- أسدل الستار مساء أمس الأحد على الدورة الأولى لمهرجان "الدماسة" بالعطايا من جزيرة قرقنة المندرج إحداثه في إطار "إحياء وتثمين التراث المادي واللامادي لجزيرة قرقنة من خلال تسليط الضوء على طريقة الصيد التقليدية "الدّماسة" المتوارثة عبر أجيال والفريدة من نوعها في تونس وحتى خارجها" بحسب وصف المنظمين. وتعتبر سمكة اللمّيلة من أهم منتوجات هذه الطريقة للصيد التقليدي التي تتطلب تنظيما خاصا وتستوجب توفير مجموعة من القوارب والبّحارة وحيثما يتم اكتشاف سرب أسماك قافزة مثل اللميلة وأحيانا البوري أو الكرشو، يقوم البّحارة بتطويقه فيحيطون به دائرة كبيرة متكّونة من شبكتين: شبكة عموديّة تحفّز الأسماك على القفز، تعامدها أخرى أفقيّة طافية تسّمى "دّماسه" يقع فيها السمك القافز. وقد اختتمت فعاليات هذه الدورة التي كانت انطلقت يوم 17 أوت بورشة جداريات بمدخل العطايا وكرنفال لعروض فن الشارع (طبال قرقنة، عروض لباس تقليدي وجحفة قرقنية... )، بسهرة موسيقية احتفالية أثثتها بفضاء الكورنيش حضرة العطايا التي تعد إحدى مقومات الهوية الثقافية للمنطقة. كما اشتملت هذه الدورة التأسيسية التي واكبها جمهور محترم العدد على عديد الفقرات والعناصر الثقافية والتنشيطية والتظاهرات العلمية. ومن أبرز التظاهرات التي عرفتها هذه الدورة عرض فيلم حول الصيد التقليدي بقرقنة من إنتاج جمعية الشبان والعلم بقرقنة وخرجة بحرية لتجسيم طريقة الصيد "الدماسة" وسباق للسفن الشراعية ومائدة مستديرة بعنوان "تجربة المناطق السقوية بقرقنة كمورد تكميلي للصيد البحري: خصوصياتها، إشكالياتها وآفاق تطويرها". وأقيمت كذلك بمناسبة المهرجان أنشطة فكرية ورياضية من بينها ورشة علمية لفائدة الأطفال ودورة في الكرة الحديدية ودورة في كرة القدم لقدماء الدمّاسة بفضاء كورنيش العطايا. يذكر أن مهرجان الدمّاسة أحدث في إطار مشروع الموسم الأزرق الذي أطلقته السفارة الفرنسية بتونس خلال هذه الصائفة على كامل السواحل التونسية وقد اشتركت عديد الأطراف بالجزيرة في إنجازه من بينها مجمع التنمية الفلاحية القرمدي بالعطايا وجمعية الشبان والعلم بقرقنة ودار الثقافة بقرقنة ودار الشباب العطايا والمعهد التكنولوجي "انترفاس".