وات - انتظم اليوم الأحد، يوم ترويجي للسياحة الصحراوية في منطقة "عين الكردي" الواقعة على بعد حوالي عشرة كيلومترات عن مدينة رمادة من ولاية تطاوية التي تتميّز ربوعها الصحراوية بمواقع سياحية متفردة بمناظرها الخلابة وتضاريسها وهدوئها ومكوناتها التراثية والأثرية الاصيلة. وقد أشرف وزير السياحة والصناعات التقليدية، محمد المعز بن حسين، على فعاليات هذا اليوم الترويجي الذي كان فُرصة لإبراز خصوصيات العديد من المنتوجات المحلية والصناعات التقليدية الاصيلة التي تم عرض نماذج منها تحت الخيام إلى جانب لوحات من الفن الشعبي مع عروض الفروسية والسباق بالدراجات النارية على الكثبان الرملية المحيطة ببحيرة الماء. ... وفي تصريح لمراسل (وات) بتطاوين، قال رئيس بلدية رمادة، الحبيب الحفيان إن متساكني المنطقة يعلقون آمالا عريضة على استغلال هذا الموقع المتميز، لا سيما بعد أن أنجز فيه المجلس الجهوي مبنى يمكن استغلاله كمكان للإقامة والتخييم ونقطة انطلاق للسياحة الصحراوية في ربوع معتمدية رمادة، داعيا وزارة السياحة إلى تقديم الدعم والاحاطة اللازمة لكل مستثمر في هذا المجال. وتولّى الوزير ومرافقوه زيارة متحف الحيوانات والنباتات البرية بمحمية "وادي دكوك" ودشّن إقامة ريفية جديدة بقرية الدويرات القديمة والتي أفاد صاحبها في تصريح لمراسل "وات" بأنها امتداد لسياحة ثقافية وريفية تمكّن الزائر والسائح من العيش مع أهل المنطقة، حيث يشاركهم في مختلف أنشطتهم، من رعي للأغنام والأشغال الفلاحية، على غرار جني الزيتون والحراثة والحصاد. كما أزاح الستار عن الحجرة الكيلومترية الأخيرة للمسلك السياحي الرابط بين مطماطة شمالا والدويرات جنوبا (على طول 194 كلم مشيا على الاقدام)، مقسّما على 12 مرحلة تم إعدادها من قبل خبراء تونسيين وأجانب، "لما تتميز به منطقة الظاهر من خصوصيات في محطاتها الثرية باثارها النفيسة وأكلاتها الأصيلة"، حسب ما أفاد به (وات) رئيس جامعة السياحة الأصيلة وجهة الظاهر، محمد الصادق الدبابي الذي بيّن أن هذا المسلك وهو الأول من نوعه في تونس "سيكون قبلة جموع السياح من الداخل والخارج من المولعين بالمشي والمغامرات". وبمنطقة "تونكت" من معتمدية تطاوين الجنوبية، دشّن وزير السياحة إقامة ريفية أخرى تتسع لثمانية أسرّة صرّح باعثها، سعد زراقة، (صاحب شهادة عليا في الحضارة الانقليزية) أنه اختار هذا المجال لما يوجد في المنطقة من مخزون سياحي وتراثي يشجع على الاستثمار في هذه الاقامة التي بلغت كلفتها الاولية أكثر من 80 ألف دينار وستمكّن روادها من "الاطلاع على العديد من المواقع الاثرية التي تعكس عمق التاريخ والحضارات المتعاقبة". وأضاف باعث المشروع أن منظمة "Suiss-contact " دعّمته في الجزء الأول من مشروعه، في انتظار منحة وزارة الاشراف، مشيرا إلى أنه سيعتمد على شبكة التواصل الاجتماعي ودعم الوزارة للتعريف بمشروعه وجلب السياح إليه. من جهته قال وزير السياحة والصناعات التقليدية، في تصريح خصّ به (وات) إن هذا المشروع "يندرج ضمن التوجه الجديد للوزارة في مجال السياحة البديلة والمستدامة وهي أنماط إيواء بديلة عن السياحة الكلاسيكية"، مثمنا المبادرات الفردية لبعض الشبان الذين خاضوا هذه التجربة في هذه الربوع. وبخصوص أوجه الدعم الذي تقدمه وزارة السياحة لهؤلاء، ذكر محمد المعز بن حسين أن السياحة البديلة، كباقي الأنماط السياحية، تتمتع بالحوافز والمنح التي تخولها مجلة الاستثمارات، فضلا عن الدعم الخاص بالترويج عبر المنصات الالكترونية ومساندة جامعة السياحة الأصيلة وجهة الظاهر التي عملت على هيكلة الإقامات الريفية واستغلال مواقعها.