عربي ونّاس الصدفة جعلتنا شاهد عيان لانتهاك صارخ للقانون واعتداء مروع على البيئة ونظافة المحيط ولاكتشاف تهديد جدي وخطر على صحة المواطنين في المنطقة البلدية بومهل البساتين وخاصة في أجواء جائحة كورونا العالمية والمعتدي هي بلدية بومهل البساتين نفسها، فأثناء زيارة خاصة يوم السبت 12 سبتمبر لمنطقة شالة مرناق التابعة ترابيا لبلدية بومهل البساتين والواقعة مباشرة على الطريقة السريعة A1 من ناحية مدخل مدينة مرناق وهي منطقة فلاحية صغيرة يسكنها تقريبا عشرون عائلة وبعض المنشئات الاقتصادية الصغيرة بتعداد يفوق150 نسمة وتقع جنوب مدينة بومهل وغرب المنطقة الجبلية بوقرنين . لاحظنا في منطقة سفح الجبل وحتى ضفة الطريق الرئيسية A1 وجود أكداس صغيرة ومتفرقة من النفايات الطبيعية الفلاحية ومخلفات بناء وردم وحتى نفايات صناعية لم تكن لتلفت انتباهنا لولا ألسنة الدخان المتصاعدة من وراء هضبة قدرنا أنها تخفي شيئا أكبر فصعدنا إلى ذلك المكان المتواري خلف الأكمة في مسلك متعرج يحمل آثار عجلات شاحنات وجرارات ولنكتشف تدريجيا مشهدا مؤلما لمنطقة طبيعية تكسوها النفايات والفضلات أكثرها من البلاستيك والخشب والجبس والعجلات المطاطية بالإضافة لفضلات فلاحية قديمة وفي آخر الطريق وبين مرتفعين مصب كبير خصص بعضه للردم والحرق والباقي لإلقاء القمامة والنفايات من كل الأحجام والمختلفة المنشأ صناعية منزلية فلاحية وحتى بعض المخلفات الكيميائية ، لم يمضي وقت طويل على تواجدنا بالمكان حتى شاهدنا شاحنة كبيرة الحجم رقمها المنجمي 21899 -02 تصعد إلى المصب لترمي فيه عددا كبيرا من العجلات المطاطية كبيرة الحجم ثم تغادره مسرعة ، ولقد تمكنا إثر ذلك وبعد عملية تقصي وبحث سريعة في المكان مع بعض المواطنين القاطنين في المنطقة ومحيطها الجغرافي من جمع عدد من المعطيات الهامة والمعلومات في الغرض تفيد بالآتي : +) الأرض ملكية خاصة (ورثة محمد خلاص رسم عقاري عدد9279321652 بن عروس) تستغله بلدية بومهل البساتين منذ 2011 تعسفا و بصفة غير قانونية كمصب عشوائي رغم التنبيهات المتعددة والإنذارات القانونية التي قام ملاكها بإرسالها مرات عدة للبلدية لكف اعتدائها على ملكيتهم الخاصة وعلى البيئة ولقد تعهد إثر ذلك المجلس البلدي السابق بحصر عملية الصب للنفايات الفلاحية فقط ثم بالكف نهائيا عن استخدام الأرض قبيل الانتخابات البلدية لكن رئيس المجلس البلدي الجديد السيد سمير بن سوسية استأنف ذلك رغم التنبيه عليه مجددا في 2019 ورغم الشكوى المقدمة ضده لدى وزير الشؤون المحلية والبيئة في أكتوبر 2019 . +)الشاحنة صاحبة الرقم المنجمي 21899 -02 (إلقاء العجلات المطاطية بالمصب العشوائي) تعود لمصلحة النظافة والمحيط ببلدية بومهل البساتين +) حسب شهادات المواطنين شاحنات مختلفة الأحجام تابعة أغلبها لبلدية بومهل و أيضا لخواص تستعمل المصب لتلقي فيه أنواع مختلفة من النفايات الطبيعية الفلاحية أو الصناعية والمنزلية ومخلفات حضائر البناء ويتم أحيانا ردم الفضلات الخطيرة أو حرقها وهوما يتسبب في تلوث بيئي على المدى القريب والبعيد (شكوى المتساكنين من الحشرات ورائحة دخان حارقة) وتهديد المائدة الجوفية .. +) عديد الإشكاليات البيئية والعقارية وشكاوي عديدة تخص منطقة شالة مرناق في ظل تلكأ بلدية بومهل البساتين لحلّها بتعلة الوضعية العقارية للمنطقة (فلاحية ) وعديد الأقاويل يتداولها المتساكنين وعلى صفحات التواصل الاجتماعي (دون سند) تتحدث عن مضاربات وشبهات سبب التأخير في حل هذه الإشكاليات بالإضافة لشكايات المواطنين حول عدم تزويد بعض المساكن بالكهرباء والماء الصالح للشراب وخاصة في ظروف جائحة الكورونا ونقص التنوير العمومي بما قد يتسبب في بعض الإخلالات الأمنية .. في نهاية هذا التحقيق يجدر التذكير بأن موقف السلطة المركزية ونواب مجلس الشعب عن المنطقة يبدو متواطأ أو في أدنى الحالات سلبي حيث أنه ورغم تلقي وزارة الشؤون المحلية والبيئة شكاوي متعددة وآخرها بتاريخ 18 أكتوبر 2019 فهي لم تتدخل لإيقاف هذه المأساة بل على العكس وبتاريخ 5ماي 2020 استقبل السيد شكري بلحسن الوزير السابق رئيس البلدية ونائبي مجلس الشعب جمال بالضيافي وآمال الورتاني والمدير الفني للبلدية منجي السعيداني ولم يضع هذا اللقاء حدّا للكارثة البيئية و إيقاف إستغلال بلدية بومهل البساتين الغير قانوني لأرض ملكية خاصة كمصب نفايات عشوائي يمثل خطرا على حياة الإنسان والحيوان زمن جائحة كورونا وتهديدا للمستقبل البيئي للمنطقة