أصيبت إحدى المساحات بالمنطقة السقوية سهل الرومان بمعتمدية ذهيبة من ولاية تطاوين مؤخرا بآفة " الزيلي" التي انتشرت وتفشت في الأرض داخل الانفاق وخارجها حتى بعد رشّها بأقوى أنواع المبيدات وأشدّها فاعلية، وفق صاحب الأرض الذي أعرب عن خشيته من انتشار هذه الآفة في ظلّ عدم توفر الدواء المناسب الذي ينتظره منذ أكثر من الشهر، رغم علم كل الهياكل الرسمية بهذا الإشكال. وأطلق صاحب هذه المزرعة صيحة فزع خوفا من انتشار هذه الآفة أكثر والتصاقها ببقية المزروعات والاشجار التي أصيبت أجزاء منها بعد، داعيا كل الاطراف المعنية إلى التحرك بكل الوسائل للقضاء على هذه الآفة التي أصبحت تهدّد كامل المساحة التي يملكها (20 هكتارا) والمساحات المجاورة والمنطقة السقوية بأكملها، وإلى الاسراع بإصدار نتائج التحاليل علما أنه اتصل بالمنبت الذي تزوّد منه بالمشاتل وأكد له مداواتها قبل تسليمها اياه. ... في المقابل، أكد المندوب الجهوي لمعهد المناطق القاحلة، الدكتور فرح بن سالم، لصحفي "وات"، أن هذه الحشرة مصدرها المشاتل التي اقتناها الفلاح، وبإمكانه مطالبة المنبت الذي تزود منه بتعويض جزء من خسائره التي قدرها بالاف الدنانير، مشدّدا على أهمية التثبت من سلامة المشاتل والبذور من مصدرها حتى لا يحرم الفلاح من مردود جهده وايرادات مشروعه الذي أولاه كل اهتماماته وانفق من اجله الكثير، وفق تعبيره. وفي ذات الإطار، زار عدد من خبراء معهد المناطق القاحلة معزّزا بفريق من المركز الفني للزراعات الجيوحرارية بقابس، يوم 19 فيفري الماضي، المنطقة السقوية بسهل الرومان أين عاينوا الوضع وأوصوا بالتقليع الفوري للمشاتل البالغة الاصابة مع ضرورة اتلافها بالحرق بعيدا عن حقول القرعيات، ووضع قائمة من الادوية على ذمة الفلاح قصد استعمالها بصفة فورية مع التنويع في طريقة الاستعمال (مبيدات جهازية وعن طريق اللمس) للتقليل من الاصابات. كما أوصوا بالتوقي من الامراض الفطرية باستعمال مبيد وقائي وبالحرص على نظافة الحقل من خلال التخلص من الاعشاب المعيلة لحشرات "الزيلي"، والتدخل العاجل ببرنامج تسميد ملائم لتحفيز نمو الزراعات، والحرص على حرق فضلات الزراعة بعد عملية الجني للمحافظة على صحة الارض في المواسم القادمة، مشدّدين على ضرورة التثبت من سلامة المشاتل عند الاقتناء وقبل الزراعة. يشار إلى أنّ الفلاحين في المنطقة السقوية سهل الرومان بمعتمدية ذهيبة قد حقّقوا نجاحات غير مسبوقة في السنوات الاخيرة من حيث جودة الانتاج ووفرته في مختلف الخضروات والغلال ولا سيما منها القرعيات الصيفية (الدلاع والبطيخ وغيرها) التي تم تصدير جزء هام منها العام الماضي الى ايطاليا ما حفز المستغلين وشدهم الى هذه الارض البكر وعطائها الوفير. تابعونا على ڤوڤل للأخبار
