نصرالدين السويلمي سئل القيادي النهضاوي ورئيس الحكومة ووزير الداخلية الأسبق عن دوره في المرحلة القادمة فأجاب :لم أترشح للانتخابات التشريعية وأنا متواجد في مؤسسات حزب حركة النهضة وحيثما تدعوني الحركة لتحمل المسؤولية أنا مستعد طالما كانت لي القدرة على تقديم الإضافة للبلاد..اكتسبت خبرة من خلال عملي بالحكومة ومجلس نواب الشعب وساوظف تلك الخبرة لتكون النهضة في مستوى قيادة الدولة أو المساهمة الفاعلة في قيادتها. حوكم على العريض في مناسبتين بالإعدام، يعتبر من أكثر قيادات النهضة تقمصا للمسؤوليات العليا، لعله الناطق الرسمي الأصغر في تاريخ النهضة، في رصيده 13 سنة من السجن الانفرادي، عضو هيئة 18 أكتوبر، عضو برلمان، وزير داخلية، رئيس حكومة..وغيرها من المناصب والإنجازات، بهكذا رصيد يتواجد اليوم علي العريض خارج دائرة قوائم النهضة للتشريعيات، ولا يتم تقديمه او تاهيله لاي من الرهانات السياسية الكبرى، رغم ذلك يواصل الرجل انتهاج سياسة الهدوء ويعزف عن تصدير الخطاب المتشنج ولا يركن كثيرا الى المغالبات خاصة إذا كانت على حساب حركة وضع فيها رصيده وشبابه واقترنت به واقترن بها. تحتاج الحركات والاحزاب الجادة الى شخصيات هادئة مثل العريض تحسن امتصاص الازمات ولديها حالة من الوعي المتقدم في إدارة الشأن الداخلي، وعلى وعي كامل بانه من ابجديات القيادي ان يدرك الفروق والفواصل بين تزويد القواعد بالتوصيات أو المداولات او بالاستشارات او بالمشاركات، وبين تغذيتهم تباعا بأخبار الاختلاف والصراع والتباين والتجاذب، ثم الانتقال الى الاستقواء بهم على فكرة مخالفة، والاكيد ان الفشل في إدارة الشأن المؤسساتي والانتقال بالسجلات الى مشاغبة القواعد بخلافات مؤسساتية واشغالها عن محطاتها المهمة، الاكيد ان ذلك السلوك ليس من اختصاص القيادات التاريخية الواعية ولعله اميل الى سلوك القيادات الهاوية وإن كانت قديمة متجذرة. ربما يدرك علي العريض أن قواعد النهضة التي تدفع من وقتها واعصابها وايضا اموالها، لا تحصد غير الفرح بانتصار ثورتهم وحركتهم والانتشاء بتقدم انتقالهم الديمقراطي، ولا يهمهم كثيرا من يدير ومن يتولى ومن يتقدم ومن يتأخر بقدر ما تهمهم أن تظل الحركة متماسكة تواصل حصد النجاح، تعمل القواعد على الأرض لصناعة النجاح وتعمل القيادات في مؤسساتها لصناعة اللحمة والفكرة ورسم المعالم، وانه لا يسع المؤسسات الجادة لاي حزب او كيان ان تفزع الى مشاغبة القواعد حين يقوى نسق التجاذبات الداخلية، إذْ لا شيء غير التسلح بمأسسة الخلاف واستدعاء الفانتازية التنظيمية لإيجاد تسويات بعيدة عن لغة الصراخ الابتزازي، وليس اسوأ من العمل على انتشال القواعد من حملتها الانتخابية وتوجيهها نحو حملة انتحارية، ثم ومتى كانت المطالب العادلة مدخلا لتقويض التجارب الرائدة. ولان النهضة تحولت الى شأن وطني لابد من الإشارة إلى أن قواعد الحركة خاصة والشارع التونسي عامة، لا تعنيه كثيرا اسماء القيادات من الرئيس الى عضو المحلية، ما يعني شعب النهضة وشعب تونس أن يحافظ الحزب على وحدته وأن يمضي في مهمته التي أوكلت له منذ مطلع الثورة، ولا ريب في أن قواعد النهضة تتطلع الى تنقية البيت الداخلي وتحمّل الصفوف الاولى وعلى رأسها رئيس الحركة مسؤولية ذلك، لكنها لا ترحب ابدا بل وربما تجرم النعرات الوطنية، التي طالما نخرت تونس وتجربتها. تحتاج الدول العربية الى النموذج التونسي كمحفز ولا تهمها الاسماء، بل لو خُيرت بين تهديد النموذج وبين ذهاب الأسماء، لاختارت ان ترحل كل الطبقة السياسية ويبقى النموذج الملهم. تحتاج تونس الى انتقال ديمقراطي متماسك يمضي في طريقه وليده القدرة على تجاوز مطبات الضباع ولا يعبأ كثيرا لمن يقوده ان صلحت قيادته، يحتاج الانتقال الديمقراطي الى نهضة قوية موحدة جاهزة لإسناده، فيما تحتاج النهضة إلى شخصيات هادئة مثل علي العريض تتحكم في سدود الخلاف ، تنفسه بحكمة ولا تهدعه فيأتي على شقى العمر. إن الحركة التي بنيت على مهل وعبر 4 عقود، وتشكلت لبناتها من المحن والدم والعذاب وشتى الانتهاكات، وشيعت القوافل تلو القوافل، لا يمكن التضحية بها لمجرد تباين في وجهات النظر، انها لصورة مفزعة تلك التي تبدو فيها القواعد تتجمع وتحشّد صفوفها والقيادة توزع عليهم رسائل التفرقة والتشتت، تدعوا القواعد الى كلمة سواء، بينما تدعوا القايدة الى كملة هباء!!!!!