وات - كشف المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن والي مدنين "أقدم خلال المدة الأخيرة على إجبار منظمات عاملة في مجال التكفل بالمهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء في جهة مدنين على عدم قبول أي وافد جديد في المبيتات أو الأماكن المخصصة للإيواء دون إذن مباشر منه". وأكد المنتدى في بيان ان أصدره اليوم الاثنين أن هذه الخطوة "تسببت في بقاء مهاجرين وافدين عبر الحدود البرية وحتى البحرية لأيام دون الخدمات العاجلة التي تستوجبها وضعياتهم ودون إيواء في ظروف مهينة للكرامة الإنسانية"، داعيا إلى إيقاف ما اعتبرها "تجاوزات متكررة" لوالي مدنين في حق المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء. وحمّل المنتدى السلطات المركزية مسؤولية اتخاذ القرارات المناسبة لحفظ كرامة هذه الفئات الهشة تجسيدا لالتزام الدولة بالمعاهدات التي وقعتها، داعيا إلى تسهيل عمل المنظمات العاملة بجهة مدنين حتى تضطلع بواجباتها في حماية هذه الفئات. وشدد على أن ترك المهاجرين دون مأوى في ظروف مناخية قاسية ودون خدمات إنسانية وصحية عاجلة تستوجبها وضعياتهم لا يمكن تبريره تحت أي ظرف، مشيدا بالتضامن المواطني مع المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء في جهة مدنين. في المقابل قال والي مدنين حبيب شواط في تصريح ل(وات) إن انتشار فيروس كورونا فرض اجراءات جديدة في التعاطي مع الوافدين الجدد على الجهة وذلك بفرض الاستظهار بتحليل سلبي لتقصي فيروس كورونا من أجل قبولهم بالمبيتات ومراكز الإيواء، فضلا عن دعوة المنظمة الدولية للهجرة إلى وضع فضاء على ذمة المهاجرين الجدد لايوائهم قبل إجراء التحاليل اللازمة. وأوضح أنه على أساس نتائج التحاليل المجراة على المهاجرين الجدد بالجهة، يتم توجيه المهاجر إما إلى المبيت المخصص للغرض بعد قضاء فترة الحجر الصحي الاجباري وثبوت سلامته أو إلى مركز الحجر الصحي الاجباري للمصابين المحدث منذ اكتشاف إصابات بفيروس كورونا من بين 70 مهاجر استقبلتهم ولاية مدنين مؤخرا. وشدد الوالي على ضرورة "الابتعاد على المزايدات في هذه المسألة"، مؤكدا الحرص على احترام كل أسباب وشروط التوقي من فيروس كورونا والتزام الجميع بالإجراءات المعتمدة في مثل هذه الظرفية. وذكر الوالي بجهود ولاية مدنين في التعاطي مع ملف المهاجرين واللاجئين، مشيرا إلى أن الجهة تحتضن 1200 مهاجر موزعين على 3 مبيتات و15 منزل ومنهم أطفال يدرسون ويتعايشون في المجتمع المحلي. يذكر أن أنه تم، مؤخرا، تسجيل إصابات بفيروس كورونا في صفوف مجموعة من 70 مهاجر استقبلتها ولاية مدنين وخضعت إلى تحليل "بي سي ار"، بعد أن ان آوتها المنظمة الدولية للهجرة في نفس مبيت المهاجرين بجرجيس، وهو ما أثار حالة تخوف من إمكانية انتشار الفيروس بين المقيمين بهذا المبيت. وكان والي مدنين، في جلسة انعقدت مؤخرا حول تطور الوضع الوبائي بالجهة، قد توجه باللوم للمنظمة الدولية للهجرة ل"تهاونها"، حسب تقديره، في التعامل الصحي مع المهاجرين الجدد وخاصة عدم عزلها للمصابين بفيروس كورونا، وطالبها بتخصيص فضاء لإيواء مصابي كوفيد من المهاجرين وعزل المهاجرين الجدد عن غيرهم. وقد تقرر في تلك الجلسة تخصيص فضاء لإيواء مصابي كوفيد من المهاجرين وعزل المهاجرين الجدد عن غيرهم من المقيمين بالمبيت مع أخذ عينات لهم للتثبت من سلامة بقية المهاجرين والحد من تنقل المهاجرين داخل الولاية وخارجها للتوقي من فيروس كورونا.