تسعى قرية الأطفال س و س المحرس" من خلال حملة تضامنية نظمتها، اليوم الأحد، بمدينة صفاقس، إلى بلوغ هدف توفير موارد مالية تمكنها من استقبال وكفالة 300 طفل إضافي ضمن برامجها بما من شأنه أن يمكن من ترفيع العدد الجملي للمكفولين من طرف القرية إلى 900 طفلا تُسدى لهم خدمات الإقامة والإعاشة والرعاية الصحية والتربوية والاجتماعية الشاملة. ووضعت لجنة دعم قرية أطفال س و س المحرس من خلال هذه الحملة التضامنية تحت شعار "قلبك هو أكبر قلب: هدية 2022"، على ذمة الداعمين وسائل وآليات وصيغ متعددة للدعم. وتتمثل هذه الآليات بالأساس في عقود كفالة "ترخيص سحب آلي" وهي آلية جديدة تقتصر على أن يقوم الكفيل بتعمير القصاصة وإرجاعها لإدارة القرية ليقع اقتطاع المبلغ الذي حدده الكفيل مسبقا في القصاصة. ... من الآليات الأخرى بيع منتوجات تحمل شعار القرية كدعم للأطفال تروج بفضاء الحملة وبإدارة القرية بالمحرس ومكتب جمع التبرعات بصفاقس، بالإضافة إلى التبرع بواسطة التكنولوجيا الحديثة عبر المنصة الالكترونية "شقاقة.تي آن" أو تحويل مباشر بالحساب البنكي للقرية. وثمّن مدير قرية الأطفال س و س المحرس أشرف السعيدي في نقطة إعلامية على هامش الحملة التضامنية "الدعم الثمين لوسائل الإعلام ومرافقتها لمبادرات القرية وأنشطتها الاجتماعية في الفترة الماضية" مؤكدا أن الدعم الإعلامي والتحسيسي في السنوات القليلة الماضية انعكس بشكل إيجابي على واقع هذه المنشأة الاجتماعية التربوية وتحسين أدائها لفائدة الأطفال وكفالتهم وتحسين توازناتها المالية رغم الحاجة المتواصلة لمزيد من الموارد التي تفتح أبواب الامل أمام أعداد أخرى من الأطفال المهددين للاستفادة من خدمات القرية. للتذكير فإن عدد الأطفال المكفولين من طرف القرية تطور في السنوات الأخيرة بشكل تصاعدي حيث ارتفع تباعا في السنوات الثلاثة الماضية من 330 طفلا في 2019 إلى 450 طفلا في 2020 إلى 600 طفلا في 2021. علما وأن القرية تكفلت خلال سنة 2021 ب 281 عائلة ضمن برنامج دعم الأسر والوقاية من الإهمال الذي تنجزه القرية بالتوازي مع رعاية الأطفال داخل منازل القرية. كما تطورت الميزانية السنوية لقرية س و س المحرس بفضل مجهودات لجنة الدعم وتظافر جهود عديد الأطراف الأخرى من 900 ألف دينار في 2019 إلى مليون و700 ألف دينار في 2021 ويأمل المشرفون عليها إلى بلوغ 2 مليون و100 ألف دينار في 2020 بحسب أشرف السعيدي. ودعا المدير الوطني للجمعية التونسية لقرى الأطفال س و س، فتحي المعاوي، من جهته، كل مكونات المجتمع أشخاصا ومؤسسات للانخراط في المجهود الإنساني للحملة من خلال التبرع لفائدة الأطفال و"المساهمة في تكريس مبدأ تساوي الحظوظ بين كل أطفال تونس وحقهم في الحياة الكريمة تحت شعار "لكل طفل الحق في عائلة". وقال المعاوي إن وفدا عن الجمعية التونسية لقرى الأطفال س و س، متمثل في كل من رئيسة الجمعية ومديرها الوطني ورئيس لجنة الدعم التقى يوم السبت 25 ديسمبر 2021 برئيسة الحكومة نجلاء بودن وطلب منها بأن تتعهد الحكومة بكتلة أجور إطارات الجمعية كما هو الحال بالنسبة للجمعيات الاجتماعية بتونس وذلك بتحويل من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية عن طريق الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي. وأفاد بأنه من أهداف الجمعية هو تعميم برنامج دعم الأسر والوقاية من الإهمال الذي تنجزه القرية لفائدة الأطفال المهددين داخل أسرهم على كامل ولايات الجمهورية دون الاقتصار على الولايات الأربعة (تونسوصفاقس وسوسة وسليانة) بالنظر إلى أهمية هذا البرنامج في حماية الطفولة وتحقيقه نتائج طيبة، وفق قوله. وأضاف أن من أهداف الجمعية فضلا عن تعميم وجود القرية في كل الولايات تحسين ظروف العيش داخل القرى وتحسين نسب النجاح في الدراسة وفي الإدماج المهني والاجتماعي والاقتصادي لأبناء القرية وبناتها. ووجه عضو لجنة الدعم، رياض الرقيق، دعوة للمؤسسات والأفراد للانخراط في جهود التبرع والدعم بمختلف آلياتها بالنظر إلى وجود آلاف الأطفال المهددين المنتظرين للانضمام إلى القرية والاستفادة من خدماتها. ورافقت الحملة التضامنية أجواء تنشيطية بفضل وصلات غنائية وفنية أمنتها فرقة كورال الأطفال بقرية س و س المحرس التي قدمت عروضا غنائية مميزة علما وأن هذه الفرقة تعد قرابة 20 من أبناء وبنات القرية ممن تتراوح أعمارهم بين 6 و18 سنة يشرف على تدريبهم وتأطيرهم أساتذة مختصون. جدير بالذكر أن الجمعية التونسية لقرى الأطفال س و س التي تضم 4 قرى وهي قرية قمرت وقرية سليانة وقرية أكودة وقرية المحرس تتكفل بكل مصاريف تسيير وإعاشة أكثر من 3800 طفل ضمن برامجها وهذه المصاريف مقدرة ب 10 مليون دينار لسنة 2022.