة ..
نحن في ليبيا نقول إستجابة لجماعات الدفاع عن حقوق الإنسان ليبيا ترفع يدها عن صد الهجرة ، يصبح السماح للهجرة غير الشرعية عمل سائر مع حقوق الإنسان ، هذا حسبما تقول هذه الجماعات ، تأتي جماعات حقوق الإنسان تتولى التموين ومعالجة وإيجاد عمل للملايين الأفارقة ، يأتون يتفضلون يأخذونهم ، أليسوا هم يدافعون عن حقوق الإنسان ، فليتفضلوا ، ها هو الإنسان يبحث عن حقوقه ، تعالوا إبحثوا له عن عمل ، وابحثوا له عن مسكن وعلاج ، هنا أحيانا يخرج واحد يقول نحن نريد ديكتاتورا ، لا يسمع هذا الكلام ولا للجماعات وهذه كلها ترف وكلام فارغ ، يقول مصلحة إيطاليا فوق كل شيء ، نحن لا نقبل هجرة غير مطلوبة ، فلتوقفها بطريقة من الطرق ، أه تقول ديكتاتور ، أحياناً الديكتاتورية تكون مفيدة لإيطاليا ، إذا واحد حازم ويأخذ قرارا مثل هذا .
ويرجع من جديد للإفلاس الأيديولوجي والثقافي الموجود الآن في العالم ، كل الأشياء عناوين لا نفهم محتوياتها ، مثل واحد عمل سورا عاليا، وعمل له بابا ، ومكتوب على هذا الباب عنوان ، نحن لا نعرف إلا هذا العنوان ، لكن لم نر ما وراء الباب ، وداخل السور .. حيوانات، أشجار ، بشر ، بحر مياه لا نعرفها ، هذا ما يحدث .. أخذنا نحن عناوين حقوق الإنسان .. حقوق الإنسان ، دكتاتورية .. دكتاتورية ، إرهاب ما إرهاب .
فالهجرة تحد خطير يدل على الفقر في إفريقيا ، وعلى أن إفريقيا نهبت ثرواتها ، وأبناء إفريقيا الآن يجرون وراء الثروات التي نهبتها أوروبا ، هذا جوابهم ، لماذا ، قالوا ، ثرواتنا نهبتموها عندما استعمرتم إفريقيا ، وعملتم بها تقدما في أوروبا ، ومصانع ومزارع .. نحن ذاهبون إلى هذه المصانع وهذه المزارع .. نحن شركاء في الخير الموجود في أوروبا ، لماذا ، لأنه من ثروات إفريقيا المنهوبة في عهد الاستعمار.
كيف نرد عليهم ؟! ، هذا واقع ، هذا شيء حصل بالفعل .
المرض تحد آخر ، انفلونزا الخنازير التي يحكون عنها ، "أنف العنزة متاع الخنازير هذه" لم يعد مرض المكسيك .. هذا مرض يداهم العالم كله ، نبقى نحارب في بعضنا في أفغانستان ويوغسلافيا وتاركين انفلونزا الخنازير ، هذا هو العدو المشترك يجب أن نحشد الإمكانيات لمواجهة هذا العدو بدل الحرب و بدل الإرهاب نعمر إفريقيا ونجعل شبابها يبقون في إفريقيا حتى لا يهجرونها .
لكن في كل الأحوال القرآن يقول " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم " يعنى لا يهمكم الذين ضلوا والذين انحرفوا .. أنتم اهتموا بأنفسكم .. نحن ليبيا وإيطاليا هذا الذي نستطيعه أننا نقدر نعمل مشاريع مشتركة وصناعات مشتركة وسياحة وتجارة وتعاونا وصداقة وسلاما ومحبة ومودة هذا الذي نستطيعه ومسؤوليتنا .
وأنا مطمئن أن هذا نعمل فيه ليل نهار والفضل يعود لهؤلاء الأصدقاء الذين تولوا الحكومات من صديقي" أندريوتي" إلى "داليما" إلى "برودي" الذين كانوا رؤساء وزراء و"ديني" والآن برلسكوني الذي وقع على هذه المعاهدة بكل شجاعة .
أشكركم أنكم أتحتم لي هذه الفرصة مجلس الشيوخ الإيطالي لكي أطرح عليكم همومنا المشتركة وتحدياتنا المشتركة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.