- التأمت مساء السبت ببنزرت سهرة رمضانية أدبية جمعت كوكبة من فرسان القلم أصيلي بنزرت في حوار أدبي وفكري ثري استقطب عددا من المهتمين بالكتاب والثقافة والفكر. القاسم المشترك بين الكتاب الحاضرين هو صدور كتبهم عن دار نقوش عربية المبادرة بتنظيم هذا اللقاء الأول من نوعه بين دار نشر ومكتبة خاصة، وهو لقاء يهدف بالخصوص إلى إبراز الجهد الأدبي للجهة، وربط العلاقة وتمتينها بين مجموعة من المبدعين أصلي بنزرت، والمساهمة في مزيد التعريف بهم وبأدائهم الأدبي وفق ما بينه الناشر منصف الشابي. اللقاء استضافه فضاء "علوم وثقافة" وجمع كلا من الناقدة الأدبية منية قارة بيبان، وشقيقتها الروائية والقاصة حفيظة قارة بيبان، والكاتب محمد الصالح فليس والكاتب زهير الذوادي إلى جانب مشاركة الكاتب محمد بوعمود وهو ليس أصيل بنرزت على غرار بقية الكتاب لكنه كتب عن هذه المدينة في مؤلفاته وقد صدرت له رواية "أميرة بنزرت" عن دار نقوش عربية، يستحضر فيها تفاصيل المدينة وأزقتها وحياة متساكنيها. ورغبة من منظمي اللقاء في تقريب الثقافة من الجميع والانفتاح على الفضاءات العامة، أقيمت هذه السهرة الأدبية على الرصيف أمام فضاء "علوم وثقافة" فكان فرصة لجلب انتباه المارة الذين اختار بعضهم الانضمام إلى الحاضرين والتعرف عن كثب على أعمال الروائيين المشاركين في اللقاء. وقد قدم هؤلاء لمحة عن مسيرتهم الإبداعية ومضامين مؤلفاتهم وكان ذلك منطلقا للحديث عن مكانة المثقف في المجتمع ودوره في مواجهة القمع والدفاع عن قيم الحرية والعدالة وتوعية الرأي العام بالقضايا الاجتماعية والسياسية والإنسانية عموما. سهرة السبت التي حضرها عدد من الإعلاميين، فضلا عن المندوب الجهوي للشؤون الثقافية مراد عمارة، كانت مناسبة لتكريم روح الفقيد الخطاط محمد الأمين الخماسي أصيل بنزرت وأحد أهم المبدعين في مجال الخط العربي. والفقيد محمد الأمين الخماسي (1932 - 2010) أنتج ما يزيد عن 200 معلقة خطية تحتوي على آيات قرآنية وأحاديث نبوية وحكم شعرية ونثرية بمختلف أنواع الخط العربي. وصدر له سنة 2007 كتاب "الإبداع في الخط العربي" عن دار نقوش عربية. وقد زاول دراسته بالكلية الزيتونية وبكلية الحقوق وتحصل على الإجازة في القانون، ثم عمل في مجال القضاء وتقلد عدة مناصب آخرها مستشارا وبعد التقاعد تفرغ لمباشرة الخط كهواية. وكان تعلم الخط العربي منذ صباه حين كان تلميذا بالمدرسة القرآنية التي أسسها جده الخطاط علي الخماسي منذ عام 1912 ثم واصل تعلم الخط بمفرده وساعده على التعلم عمه عميد الخط العربي بتونس المرحوم محمد الصالح الخماسي بحسب ما أفاد مدير دار نقوش عربية منصف الشابي. وتجدر الإشارة إلى أن دار نقوش عربية، التي توجت في الدورة الأخيرة لمعرض تونس الدولي للكتاب، بجائزة أفضل دار نشر، تنشط على الساحة الثقافية التونسية منذ نحو ثلاثين سنة وقريبا تحتفي بإصدار ألف عنوان وفق ما بينه مدير الدار خلال السهرة.