وات - كشف مسح وطني قام به المعهد الوطني للاحصاء بالاشتراك مع المنظمة الاممية للطفولة "اليونيسيف" ان 22 بالمائة من الاطفال تعرضوا للعنف الجسدي الشديد. كما ابرزت نتائج "المسح الوطني العنقودي متعدد المؤشرات حول وضع الأم والطفل بتونس لسنة 2018"، الذي شمل عينة تتكون من 12 الف اسرة، أن 88 بالمائة من الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة و 14 سنة تعرضوا للتأديب العنيف، و84 بالمائة كانوا ضحايا العنف اللفظي والنفسي فيما تعرض 22 بالمائة الى العنف الجسدي الشديد. ويتعرض الأطفال الذكور للعنف أكثر من الإناث (89 بالمائة مقابل 87 بالمائة) حسب نفس المسح الذي ابرز أن 1 من بين 5 أشخاص يعتقد أن العقوبة البدنية ضرورية لتربية الأطفال. وبينت ممثلة اليونسيف، ليلا بيتزر، خلال ندوة انتظمت، ظهر اليوم بالعاصمة، تم خلالها عرض نتائج المسح، "ان معدل الرضاعة الطبيعية منخفض في تونس ولا يتجاوز 13 بالمائة، مشيرة الى ان 8 بالمائة من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من "التقزم" اي تأخر النمو و17 في المائة من نفس الشريحة العمرية يعانون من السمنة. كما توصل المسح، حسب، بيتزر، "الى ان 66 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و14 سنة لديهم مهارات أساسية في القراءة 72 بالمائة منهم في المناطق الحضرية" مشيرة الى ان 83 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 14 سنة يستطيعون قراءة 90 في المائة من الكلمات بشكل صحيح. و قد تم عرض عديد النتائج المتعلقة بمؤشرات الحياة السليمة للطفل والأم، حيث أبرز المسح ان 86 في المائة من الأسر التونسية تنتفع بخدمات مياه الشرب الأساسية و97 بالمائة بخدمات الصرف الصحي و90 بالمائة بخدمات حفظ الصحة الأساسية. كما اظهر المسح تفاوتا في نسب التمتع بالخدمات الأساسية بالنسبة للام والطفل بين مختلف جهات البلاد، اذ بلغت هذه النسبة 95 بالمائة في منطقة تونس الكبرى ولم تتجاوز 65 بالمائة بمنطقة الجنوب الغربي. وفي ما يتعلق بالتمتع بخدمات وسائل الاعلام والاتصال أبرز المسح أن نسبة امتلاك الأسر التونسية للهواتف المحمولة والتلفاز 97 بالمائة وتوجد فوارق كبيرة بين النساء والرجال في استخدام الانترنيت (58 في المائة بالنسبة للنساء مقابل 69 في المائة للرجال). وتعرض المدير العام للمعهد الوطني للاحصاء، عدنان لسود، الى التفاوت في معدل استكمال المسار الدراسي مشيرا الى ان معدل اتمام التعليم الابتدائي هو 95 في المائة فيما لا يتجاوز معدل اتمام التعليم الاعدادي 74 بالمائة والتعليم الثانوي 49 في المائة. من جانبه اوضح وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي، زياد العذاري، "ان النتائج التي وقع التوصل اليها ستكون منطلقا لتقييم السياسات التنموية في المجالات المتعلقة بوضعية الأم والأطفال والأسرة ، مشيرا الى توجهات الدولة تقوم على قراءة مجموع الأرقام ثم البناء عليها استراتيجيا من أجل تطوير الرأس مال البشري. يشار الى أن المسح العنقودي متعدد المؤشرات أنجز للمرة الرابعة في تونس، وهو برنامج أطلقته منظمة اليونيسيف منذ سنة 1995، ويوفر معطيات احصائية لوضع الأم والطفل ومؤشرات التمتع بالخدمات الأساسية لمختلف شرائح المجتمع.
