لخص الصحفي البريطاني الشهير روبرت فيسك تعليقه على أزمة دبي والمطالبة بتجميد ديون دبي العالمية، في العنوان الذي اختاره لمقاله بصحيفة ذي إندبندنت وكتبه على النحو التالي: الهند قد تكون صاحبة اليد الطولى في لعبة القوى الراهنة. واستهل مقاله بالقول إن الله لطف بدبي أمس بمجيء عيد الأضحى المبارك في الوقت الذي كانت فيه على وشك انهيار، لا سيما أن الأمراء والشيوخ يدركون أن الأسواق المالية ستغلق أبوابها على مدى أسبوع هو عطلة رسمية. ورغم إدراك حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (يقول فيسك) لحقيقة أن الإجازة ستغلق أبواب الأسواق المالية، فإنه لن يستطيع أن يحد من الشائعات. وتابع: دبي تحتضن أطول برج في العالم، وأكبر جزيرة من صنع الإنسان، ولكن ذلك سيؤتي أكله فقط إذا ما استطاعت دبي تسديد فواتير الشركة اليابانية التي انتهت من بناء نظام قطار الأنفاق، وإن كانت قاطراته لا تسمح بحمل الأمتعة إلى المطار. وقال فيسك إن ثمة حقيقتين جوهريتين تتعلقان بدبي لم تجد طريقهما للأخبار والصحف والتحليل، أولهما أن دبي قد تصبح قريبا تابعة للهند، لا للإمارات، لا سيما أن كبار التجار هم من الهند ويديرون أسواق الذهب والمكتبات، وأن شرق الهند لا يبعد عن دبي أكثر من ساعتي طيران. وثانية هذه الحقائق أن الروبية الهندية كانت هي العملة الرسمية بالخليج حتى عام 1962. ورجح فيسك أنه إذا ما عجزت دبي العالمية عن تسديد ديونها، فإن وكالات التصنيف ستبدأ في تقليل أهمية المؤسسة، وسيجد الشيوخ والنخبة المالية في الإمارات صعوبة في الحصول على المال. وتساءل الكاتب في الختام قائلا: إذا كانت المؤسسات الكبرى التي تمثل دبي في طور إعادة هيكلة نفسها، فما هو هدف الإعلان الاستثنائي الذي صدر الأربعاء-طلب تجميد الديون؟ Les articles de Robert Fisk sur Babnet- ورأى الكاتب أن إقالة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لثلاثة من كبار المسئوليين قبل أسبوع لن تغير شيئاً من الواقع، وإن كان من الممكن كبح جماح هؤلاء الذين استفادوا كثيراً من طفرة دبى. وقد يكوم على الحاكم التفكير ملياً فى مستقبل الإمارات ناهيك عن شركة دبى العالمية، إذا قام باسترضاء ابنه عمه الودود فى أبو ظبى، لكن الأمراء جميعهم يعلمون فى النهاية أن دبى مثل المصارف الأمريكية والبريطانية التى تضررت بشكل بالغ هذا العام، كبيرة جداً لدرجة يصعب التخلى عنها.. ورأى فيسك أن عجز دبى العالمية عن تسديد ديونها، سيجعل وكالات التصنيف تبدأ فى تقليل أهمية المؤسسة، وسصبح صعباً على المشايخ والنخبة المالية فى الإمارات الحصول على المال.