انطلاقا من مقولتي «الخط الجميل يزيد الحق وضوحا» و»الخط الجميل حلية الكاتب»، تحركت أنامله وتفتقت موهبته مستمدا من تاريخ مدينة القيروان العريق في هذا الفن الجميل مدادا وشغفا بالخط منذ الصغر يرسمه رسوما مختلفة الأشكال وأبدع وأقنع دون التأثر بمدرسة معينة. الفنان الخطاط البشير العيساوي، من مواليد 1944، منذ الصغر تمتع بموهبة فن الخط وانطلق في رحلة هذا الفن منذ 1962 مترددا بين مختلف أنواع الخط العربي الثمانية وشارك في عشرات المعارض بمختلف الجهات كما دعي الى معارض في الخارج شارك في بعضها. كتب بجميع الخطوط من ديواني وفارسي وكوفي وديواني جليل وغيره ومن مختلف الأدوات من نحاس وخشب. ويحتفظ لكل منها بلوحة تزين الجدران توشحها الآيات القرآنية. وتخرج على يديه عدد من الخطاطين نشطهم في نوادي الخط وورشات تعليم الخط. البشير العيساوي الذي شغف بالخط العربي منذ الصغر يرسمه رسوما مختلفة الأشكال ويبدع دون تقيد بمدرسة معينة. ويؤكد العيساوي انه يحافظ على الطابع القديم وتقنيات الخط العربي. خط مريض والخط العربي فن قائم بذاته ومع ذلك قل مريدوه وضعف رواجه. ويتمنى العيساوي ان يأخذ هذا الفن حظه من العرض والاهتمام من قبل الأجيال الحاضرة. وقد أغلقت النوادي المهتمة بهذا المجال. ويرى انه لم يعد هناك إقبالا على لوحات هذا الخط وأصبحت الخطوط تخرج عبر الحاسوب سهلة بلا روح. بينما يبقى خط اليد الأجمل بحسب الفنان العيساوي في نظره يرسمه قلم القصب المبرّى والحبر الصيني ليزيد «الخط الجميل الحق وضوحا» من خلال نمنمات جميلة ونقش على الخشب. أسماء قليلة خطت طريقها في عالم هذا الفن. الحبيب بن ميلاد ومحمد صالح الخماسي والبشير العيساوي وتلميذه خالد ميلاد من القيروان. ولم يعد هناك من يبذل جهدا في تعلم مبادئ الخط العربي. ويبدو ان الخط دخل في حالة جمود في مدينة القيروان كسائر الجهات، لا سيما بعد مرض الخطاط القيرواني البشير العيساوي الذي خدم جميع الجمعيات والتظاهرات الثقافية وغيرها وقدم لوحات جميلة وشواهد ظلت باقية. العيساوي مريض...والخط العربي عليل... فهل يجد الاثنان من اهل الثقافة رد الجميل.