قافلة "الصمود" تواصل طريقها نحو ساحة الشهداء في طرابلس وسط استقبال شعبي ليبي واسع    الاتحاد الأوروبي يرتب قائمته المالية السوداء: يحذف الإمارات ويضيف لبنان والجزائر    المدرب ونيس البوزيدي في ذمة الله    حماية مدنية : إطفاء 110 حرائق في 24 ساعة الماضية    العالم يشهد ثاني أكثر شهور ماي حرارة على الإطلاق في 2025    قرار استثنائي في إسرائيل.. "حظر جوي" فوق زفاف ابن نتنياهو    روسيا تعلن القضاء على وحدة "بابل" الأوكرانية    من لوس أنجلوس.. ترامب يدشن "خطة الترحيل الكبرى"    "تجاوزت حدودي".. ماسك يعتذر لترامب    كأس العالم للأندية: موعد شد الترجي الرياضي الرحال الى ديترويت الامريكية    الكنزاري يرفع التحدي ويؤكد... لقاء فلامينغو مفتاح العبور    الاربعاء: حالة الطقس ودرجات الحرارة    انتهاء الدورة الرئيسية لباكالوريا 2025 باختبار اللغة الإنجليزية..وهذا هو موعد الاعلان عن النتائج    اليوم: وصول أول رحلة عودة للحجيج التونسيين من البقاع المقدسة    عاجل - فضيحة البكالوريا تهز سوسة: أستاذة وشبكة غش تسقط في قبضة الأمن!    اليوم : الحرارة تصل إلى 40 درجة    بسبب الغشّ في البكالوريا: الاحتفاظ ب6 أشخاص بينهم أستاذة    مواطن يذبح خروفه فوق سور المنستير الأثري.. جمعية الصيانة تندد    الندوة الصحفية لمهرجاني دقّة والجم الدوليين .. الأولوية للعروض التونسية... و«رقّوج» ينطلق من دقّة    عاجل: متحور ''نبياس'' يصل إلى 11% من الإصابات عالميًا... وتونس بلا أي حالة حتى الآن!    إصلاح التكوين شبه الطبي في تونس محور لقاء وزير الصحة بممثلين عن جامعة مونتريال الكندية    المخرج علي العبيدي في ذمة الله    ولاية تونس: جلسة عمل حول إعادة توظيف اعتمادات لإنجاز مشروعي بناء قنطرة الجيارة ودار الشباب بحي هلال    تطوير القطاع الصيدلي محور لقاء وزير الصحة بوفد عن عمادة الصيادلة    توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة الصحة وعدد من الجمعيات الفاعلة في مجال السيدا والإدمان    حاكم كاليفورنيا: ترامب يفرض حصارا عسكريا على لوس أنجلوس    تقدّم موسم تجميع صابة الحبوب: 1573.84 ألف قنطار إلى غاية 9 جوان 2025    أريانة: انطلاق موسم الحصاد وسط تقديرات بإنتاج حوالي 220 ألف قنطار من الحبوب    غوارديولا يزلزل العالم بخطاب مؤثر عن غزة    مباراة ودية دولية: السنغال أول منتخب إفريقي يهزم إنجلترا (فيديوهات)    هام/ هذا موعد بداية عودة الحجيج من البقاع المقدسة..    استهلك تونسي...وزارة التجارة تنتفض ضد مؤسسات «المحتكرين»: 45 ألف مخالفة اقتصادية في خمسة أشهر    الترجي الرياضي: قائمة اللاعبين المدعوين للمشاركة في مونديال الأندية    وزير الفلاحة: تزايد الإعتماد على التوريد الخارجي للحبوب مازال يشكل تحديا كبيرا لتونس    ليالي الجم ودقة: عروض فنية دولية وتكريمات ثقافية في صيف 2025    بنزرت: استعدادات جهوية لانجاح مختلف المهرجانات الصيفية والايام الثقافية    المهرجان الدولي لفنون السيرك وفنون الشارع في دورته الثامنة يزور 10 ولايات من 12 إلى 29 جوان 2025    مدنين تستحضر أنور الشعافي    سيتكومات زمان: علاش ''عند عزيز'' ''لوتيل'' ، ''شوفلي حل'' و''دار الخلاعة'' مازالو مِتربعين على عرش الوطنية؟    960 حالة تسمم و 60 بؤرة في 2024: السلامة الغذائية في تونس تحت المجهر!    عاجل/ من أجل تهم تتعلق بالخيانة والتدليس وتبييض الأموال: رفض مطلب الافراج في حق هؤولاء..    التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026: فوز إيطاليا على مولدافيا 2-0    عاجل ورسمي: مانشستر سيتي يضم نجمًا عربيًا!    ماكنتوش تحطم رقم هوسو القياسي العالمي في سباق 200 متر فردي متنوع    بعد المخزون الطيب للسدود: كيف سيكون التزود بالمياه خلال هذه الصائفة؟..    استقبال حاشد وحافل لقافلة الصمود في ليبيا..(صور)    هام/ بمناسبة موسم الحصاد: الحماية المدنية تقدم جملة من التوصيات..    البريد التونسي يصدر 4 طوابع بريدية احتفاءا بحرفتي الجلد والخشب..    علاش بدنك يصبح يوجع كي ترقد مقابل ''الكليماتيزور''    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    رئيس الجمهورية يتعرّض إلى إيجاد حلول لتمويل الصناديق الاجتماعية في تونس لدى استقباله وزير الشؤون الاجتماعية    عاجل/ فاجعة بهذه الجهة…وهذه حصيلة القتلى والجرحى..    شركات التأمين''تدفع'' نصف مليار دينار للتوانسة في 3 شهور!    ''كيفاش ترتاح بالكليماتيزور من غير ما تمرض ولا تزيد في فاتورتك ؟''    أولا وأخيرا: عصفور المرزوقي    حجّاج بيت الله يؤدّون طواف الوداع    في آخر أيام الحج.. ضيوف الرحمان يرمون الجمرات الثلاث    عاجل : موسم حج 1446ه آخر موسم صيفي ...تفاصيل لا تفوّتها    









رضا الشكندالي: التضخم الغذائي هو المؤشر الحقيقي للمقدرة الشرائية
نشر في باب نات يوم 07 - 04 - 2025

أكد أستاذ الاقتصاد بالجامعة التونسية، رضا الشكندالي، أن الحرب التجارية العالمية ستعيد التضخم إلى مسار تصاعدي، ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية، بل كذلك في أوروبا وتونس، وهو ما سيجبر البنوك المركزية على تبنّي سياسات نقدية أكثر حذرا، بعد فترات من التيسير.
وفي حوار مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء، قدّم الشكندالي تحليلا حول تطور مؤشرات الأسعار، مشيرا إلى أن نسبة التضخم في تونس ارتفعت خلال مارس 2025 إلى 5,9% بعد أن كانت في حدود 5,7% في فيفري، وذلك على خلفية ضغط الاستهلاك في رمضان وتأثير السياسات الحمائية على التجارة الدولية.
التضخم في رمضان: ظاهرة متكررة وضغط متزايد على المقدرة الشرائية
اعتبر الشكندالي أن ارتفاع التضخم خلال شهر رمضان ليس مستجدا في تونس، لافتا إلى أن نفس الظاهرة تكررت في مارس 2024، الذي صادف الشهر الكريم، حيث بلغ التضخم آنذاك 7,5%. وأوضح أن الارتفاع الطفيف المسجل هذه السنة لا يعني انخفاضا في الأسعار، بل على العكس، فإن المقدرة الشرائية للمواطن التونسي تواصل التدهور من رمضان إلى آخر.
وأشار إلى أن النسبة المعلنة، والتي تمثل الانزلاق السنوي العام، لا تعكس حقيقة شعور المستهلك، قائلا:
"المواطن لا يقارن أسعار اليوم بأسعار السنة الماضية، بل بأسعار الشهر الماضي. لذا فإن التضخم الشهري هو الذي يؤثر فعليا على حياته اليومية، وقد بلغ في مارس 0,9% مقارنة بفيفري".
وتابع:
"الارتفاع الفعلي للأسعار يُقاس من خلال سلة المواد الأساسية، التي تجاوزت نسب الزيادة فيها 20% بالنسبة للحوم الحمراء والخضر، وأكثر من 15% للغلال والأسماك والدواجن. وهو ما يُشكل التضخم الحقيقي الملموس من قبل المواطن".
السياسات المالية والنقدية: نحو ضرورة التنسيق لتطويق التضخم
وردا على سؤال حول مستقبل التضخم، أكد الشكندالي أن التحذير الصادر مؤخرا عن البنك المركزي بشأن مخاطر عودة التضخم، لم يكن مفاجئا، خصوصا مع المستجدات الدولية مثل رفع الرسوم الجمركية الأمريكية.
وشدد على أن كبح التضخم لا يمكن أن يكون من مسؤولية البنك المركزي فقط، قائلا:
"التحكم في التضخم يتطلب سياسة اقتصادية مزدوجة ومنسقة بين الحكومة والبنك المركزي. لا بد من تغيير القانون الأساسي للبنك المركزي ليُصبح دفع النمو الاقتصادي أحد أهدافه، وليس فقط مقاومة التضخم".
كما دعا إلى توجيه الاقتراض المباشر من البنك المركزي نحو تمويل النفقات الإنتاجية والتنموية، وليس نحو تغطية الاستهلاك الجاري للدولة، تفاديا لمفاقمة الضغوط التضخمية.
الحرب التجارية العالمية: تداعيات مباشرة وغير مباشرة على تونس
وفي قراءته لتأثير الحرب التجارية، أوضح الشكندالي أن صادرات تونس إلى الولايات المتحدة بلغت في 2024 نحو 2 مليار دينار، مقابل واردات في حدود 1,8 مليار دينار، ما مكّن البلاد من تحقيق فائض تجاري ب200 مليون دينار.
ورغم أن الحجم المباشر للمبادلات مع أمريكا يظل محدودا، فإن فقدان هذا الفائض في الظرف الراهن قد يُحدث ارتباكا في التوازنات المالية الخارجية، وخاصة في ما يتعلق باحتياطي العملة الصعبة.
كما أشار إلى أن فرض رسوم جمركية على صادرات مثل التمور، وزيت الزيتون، والنسيج، قد يُقلّص من تنافسيتها، قائلا:
"قد تتجه بعض الاستثمارات الأجنبية، خاصة في قطاع النسيج، إلى وجهات أكثر تنافسية مثل المغرب، وهو ما قد ينعكس سلبا على التشغيل وميزان المدفوعات في تونس".
وأضاف:
"ستدفع هذه الحرب التجارية التضخم نحو التصاعد في مختلف مناطق العالم، وستُضطر البنوك المركزية إلى العودة إلى سياسة التشدد النقدي، ما سيرفع كلفة الديون ويضع ضغطا على الميزانيات العمومية، ومنها تونس، التي قد تجد نفسها مجبرة على الاقتراض لتمويل الاستهلاك، ما يعيد إشعال فتيل التضخم".
أرقام المعهد الوطني للإحصاء: موثوقة.. ولكن تحتاج إلى مؤشرات مكمّلة
وفي تعليقه على التشكيك في أرقام التضخم، شدد الشكندالي على أن المعهد الوطني للإحصاء يضم كفاءات ذات خبرة ويعتمد طرقا علمية متعارف عليها دوليا. لكنه اقترح في المقابل تطوير المؤشرات المستعملة، بإدراج مؤشر جديد خاص بالتضخم الغذائي أو تضخم المواد الأساسية، قائلا:
"هذا المؤشر سيكون أقرب إلى الواقع المعيشي للمواطن، لأنه يعكس حقيقة سلة الاستهلاك اليومي".
خلاصة: تنبيه إلى مرحلة دقيقة وتوصيات بإصلاحات عميقة
اختتم الشكندالي مداخلته بالتأكيد على أن تونس، كغيرها من الدول النامية، معرّضة لموجات تضخمية غير ناتجة عن ديناميكية داخلية فقط، بل تتأثر أيضا بالتحولات الجيوسياسية والاقتصادية الدولية.
ودعا إلى اعتماد سياسات اقتصادية شجاعة ومتكاملة، تقوم على تنسيق بين السياسات النقدية والمالية، وتستند إلى منوال تنموي جديد يُراعي الاستثمار، الإنتاج، واستعادة التوازنات الكبرى، مشيرا إلى أن المعركة الحقيقية ضد التضخم لا تُكسب بالإجراءات الظرفية، بل بالإصلاحات العميقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.