مثلت رواية "قيامة الحشاشين"، للروائي الهادي التيمومي، محور لقاء أدبي مع صاحب الرواية، انتظم مساء يوم الجمعة، بالمكتبة العمومية بساقية الزيت بصفاقس، وذلك ببادرة من الصالون الثقافي للمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بصفاقس. وتعد رواية "قيامة الحشاشين" جمعا لأحداث وشخصيات، منها ما هو حقيقي، ومنها ما هو خيالي مفترض، حاول من خلالها الروائي الهادي التيمومي، عبر حبكته الفنية واستعمال لغة المتون والحواشي والتقنية السردية والسجع والعنعنة، الى إيجاد توازن بين الفكر الديني المتطرف والفكر السني المالكي، أو بالأحرى بين الفكر الإسماعيلي الفاطمي والإثني-عشرية، مما جعل الرواية تنحدر وتخرج في نهايتها من الجانب التخييلي العجائبي والغرائبي، لتنحو منحى عقليا، وكأنها تكذب ما أوهمت به القارئ في البداية. ... وأوضح صاحب رواية "قيامة الحشاشين"، الهادي التيومي، في هذا اللقاء الأدبي، الذي حضره عدد من المهتمين بالشأن الثقافي والأدبي، أن المغزى من كتابة هذه الرواية "هو الحفر في نمط تفكيرنا المعاصر وطرح مسألة الأدلجة وغسل الدماغ التي يتعرض لها بعض الأشخاص الذين يقدمون على تفجير أنفسهم والقيام بعمليات إرهابية أو قتل أشخاص لا يعرفونهم"، على غرار ما وقع في قلعة "ألمود" الواقعة في الجبال المتاخمة لبحر القزوين، من قبل حسن الصباح، في رواية "قيامة الحشاشين "، الذي نجح في إيهام الآخرين بامتلاك الحقيقة والفهم الصحيح للدين، ودفع بهم نحو القتل وسفك الدماء. وقد دار الحوار في هذا اللقاء الأدبي مع الروائي، الهادي التيمومي، حول عديد القضايا التي طرحتها رواية "قيامة الحشاشين"، مثل هيمنة الجانب الخرافي العقائدي في الرواية وذكر بعض الشخصيات الخيالية المفترضة في الرواية مثل "أم هريرة"، والعوائق التي حالت دون تطور الفكر الإسلامي، والحبكة الفنية لأطوار الرواية من قبل الراوي، واستغرابهم من خضوع شخصية عبد العزيز مزيودات، أستاذ التاريخ في الرواية، للفكر الخرافي، والمغزى من اختيار "قيامة الحشاشين" كعنوان للرواية، وهل المراد منه عودة الحشاشين وإقامة دولتهم وإشاعة فكرهم ونشر الإسماعيلية من جديد. يذكر أن رواية " قيامة الحشاشين "، الصادرة عن دار مسكيلياني للنشر والتوزيع، والتي تعد 454 صفحة و12 فصلا، التي حصدت العديد من الجوائز، من بينها جائزة كومار الذهبي للرواية العربية لسنة 2021، وجائزة أفضل كتاب عربي في مجال الرواية سنة 2021، خلال فعاليات الدورة 40 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، فضلا عن إنجاز نسخ صوتية للرواية تم توقيعها يوم 24 أكتوبر 2022، بين مؤسسات تأمينات كومار ووزارة الشؤون الثقافية لإتاحتها حصريا لفائدة رواد المكتبات العمومية من فاقدي البصر وذوي الإعاقة، قد اختيرت من قبل إدارة المطالعة العمومية ضمن الكتب التي سيقع حولها التباري في الجولة الأخيرة من البطولة الوطنية للمطالعة العمومية فئة 40 سنة فما فوق التي ستدور فعالياتها يوم 13 نوفمبر الجاري. ومن أبرز إصدارات الروائي الهادي التيمومي، "قرطاح حكاية من العالم السفلي" سنة 2013، و"يسقط الشاه" سنة 2015 ، و"الطاووس والغربان" سنة 2019 ، و"قيامة الحشاشين" سنة 2020، إلى جانب رواية جديدة بعنوان "قبعات متكبرة"، والتي تولى مؤلفها في ختام هذا اللقاء الأدبي توقيعها. تابعونا على ڤوڤل للأخبار