تم، مساء أمس الأربعاء، في مدينة صفاقس، تركيز لجنة دعم جديدة لقرية الأطفال "س و س" محرس، بعنوان الفترة القادمة (2022-2024) ترأسها الأستاذ الجامعي وليد القلال، وذلك بعد انتخاب 6 من أعضاء اللجنة المتخلية مؤخرا ضمن الهيئة المديرة للجمعية التونسية لقرى الأطفال "س و س". وكشفت اللجنة الجديدة في حفل تسليم المهام، عن توجهات عملها للفترة النيابية الجديدة على مدى السنوات الثلاث القادمة، وسيكون في مقدمتها، بحسب ما صرح به رئيس اللجنة ل(وات)، "العمل على مواصلة البحث عن دعم الموارد المالية للقرية" التي تعتمد في معظمها على التبرعات أمام تراجع الدعم المالي للفيدرالية الدولية لقرى س و س، وضعف دعم الدولة الذي لا يتجاوز 16 بالمائة من حاجياتها، علما وأن ميزانية القرية السنوية تفوق مليوني دينار. وقال وليد القلال، أن اللجنة الجديدة ستواصل البناء على ما حققته اللجنة المتخلية مع تكثيف أشكال الحماية للأطفال وتوسيع دائرة المنخرطين في لجنة الدعم للتحسيس بحقوق الأطفال خارج القرية والتعريف بقدراتهم والقطع مع الصورة النمطية الملتصقة بهم في العقود الماضية، والتي تجعلهم معزولين ومحاطين بالكثير من الحواجز النفسية والاجتماعية داخل أسوار القرية. ... وينتظر أن تسعى اللجنة كذلك، إلى دعم التوجه الذي سارت فيه القرية في السنوات الثلاث الماضية من حيث تطوير قدرات الأطفال الموهوبين وتحويلها إلى قصص نجاح، فضلا عن تطوير المنشآت وبرامج التأطير والعناية وتعزيز تجربة الاشكال الجديدة للإحاطة والرعاية ومنها المنازل خارج القرية في الوسط الحضري وبرنامج دعم العائلة والوقاية من الإهمال الذي يمكن من الإحاطة بالأطفال المهددين داخل أسرهم. واعتبر المدير الوطني للجمعية التونسية لقرى الأطفال "س و س"، فتحي المعاوي، أن برنامج دعم العائلة والوقاية من الإهمال الذي يقع اعتماده في القرى الأربعة (محرس، قمرت، أكودة، وسليانة) "يعد من البرامج الهامة والناجحة والتي تسعى الجمعية إلى تدعيمها في الفترة القادمة". ويشمل هذا البرنامج، حاليا، 720 عائلة تعد 1840 طفلا وطفلة، ولا تتجاوز كلفته المادية عشر كلفة الإحاطة داخل منازل القرية التي تتطلب إمكانيات مادية كبيرة، كما حقق نتائج ومؤشرات جيدة، من بينها النجاح في الدراسة الذي بلغ 91 بالمائة، وتحقيق الاستقلالية والتوازن لحوالي 68 بالمائة للعائلات التي تستفيد من البرنامج قبل أن تغادره، لتفسح المجال إلى عائلات جديدة تحتاجه. من جهة أخرى، أفاد المعاوي، بأن الجمعية تسعى في مخططها الاستراتيجي للفترة القادمة، إلى الخروج من حدود ولايات تونس الكبرى وصفاقس وسوسة وسليانة، والتوسع نحو مدن جديدة، ومنها ولاية سيدي بوزيد عبر قرية المحرس والقيروان عبر قرية أكودة، وهو ما سيمكن من بلوغ المستفيدين من برنامج دعم العائلة والوقاية من إهمال 3 آلاف طفل. يذكر أن عدد الأطفال والشبان الذين يقيمون في المنازل العائلية لقرى الأطفال "س و س" تونس الأربعة والمبيتات الشبابية التابعة لها ومراكز الإدماج يبلغ 440.