.. في كل حفل يتذمر الصحافيون من المعاملة في أبواب المهرجانات.. ومن شح الفنانين في الكلام والتصريحات.. عندما نشاهد ونسمع صراخ بعضهم.. نعتقد أن الصحافة التونسية بخير.. ورجالها صناديد وأفذاذ وأقلامهم تغير وتحير.. بينما هؤلاء الذين نراهم .. أغلبهم أصغر من صفة صحافي.. مع احترامي للبعض فقط من الذين يشرفون المهنة.. ويحمون هيبتها.. أما بقية الذين يحملون صفة صحفيين .. فان مستوى الصحافة ينزل بهم .. ومكانة الصحافي تهبط حين ينتحلونها .. إذ نراهم في تلك الحفلات .. في حالة رقص وانتشاء و تهريج.. لا تليق بالصحافة ولا تستحق الاحترام.. ثم نراهم في الكواليس والندوات الصحفية .. يلقون أسئلة ساذجة وتافهة .. تسىء لمستوى الصحافة الثقافية التونسية.. وتدمر تقدير الأخرين لها... *** والكثير من هؤلاء الذين نراهم أمام كل كاميرا .. يحتجون ويصرخون مطالبين بالحق في المواكبة والتسهيلات.. وبالمكان والمكانة.. ويتحدثون كالمناضلين.. حين تقرأ كتاباتهم وتعليقاتهم .. وتسمع أسئلتهم للفنانين بعد معارك أمام الأبواب .. لا تجد الصحافة بل السخافة .. ولا تجد المستوى ولا المحتوى.. وتتأكد أن أكبر اهانة للصحافة .. وأفظع تحقير للصحافي.. هو وجود هؤلاء في تلك المواقع والصفات.. الأكبر منهم.. كل مهنة تحتاج إلى شرفاء ومحترمين.. وهذه المهنة فيها أقلام شريفة ومحترمة.. تحمي سمعتها وتنور وجهها.. ولكن الدخلاء والأدعياء حولوها من صحافة الى سخافة.. وحولو الصحافي الى سي.. حافي .. *** .. ونراهم في الشاشات يقيمون ويتكلمون باسم الصحافة.. فنسمع أراء وانطباعات .. أغلبها أقل من مستوى انطباعات الجمهور العادي .. ونجدهم يطالبون باقتحام غرفة الفنان قبل الحفل .. باسم حرية التعبير.. دون مراعاة لحريته في التركيز والإعداد والانشغال بحفله بعد دقائق..و هو في حالة رهبة ورعب وارتباك.. وإذا سمح لهم .. نسمع من بعضهم أسئلة لا تليق حتى بالأطفال.. الصحافة أكبر من هؤلاء .. وكلنا نتعلم ونظل تلاميذ عند كبارها .. ولكن سمعة المهنة .. هيبة المهنة.. صورة المهنة .. تتشلك وتهان وتشوه كل يوم .. ولكي يحترموك لا بد أن تحترم نفسك أولا.. .. واحترم مهنتك قبل أن تطالب باحترامها.. واحترم نفسك قبل أن تطالب باحترامك.. .. وهذا المقال لن يزعج سوى الدخلاء والمتطفلين .. أما المحترمون والشرفاء فهم كرامة المهنة.. وحماة سمعتها.. وصورتها.. وشرفها.. سمير الوافي ذو علاقة