قراءة: 1 د, 24 ث وات - مثّل البحث عن حلول لندرة المياه وملوحتها واعتماد طرق غير تقليدية من تحلية للمياه ونقل مياه الشمال الى الجنوب، الى جانب ترشيد استغلال المياه وتكثيف التحسيس، بعض أهمّ المقترحات التي تقدم بها المشاركون من ولايات الجنوب في الورشة الجهوية حول الدراسة الاستراتيجية للمياه في أفق 2050 التي احتضنها اليوم فضاء القطب التكنولوجي بمدنين. وتأتي هذه الورشة في إطار استعراض المرحلة الثانية من الدراسة التي انطلقت في شهر افريل 2019 وتنتهي في جويلية 2021 وتتمثل هذه المرحلة الثانية في تشخيص المعطيات المتعلقة بالمياه بعد مرحلة أولى شملت تجميع المعطيات، وذلك من بين 5 رحلات ستتم في اطار الدراسة. وقد أفضت مرحلة التشخيص، وفق مدير عام التخطيط والتوازنات بوزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية، حمادي لحبيب، الى عدة نتائج ومنها نقص المياه مقابل تزايد الطلبات وهو ما يتطلب الالتجاء الى المياه التقليدية كالتحلية، واستعمال المياه المعالجة، وترشيد استغلال المياه، إلى جانب النظر في الجانب التشريعي من خلال التسريع في المصادقة على مجلة المياه لما تتضمنه من اجراءات ثورية ومنها احداث مجالس جهوية للمياه في كل ولاية واحداث هيكل تعديلي بمثابة الحكم بين الوزارة وبقية الهياكل الاخرى، حسب قوله. وأوضح أهمية التحسيس والتوعية بترشيد استهلاك المياه ووضع خارطة فلاحية حسب المناطق، وذلك بهدف تفعيل المتر مكعب من المياه. وبيّنت الدراسة ان لكل جهة اشكالياتها وتواتر فترات الجفاف والفيضانات فيها، وأفضت إلى أن النشاط الفلاحي يستهلك 76 بالمائة من الموارد المائية، و20 بالمائة مياه الشرب، و3 بالمائة للصناعة، و1 بالمائة للسياحة. وحسب مكتب الدراسات المكلف بإعداد هذه الدراسة فان المياه الموجودة بتونس تمكن من الاستجابة الى الطلبات من الشرب والري الى سنة 2020 وبعد ذلك سيفوق الطلب العرض، وهو ما يتطلب سياسة ترشيدية للتحكم في الطلب، وفق مدير مشروع الدراسة سامي دلال.