يعدُّ توقّف أغلب المقاطع الصخرية بولاية جندوبة وغياب المواد المقطعية ابرز الاسباب الحائلة دون قدرة المقاولين على استكمال المشاريع التي تعهّدوا بها، بما يستوجب، وفق ما أكده عدد منهم في تصريحات متطابقة لصحفي "وات"، تدخلا عاجلا من السلط ذات العلاقة لانهاء هذه المعاناة في جهة تزخر بالمواد المقطعية. وأجمعوا، رفقة عدد من المنظمات الوطنية، على ضرورة التشجيع على الاستثمار في هذا القطاع الذي وصفوه بالحيوي، لارتباطه الوثيق بانجاز الطرقات والمؤسسات والمعابر والمسالك وغيرها. ووفق احدى المراسلات التي وجهتها الادارة الجهوية التجهيز والاسكان بجندوبة الى رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بجندوبة، وضمّنت بدفتر صادرات الادارة الجهوية للتجهيز والاسكان، فإن مشاريع الجسور والطرقات التي بصدد الانجاز تعتمد كليا على المواد المقطعية وقد أثّر غيابها بشكل واضح على سير ونسق انجاز المشاريع المبرمجة. ومن بين المشاريع المبرمجة والمتوقفة على المواد المقطعية مشاريع تتعلق بتهذيب وتدعيم الطرقات الوطنية والجهوية، ومشاريع أخرى تسير ببطء على غرار الطريق الجهوية عدد 60، وكذلك الشان بالنسبة للطريق الجهوية عدد 62 والطريقين الوطنيين 6 و17، وانجاز 4 جسور ونحو 50 كلم من المسالك، ونحو 33 من المشاريع المفوضة والمحالة تتعلق بصيانة وتدعيم المسالك، ومعالجة الانزلاقات الارضية، وصيانة المنشآت المائية، والتغليف السطحي، إضافة إلى 21 مشروعا تابع للمجلس الجهوي تتعلق بتدعيم وصيانة مسالك على امتداد نحو 137 كلم. من جهة أخرى، تنتظر المشاريع المبرمجة على غرار الطريق الحزامية الشمالية ونظيرتها الجنوبية، والطريق السيارة بوسالم الحدود الجزائرية أيضا فتح مقاطع لتوفير ضمانات الاقبال على المشاركة في الصفقات العمومية والانجاز في الاجال المحددة. وحسب عدد من المقاولين المنتصبين بولاية جندوبة، فان اضطرارهم لجلب المواد المقطعية من معتمدية تبرسق من ولاية باجة او من ولاية القيروان رفّع في تكاليف المشاريع التي تعهدوا بانجازها، واثقل كواهلهم، وساهم في الاخلال بميزانياتهم. من جانبه، أكّد رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بجندوبة، سعد الله الخلفاوي، أنّ عددا من المقاولين قد تخلوا أو تعطلوا في انجاز المشاريع التي بعهدتهم او فسخت عقودهم او رفضوا المشاركة في الصفقات العمومية لعدم وفرة المواد المقطعية. وأضاف، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، أن المقطع الوحيد بالجهة والذي يشتغل حاليا بطاقة محدودة يضطر الى التوقف لاشهر بسبب عدم تمكينه من تجديد رخص شراء المتفجرات في الابّان. ووفق رئيس اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية سعد الله الخلفاوي، ورئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري لطفي الجمازي، يستوجب الوضع الراهن في ولاية جندوبة تدخلا مركزيا عاجلا وناجعا ينهي مخاوف المقاولين والمستثمرين، ويسرّع في إنجاز المشاريع التي ضخت لها الدولة أموالا هامة، ويحسّن من وضعية البنية التحتية باعتبارها احدى أهم رافعات التنمية، على أن تتم معالجة ملفات طالبي إحداث مقاطع توسيع دائرة استغلالها والنظر في المقاطع المعطلة منذ سنوات. يشار إلى أن ولاية جندوبة كانت تضم 6 مقاطع صخرية خمسة منها توقفت منذ 2011 واخضع بعضها للتقاضي، وظل مقطع واحد فقط يشتغل بصعوبة، فيما ينتظر مقطع آخر التراخيص اللازمة لبدء عملية الاستغلال.