قراءة: 1 د, 28 ث باب نات - طارق عمراني - نشرت منظمة مجموعة الازمات الدولية crisis group و هي منظمة دولية غير ربحية تعنى بدراسة الأزمات في كل دول العالم و إقتراح حلول لها، ورقة بحثية مطولة حول تونس تحت عنوان Tunisie : éviter les surenchères populistes ،تناولت فيها بالتحليل ظاهرة صعود الشعبوية في البلاد بعد انتخابات 2019 التشريعية و الرئاسية ،حيث اعتبرت الدراسة ان الملاحظ بأن تونس قد شهدت مدا شعبويا جارفا سواء في الإنتخابات الرئاسية بفوز أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد بأغلبية ساحقة في الدور الثاني من الرئاسية عبر خطاب يدافع عن السيادة الوطنية و الإستقلالية الحزبية و رفض المنظومة السياسية برمّتها و إقتراح بديل جديد عبر ما يعرف بالديمقراطية المباشرة و قد لاقى خطاب سعيد رواجا لدى الشباب الذي سئم المنظومة السياسية حكما و معارضة و لمس في استاذ القانون الدستوري ملاذا جديا لمكافحة الفساد و فرض السيادة الوطنية خاصة ان مشروعه السياسي يقوم على مزيج من الأفكار المحافظة دينيا و الأفكار اليسارية الإجتماعية ،أما في التشريعية فقد شهد البرلمان صعود تيارات شعبوية تنادي بالسيادة و تأميم الثروات و مقاومة الفقر على غرار حزب قلب تونس و إئتلاف الكرامة المحافظ المعادي لفرنسا و حركة الشعب القومية و الحزب الدستوري الحر و خطابه الراديكالي ...و اضافت دراسة مجموعة الأزمات بأن المشهد "المفتت" للبرلمان حال دون تشكيل حكومة لمدة 4 أشهر . و أعتبر المقال بأن التصعيد الشعبوي من شأنه زيادة التوترات السياسية و الإحتقان الإجتماعي و يضعف قدرة البلاد على مواجهة التحديات الإقتصادية و الإجتماعية و الأمنية. و أعتبرت الدراسة بأنه من اجل الحد من هذا التصعيد الشعبوي يجب على الطبقة السياسية تسهيل إيجاد آليات شاملة للحوار عبر التوافقات لإيجاد مقاربة لتحقيق السيادة الوطنية دون معاداة الجهات الدولية المانحة و دون عزل تونس عن العالم بشعارات التصادم مع الدول الصديقة ...