في عمق صحراء معتمدية حزوة الحدودية وببادرة من أبناء المنطقة انطلق استغلال أول مسلك سياحي يعتمد التخييم في الصحراء بداية من 20 أكتوبر الجاري، ليعلن عن بداية استغلال منتوج جديد هو الأول من نوعه في ولاية توزر، ينطلق من واحة حزوة ويمتد نحو الكثبان شمالا أين تنتصب الخيام التي ستستقبل زوارها بالأهازيج البدوية ورقصة الزقايري التراثية. ينطلق استغلال المسلك مع بداية الموسم السياحي الشتوي خلال العطلة المدرسية وتزامنا مع تنظيم أنشطة سياحية وتظاهرات ثقافية بما يسمح للسياح التونسيين والأجانب بالقيام بتجربة التخييم في الصحراء على مقربة من الحدود التونسية الجزائرية وفي فضاء صحراوي يضم الكثبان وبحيرة صحراوية وقوافل الجمال. ... ويوظف المسلك، بحسب صاحب الفكرة المستثمر في المجال السياحي ناجي بن سعيد، مخزون المنطقة من إمكانيات طبيعية وموروث ثقافي بإحداث محطة أولى في ضيعة فلاحية تعرض فيها المأكولات والصناعات التقليدية لنساء المنطقة الى جانب المنتوج البيولوجي الذي يميز حزوة على غرار التمور البيولوجية ومنتوجات الإبل والماعز كالحليب والاجبان. ويتوفر المخيم على طاقة استيعاب تقدر ب30 سريرا في مرحلة أولى ويمنح الزائرين فرص الركوب على ظهور الجمال ومواكبة غروب الشمس من وسط كثبان الرمال وسهرات بدوية ومأكولات تراثية طبيعية، ويوفر المخيم والمسلك موارد رزق لحوالي 35 شبابا وشابة في البداية على امل ان تقر طاقة تشغيله مستقبلا بالمئات سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة. ويتوجه هذا المسلك الى السوق المحلية والأجنبية، كما يمكن أن يستفيد من قربه من الجزائر بتوافد جزائريين من المناطق المجاورة لذلك فقد انطلقت عمليات الترويج له منذ فترة، والتعاون مع وكالات الاسفار لمزيد الترويج وادماجه ضمن المسالك السياحية بالجهة. ورغم استيفاء أبناء المنطقة من وكالة أسفار صاحبة المشروع وجمعية مهرجان الخيام بحزوة الداعمة للمشروع الشروط القانونية وايداع ملف التراخيص لدى الجهات المعنية منذ فترة، إلا أنه لم يتم تمكينهم حتى الآن من التراخيص المذكورة وفق بن سعيد، آملا في أن تسعى السلط الجهوية والجهات المركزية الى تذليل مثل هذه الصعوبات. ومن جهته، بين رئيس الجامعة الجهوية لوكالات الاسفار عبد الفتاح مليك ان وكالات الاسفار المنتصبة في ولاية توزر لا يمكنها التعامل إلا في أطر قانونية، مؤكدا ان تمكين هذا المشروع من رخصه القانونية سيساهم في نجاح الجهة سياحيا ويحيي منتوجا جديدا ظل غير مستغل على امتداد عقود ويعمل على توفير مواطن شغل واحياء الحرف التقليدية وبعض الصناعات الغذائية المرتبطة بمنتوج المنطقة. ولفت مليك الى أن ميزة هذا المسلك هو تحويل سياحة التخييم الى نشاط دائم عوضا عن نشاط مناسباتي ظرفي تقوم به وكالات الاسفار بصفة فردية، حسب قوله. تابعونا على ڤوڤل للأخبار