وات - احتفى منتدى الفكر التنويري بأحد اعلام الثقافة التونسية ورائد الاصلاح الوطني الصحافي والاديب زين العابدين السنوسي وذلك في اطار لقاء تكريمي انتظم اليوم السبت بمقر بلدية سيدي بوسعيد بالضاحية الشمالية بالعاصمة، بحضور ثلة من المفكرين والمتابعين لمسيرته الفكرية، وذلك بمناسبة مرور 120 سنة على ولادته (1901-2021). ويأتي تكريم زين العابدين السنوسي حسب المنسق العام لمنتدى الفكر التنويري محمد المي ل"ينصف رجلا اعطى الكثير للساحة الثقافية والفنية خلال النصف الاول من القرن العشرين، فهو صاحب اول انطولوجيا شعرية ومؤسس جريدة "تونس" الى جانب مساهمته الفعالة في الحركة الادبية والفكرية والصحافية من خلال مطبعة "العرب" التي نشر من خلالها ابرز مؤلفات عصره على غرار كتاب "الخيال الشعري عن العرب" وكتاب "العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية"، فضلا عن تشجيعه للادباء الشبان آنذاك مثل مصطفى خريف والطاهر الحداد وعلي الدوعاجي وأبو القاسم الشابي ومحمود المسعدي ومحمد العريبي وغيرهم". ومن خلال مجموعة المحاضرات التي وقع تقديمها في اطار الجلسات العلمية بادارة الاعلامية آمنة الوزير حول شخصية زين العابدين السنوسي واسهاماته الفكرية ومواقفه السياسية والاصلاحية، تبرز ملامح اديب وصحافي كرس حياته لاعلاء كلمة الحق وانارة الراي العام سواء من خلال كتاباته الصحفية او مؤلفاته الادبية او مجموعة تراجم الادباء التي قام باعدادها، الى جانب مؤلفاته القيمة عن الدستور التونسي وعن محمود قبادو وابن حمديس الصقلي وغيرهم. يقول عنه الشاعر والمسؤول عن قسم الدوريات بالمكتبة الوطنية محمد رؤوف بلحسن في مداخلته "كان من رواد الحركة الادبية والفكرية خاصة في ثلاثينات القرن الماضي وساهم في التعريف بابداعات الشعراء منور صمادح وابي القاسم الشابي ومحمد البشروش والحليوي وغيرهم في جريدته "تونس" مثلما الف كتبا اشهرها "الادب التونسي في القرن الرابع عشر هجري " ورواية "فتح افريقية" ودراسة عن محمد بيرم الخامس وكتاب "الحركة الاقتصادية بتونس" وغيرها ". ويضيف "يعود الفضل للسنوسي في انتشار الادب التونسي وايصاله للقراء والتعريف بالانتاج الصحفي التونسي في الفترة الاستعمارية التي كانت التضييقات على حرية التعبير والصحافة على اشدها من خلال تاسيس مطبعة "العرب",, واصداره لمجلة "العالم الادبي" وجريدة "تونس" وهو ما جعل منه علما بارزا في مجال الفكر والصحافة بفضل اسهاماته الادبية والثقافية في شتى الاجناس الادبية والنقد والترجمة." ويصف الجامعي والاديب محمد صالح بن عمر المحتفى به زين العابدين السنوسي في مداخلته حول "السنوسي واشكالية التصنيف" انه "رجل مصاب بحمى القلم ,وهو شخصية متعددة الوظائف والشواغل لم تنفك تثير تساؤلا عن طبيعتها المركبة والصنف الذي يمكن ان تصنف فيه، ذلك انها لم تجتمع في اي شخصية ثقافية تونسية اخرى مثل ما اجتمع فيها من وجوه بالغة التعدد، اذ كان زين العابدين السنوسي في وقت واحد صاحب مطبعة ودورية (مجلة العالم العربي) وجريدة (تونس) وكان ناشرا وصحافيا وناقدا وقصاصا وروائيا وكاتبا مسرحيا وكاتب تراجم ومؤرخا ادبيا ومترجما وكاتبا سياسيا ومصلحا اجتماعيا". ويضيف في هذا الصدد "ان يمارس حامل القلم فنا من الفنون او لونا من الوان الفكر لا يعني شيئا في حد ذاته انما الاهم هو مدى بروزه وتفوقه فيه لان تاريخ الادب او الفكر لا يحتفظ الا بالذين بلغوا درجة التميز وزين العابدين السنوسي احد من تميزوا في شتى صروف الفكر والادب والصحافة". وقد تمحورت المداخلات الفكرية حول شخصية زين العابدين السنوسي من خلال امتلاكه لمطبعة "العرب" واصداره لمجلة "العالم العربي" فضلا عن جريدة "تونس" الى جانب تقديم قراءة تحليلية لنصه المسرحي "فتح افريقية" بامضاء الناقدة فوزية المزي وابراز علاقته بقصيدة النثر عبر مداخلة الشاعر المنصف الوهايبي، مع التطرق لفكره التنويري والاصلاحي الذي برز خاصة في دفاعه عن افكار الشابي والحداد وخصوماته الثقافية والافتتاحيات التي نشرها في مختلف الميادين السياسية والاجتماعية والثقافية.