تحدّث نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، اليوم الاثنين، عن سلسلة من الفرضيات المحتملة وراء انتشار الطائرات المسيرة المجهولة في أجواء عدد من الدول الأوروبية خلال الأسابيع الأخيرة، في ظاهرة وصفها ب"الوباء الجوي الغامض". وكتب مدفيديف عبر منصة "ماكس" أن "المدن الأوروبية تشهد اجتياحاً من طائرات مسيرة مجهولة المصدر، تحلق فوق القواعد العسكرية والمطارات والحقول وحتى المناطق السكنية"، متسائلاً عن الجهة التي تقف وراءها، قبل أن يعرض خمس فرضيات تفسيرية لذلك. 1. استفزازات أوكرانية مدبّرة الفرضية الأولى، وفق مدفيديف، هي أن تكون هذه الحوادث نتيجة "استفزازات من أتباع بانديرا" – في إشارة إلى القوميين الأوكرانيين المتطرفين – بهدف زيادة إمدادات السلاح إلى كييف و"إشعال الحرب في أوروبا". وقال إن هذه الفرضية "محتملة تماماً"، مؤكداً أنه يمكن عادة تتبع مسار المسيرات، "لكن في هذه الحالة يبدو أن هناك من يسعى لإخفاء مصدرها عمداً". 2. نشاط مجموعات موالية لروسيا أما الفرضية الثانية، فهي أن تكون "أنشطة جماعات سرّية موالية لروسيا" في أوروبا تهدف إلى زعزعة استقرار دول الاتحاد الأوروبي. غير أن مدفيديف استبعد هذه الإمكانية نسبياً، قائلاً إن "المتعاطفين مع روسيا في أوروبا لن يبددوا مواردهم في عمليات رمزية، كما أن عملاءنا الحقيقيين ينتظرون أوامر منفصلة ومحددة". 3. اختبار أنظمة الدفاع الجوي الأوروبية في الفرضية الثالثة، اعتبر مدفيديف أن وكالات الاستخبارات الأوروبية نفسها قد تكون وراء هذه الحوادث، عبر تنفيذ طلعات تجريبية للطائرات المسيرة لاختبار قدرات الدفاع الجوي الوطني في بلدانها بعد تصاعد التوترات الأمنية. 4. "ألعاب" فردية من شبان أو مخربين محليين ولم يستبعد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن يكون بعض هذه الحوادث ناجماً عن تصرفات أفراد أو "زعران محليين"، على حد وصفه، يسعون لإثارة الفوضى أو "إزعاج البيروقراطيين الأوروبيين" من خلال إطلاق طائرات مسيرة لأغراض شخصية أو دعائية. 5. هجوم روسي مباشر – فرضية مرفوضة أما الفرضية الخامسة، وهي احتمال تورط روسيا نفسها في هذه الهجمات، فقد وصفها مدفيديف بأنها "غير واردة"، مشيراً إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين تناول هذه النقطة خلال منتدى "فالداي" الأسبوع الماضي قائلاً إن ما يحدث "يرتبط بأشخاص مولعين بالأجسام الطائرة المجهولة"، وإن الضجة حولها "تُستخدم سياسياً لتبرير زيادة الميزانيات العسكرية الأوروبية". يُذكر أن المطارات الأوروبية الكبرى، مثل كوبنهاغن وأوسلو وميونيخ، شهدت خلال الأسابيع الماضية اضطرابات وتأخيرات واسعة في الرحلات الجوية بعد رصد طائرات مسيّرة في محيطها، في ظاهرة غير مسبوقة زادت من حدة الجدل حول أمن المجال الجوي الأوروبي.