فرانس 24 - تواصل قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية تقدمها البطيء نحو مدينة سرت الإستراتيجية للوصول إلى شرق البلاد والمنشآت النفطية الرئيسية، بعدما تمكنت من السيطرة على غرب ليبيا، مقابل تراجع للقوات الموالية للمشير خليفة حفتر الذي وافق على مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار. وسرت هي مسقط رأس الزعيم الراحل معمر القذافي قبل أن تتحول معقلا لتنظيم "الدولة الإسلامية". تبعد 450 كلم شرق طرابلس وكانت قوات حكومة الوفاق قد استعادت السيطرة عليها العام 2016 وفي مقدمها كتائب مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) قبل أن تسقط في أيدي قوات حفتر في يناير/كانون الثاني الفائت. يومها، تمكن حفتر من السيطرة على المدينة الساحلية من دون معارك تذكر بعد نيله تأييد جماعة سلفية محلية مسلحة. وبعد فشل هجومه الذي بدأه في أبريل/نيسان 2019 في محاولة للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب)، مقر حكومة الوفاق، بات حفتر في موقع الدفاع. وبعد سقوط ترهونة، آخر معقل لقوات حفتر في الغرب، قال العقيد محمد قنونو، المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق في بيان صحافي "صدرت التعليمات لقواتنا ببدء الهجوم والتقدم والضرب بقوة كل بؤر المتمردين في سرت". لكن تقدم تلك القوات مع اقترابها من المدينة بات بطيئا، وسجلت ضربات لطائرات مسيرة بهدف تمهيد الطريق أمامها. غارات جوية وقالت قوات حكومة الوفاق إن طائرة مسيرة من طراز "وينغ لونغ" صينية الصنع تسلمتها قوات حفتر من الامارات، تم إسقاطها السبت. مع تقدمها، تقترب قوات حكومة الوفاق من منطقة "الهلال النفطي" ومن شأن السيطرة على سرت أن تمهد لها السيطرة على أبرز حقول الإنتاج في البلاد. وفي سياق المعركة بين الطرفين اللذين يتنازعان السلطة، عطل المشير حفتر وحلفاؤه منتصف يناير/كانون الثاني هذا الإنتاج سعيا إلى تعزيز موقعه التفاوضي، ما تسبب بتدهوره في شكل كبير. وأشارت المؤسسة الوطنية للنفط على موقعها إلى تراجع "كبير" بنسبة 97 في المئة لعائداتها في أبريل/نيسان مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وقالت إن "الخسائر تجاوزت خمسة مليارات دولار". المبادرة المصرية وبعد تصلب طويل على الساحة الدبلوماسية، تجاوب المشير حفتر السبت مع دعوة لوقف إطلاق النار وجهتها القاهرة بعد لقائه أحد أبرز الداعمين له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. والمبادرة التي سميت "إعلان القاهرة" تدعو إلى "احترام كافة الجهود والمبادرات من خلال وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة السادسة صباح 8 يونيو(حزيران) 2020، وإلزام الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الاجانب من كافة الأراضي الليبية"، لكنها لم تلق حتى الان أي صدى إيجابي في طرابلس. ومنذ بدأت قوات حفتر هجومها على طرابلس قبل أكثر من عام، أخفقت كل محاولات وقف العمليات القتالية على خلفية ضلوع متنام لقوى أجنبية في النزاع. وأسفر النزاع الليبي عن مئات القتلى معظمهم مدنيون ودفع أكثر من مئتي ألف آخرين إلى النزوح. أردوغان وترامب يتفقان على مواصلة تعاونهما حول ليبيا وأعلنت الرئاسة التركية الاثنين أن الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب اتفقا هاتفيا على "مواصلة تعاونهما الوثيق" حول ليبيا. وتساند أنقرة حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من الأممالمتحدة، وتدعمها عسكريا ضد المشير خليفة حفتر. أما الولاياتالمتحدة فتدعم رسميا حكومة الوفاق الوطني أيضا، لكن حلفاءها مصر والإمارات والسعودية يدعمون حفتر. وساندت تركيا حكومة الوفاق الوطني بطائرات مسيّرة وأنظمة دفاع جوي، ما أدى في الأسابيع الأخيرة إلى سلسلة انتكاسات لقوات حفتر التي حاولت السيطرة على العاصمة منذ أبريل/نيسان 2019. وأفادت الرئاسة التركية أن "الرئيسين اتفقا على مواصلة تعاونهما الوثيق لتعزيز السلم والاستقرار في ليبيا، جارة تركيا البحرية". وصرح أردوغان في حوار مع تلفزيون "تي آر تي" التركي الرسمي إنّه تم "التوصل إلى اتفاقات" مع ترامب، مشيرا إلى احتمال صياغة البلدين "مبادرة" مشتركة، دون أن يكشف مزيدا من التفاصيل. وإذ أشار إلى أهمية دور روسيا، لفت أردوغان إلى أنه من المتوقع أن يتحاور مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويناقش معه تدابير بشأن الصراع في ليبيا. واتُّهمت روسيا بإرسال آلاف المرتزقة إلى ليبيا لدعم المشير حفتر عن طريق شركة "فاغنر"، وهو اتّهام ينفيه الكرملين. وشدّد أردوغان على أنه بالرغم من نفي روسيا أي حضور عسكري لها في ليبيا، توجد معدات حربية روسية في ليبيا من بينها طائرات قتالية. واعتبر أردوغان أن آخر "التطورات أظهرت أنه يمكن استبعاد حفتر من مسار السلام في أي وقت". وزار رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج أنقرة الأسبوع الماضي، وقال إن قواته "عازمة" على السيطرة على كامل البلاد. ومن جانبه، انتقد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الشهر الماضي تدفّق الأسلحة إلى ليبيا، ودعا إلى وقف لإطلاق النار خلال مكالمة هاتفية مع السراج. فرانس24/ أ ف ب