طيلة سنوات وسنوات غمرنا أعوان الشرطة والامن بحنانهم ومازالوا الى حد الآن على عهدهم معنا حتى كادت هذه الجرعات الزائدة من الطيبة والحنان تتجاوز تلك التي تلهمنا اياها امهاتنا وحبيباتنا وكانوا دائما تلك اليد الحنون التي تص..عفوا التي تمد لنا والتي نجدها دائما في اوقات الشدة لكفكفة دموعنا والدفاع عن مصالحنا دائما ما استمتعت خدودنا بحرارة أياديهم الطاهرة التي تنهال على وجوهنا بردا وسلاما ..حتى تكاد تنفجر احمرارا وكانت أجسادنا الحقيرة ملاذا لأحذيتهم المباركة التي تترك عليها تلك العلامات المقدسة وتزيدنا فخرا بأننا نعيش جنبا الى جنب معهم على هذه الأرض الطيبة كان يوم استخراج بطاقة تعريف أو جواز سفر يوما سعيدا وشبيها بنزهة سياحية..تدخل مركز الشرطة مطأطأ الرأس احتراما واجلالا لقداسته وتجلس في انتظار دورك..لا تنزعج اذا تعرضت هناك لصفعة حنون أو ركلة دافئة فتلك طريقة ترحيب غالبية أعوان هذه المراكز بالمواطنين خاصة من ذوي "الأكتاف" المحدودة أو "الجيوب الفارغة" واحذر أن تنفعل أو أن ترد الفعل فهؤلاء اخوتك واذا ضربك أخوك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ..منتشرون في كل الزوايا لحمايتنا من الأشرار أحيانا تبادر أحدهم بالسلام فيبادرك بكلمات بذيئة تتمتع أذناك باستقبلها وتشكره على تلفظه بها فقدرك دائما أن لا يرتفع رأسك أمام شموخ رؤوسهم التي نتمنى جميعا تقبيلها ..في العادة لم تكن الابتسامة تعرف طريقا الى وجوههم وهذا مفهوم فهم دائما في حالة تربص بأعداء تونسنا الحبيبة من المعارضين الأشرار أصحاب النفوس المريضة اتهموا البعض منهم بأنهم يقومون بتعذيب المواطنين في أقبية الداخلية وفي مراكز الشرطة ولكن هل تصدقون هذا؟؟هل بامكان رجل أمن تونسي يعتبر مزيجا من الطيبة والرومانسية والثقافة الموسوعية ان يعبث بجسد أخيه التونسي وأن يأتي أفعالا مقرفة كهذه ..كيف يقولون هذا؟؟كيف يجرؤون؟؟أهؤلاء بشر ؟؟الا لعنة الله على القوم الفاسقين لا تمتد أياديهم الى الرشاوي بأنواعها فمرتباتهم تكفيهم وتزيد على حاجتهم وولا تستغرب ان استوقفك أحد أعوان الأمن بصدد اعطاء مبلغ مالي لأحد المواطنين كسلفة فهم لا يكتفون بحمايتنا وبث الدفىء في بيوتنا ونفوسنا بل يحاولون بكل السبل ارضاء المواطن الحقير وحفظ كرامته سنوات وسنوات وهم يرهبو..عفوا وهم يرغبوننا في الحياة الى جانبهم تحت حمايتهم لا تفارقنا عيونهم يدفعون أحيانا نحونا بالعطور المسيلة للدموع أو بالورود المطاطية وأحيانا تزيد رغبتهم في ارضائنا فيدفعون نحو صدورنا وجباهنا وظهورنا ببعض الرصاصات المزيفة على سبيل المزاح لا غير لتنهمر دموع الأمهات لا حزنا أو كمدا..بل غبطة وسعادة شكرا لكم يا من سكنتم في قلوبنا المرهقة وتركتم بصماتكم على أجساد الكثيرين منا حفظكم الله من المظاهرات والاعتصامات والمسيرات وزاد في عطفكم علينا وفي عطوركم وورودكم ورصاصكم..اللهم آمين ملاحظة 1: النقطة التي جاءت فوق العين في كلمة "شعب" في العنوان غلطة مطبعية لا غير ملاحظة 2: لا للتعميم .