طارق عمراني بعد ان تجاوزنا فورة ما ادعاه نيكولا بو عن كواليس انقلاب كان يطبخ علی نار هادئة بين الوزير المعفی لطفي براهم وجهات مخابراتية اماراتية يمكن ان نخرج بعديد الاستنتاجات _ميولات براهم السلطوية و نزعته نحوها ثابتة و مؤكدة حتی من ملامحه و لغة جسده وتصريحه الاخير المتلعثم علی اذاعة موزاييك _فرضية نجاح الانقلاب ضعيفة أو حتی التخطيط الجدّي له في هذا الوقت و هذا لا يعني تنزيه لطفي براهم فقد يكون حاول التقرب من المعسكر الخليجي الاماراتي السعودي و هذا ثابت بزيارته للمملكة العربية السعودية و مقابلته للملك سلمان شخصيا وهو ما طرح اكثر من نقطة استفهام عن الاحتفاء الملكي بالوزير التونسي حيث ان البروتوكولات السعودية و الحالة الصحية للملك لا تسمح له بمقابلة وزير داخلية مغمور لدولة صغيرة ليس لها اي ثقل اقليمي وهنا يمكن ان يحيلنا هذا المعطی إلی ان تكون للسعودية طموحات مستقبلية في هذا البلد القريب من ليبيا و الجزائر ...هذه الزيارة مازالت لم تبح بأسرارها لكن الاجواء التي رافقتها من توتر العلاقة بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد و براهم و البلوكاج الذي تدخل رئيس الجمهورية لحلحلته علی خلفية التعيينات و الاعفاءات و غزوة محكمة بن عروس و لي الذراع بين الخصمين الحالمين يؤكد ان زيارة الرياض كانت مربط الفرس في فتور العلاقة بين براهم و الشاهد وهو ما تأكد اخيرا بإعفاء المسؤول عن العلاقات الخارجية بوزارة الداخلية علی خلفية التستر عن فحوی الزيارة المثيرة للجدل للطفي براهم ...خلاصة هذه النقطة ...لطفي براهم اراد مغازلة السعودية و من خلفها الامارات و طرح نفسه كوكيل امني لهما في تونس و التحضير لتحرك علی المدی الطويل ربما يقاس بالسنوات و هو ما حاول براهم الانخراط فيه بمحاولة التغلغل في الداخلية و تعيين المقربين له في الخطط الحساسة اضافة إلی شن حرب مفتوحة علی الصحافيين و المدونين و المجتمع المدني ...ربما هي سياسة المرحلية _نيكولا بو الصحفي الفرنسي المثير للجدل ...صاحب موقع موند أفريك المشبوه ...اقول مشبوه لأنني متابع له و لديه خط تحريري غريب يسعی دائما إلی الخوض في المحظورات في المغرب العربي لإثارة الرأي العام....هذا الموقع يتحدث دائما عن مسألة خلافة الرئيس الجزائري بوتفليقة و الحرب بين جنرالات العسكر و رجال الاعمال و سعيد بوتفليقة ...من جهة اخری يسعی هذا الموقع الحديث عن اسرار العائلة الملكية المغربية و تناول موضوع طلاق الملك محمد السادس من زوجته كما نشر هذا الموقع مؤخرا مقالا عن الصراع بين الباجي قايد السبسي و زوجته شاذلية قايد السبسي حول مستقبل نجلهما حافظ السياسي و دور الاوليغارشية العائلية في طرح فكرة اقالة يوسف الشاهد موقع موند أفريك موقع استخباراتي بإمتياز و نيكولا بو صحفي بمرتبة جاسوس لكن علاقاته الاستخباراتية الواسعة و المامه المدهش بالشأن التونسي يضفي علی بعض تحاليله ومعلوماته نوعا من المصداقية التي تتوه احيانا في بحر البهارات التي يستعملها لتفويح مقالاته قصد ترويجها ....بمعنی ان مقاله الاخير قد يكون مبالغا فيه لدرجة كبيرة في تفاصيل الكواليس لكن قد تكون هناك بعض الحقائق علی غرار ان حادثة قرقنة لم تكن السبب المباشر في اقالة الشاهد لبراهم اضافة لزيارة وزير الداخلية المقال لجربة و هو ما لم يقع نفيه شكلا بل قام لطفي براهم بنفي مضمون الزيارة ... _يوسف الشاهد : تلقّف هذا التقرير الفرنسي بحيث لم يتم نفي محتواه رسميا حتی ان وزير الداخلية بالنيابة غازي الجريبي صرّح بأن الدولة تتعامل بجدية مع هذا الموضوع زد علی ذلك الوثيقة التي سربها موقع الشروق مؤخرا و المعروف ان لهذه الصحيفة شبكة علاقات داخل القصبة و هو ما يرجح ان تكون جهات حكومية هي التي سرّبت الوثيقة في هذا التوقيت بالذات خاصة أنها تعود لشهر اكتوبر 2017 فرصة ذهبية تلقفها يوسف الشاهد بعد الضجة التي اثارها المقال وهنا لا يمكن ان نتحدث بنظرية المؤامرة الذي طرحها بعض الضاربين علی الرمل السياسي بوجود بصمات مفدي المسدي مستشار رئيس الحكومة في هذه الزوبعة وهذا من قبيل الرياضة الفكرية لكن يبقی السؤال : هل كان يوسف الشاهد ليطلق لنفسه العنان في حملة الاعفاءات و الاقالات التي تشهدها وزارة الداخلية لولا هذا الغليان الشعبي والإحتقان من انقلاب مفترض كشفته المخابرات الجزائرية و الالمانية و الفرنسية حسب ما روّجه تقرير نيكولا بو ؟ الاجابة ...طبعا لا ...ولعل هذا التقرير كان جرعة اوكسيجين و فرصة تاريخية تلقفّها يوسف الشاهد بعد أن كاد حلمه السياسي أن ينتهي وكواليس انقلاب قوم عند قوم فوائد