شهدت حملة مقاطعة مركز تجاري في تونس تصاعداً جديداً بعد أن تعرض بعض النشطاء، السبت، إلى اعتداء بالعنف داخل المساحة التجارية بالمرسى أثناء نشاطهم التوعوي. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق إصابة أحد المشاركين ونزيفه من رأسه، مما استدعى تدخل الوحدات الأمنية لاحتواء التوتر. الحملة، التي انطلقت منذ بداية الحرب على غزة، تستهدف شركات ومنتجات فرنسية ودولية يُتهم بعضها بدعم جيش الإحتلال. في خضم هذا الجدل، نشرت النائبة فاطمة المسدي تدوينة عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، اعتبرت فيها أن المقاطعة بصيغتها الحالية "غير مجدية وتضر الاقتصاد التونسي". وقالت إن بعض من يرفعون شعار المقاطعة "يستخدمون في الوقت نفسه منتجات لشركات عالمية كآيفون"، مشددة على أن نجاح أي مقاطعة حقيقي يستوجب بناء بدائل محلية ودعم الصناعة الوطنية. وأضافت المسدي: "المقاطعة ليست موضة للكاميرا ولا شعاراً على الفيسبوك... وقت الشعب يكون واعي وخياره مدروس، تولّي المقاطعة سلاح حقيقي، مش مجرد مسرحية لتوزيع شعارات" داعية إلى رؤية اقتصادية عصرية تُعيد الاعتبار للإنتاج الوطني في مختلف القطاعات. وبين دعوات النشطاء إلى التصعيد واستمرار الحملة، وانتقادات المسدي التي وضعت المقاطعة في إطارها الاقتصادي المحلي، يتواصل الجدل في تونس حول مدى نجاعة هذا السلاح الشعبي وجدواه في دعم القضية الفلسطينية مقابل تأثيره على السوق الوطنية.