الأستاذ منصور معلّى، وزير التخطيط والماليّة الأسبق ومؤسّس مصرف البيات، الذي يستعد لنشر كتاب في 650 صفحة بمضمون يراوح بين المذكرّات والتحاليل خص جريدة الصريح ببعض التفاصيل المتعلقة بكيفية اجباره على الانسحاب من بنك البيات يقول السيد منصور معلى "ليفهم القارئ بتفصيل حقيقة ما حدث يجب أن أعود إلى فترة الثمانينات ففي عام 1983 خرجت من حكومة محمد مزالي عندما حذرت من أزمة اقتصادية ستحصل لكنه رحمه الله لم يسمع كلامي وحدث عام 1986 أزمة خانقة وأفلست الدولة ولم يعد لنا حتى ما توفر به استهلاك أسبوع واحد للشعب وهنا تدخل البنك الدولى وصندوق النقد الدولي وقدما قروضا لتونس وبعدها حصل الانقلاب عام 1987 وأنا أوكد ان هذه الفترة كانت فترة صراعات على خلافة بورقيبة من زعامات كثيرة وكنت قد أنشأت بنك //BIAT // عام 1976 مع جملة من الأشخاص وصلوا الى 240. وبعد خروجي من الحكومة عدت إلى البنك واستطعنا خلال ثلاث سنوات تحقيق أرباح كبيرة وصار بنكنا من أهم البنوك الخاصة في البلاد وهذا في التسعينات بعد إشعاع البنك كونا //GAT // ثم المعهد العربي لرؤساء المؤسسات عندما قال بن علي وبطانته هذا الرجل صار خطرا إما أن يقدم عربون الوفاء والطاعة أو أن يكسر. وقد حاولوا معي لأقدم شواهد الإخلاص والمناشدات والترقيات لكنني رفضت وبقيت مكتفيا نفسي وقررت أن لا عودة للحكومة وفي 19 ماي 1993 وبدون سابق إعلام وبطريقة مفاجئة أصدر بن علي قرارا رئاسيا لجميع المؤسسات الحكومية بسحب جميع ودائعها من البنك في وقت واحد وفقدنا في يوم فقط 107 مليار واضطررنا أن نقترض من البنك المركزي بحكم وجود ودائع لنا هناك لكن هذه الأزمة تواصلت والرسالة كانت ما دام منصور معلى في بنك //البيات // فلن نكف عنه فقررت الانسحاب ثم بعد مدة تحولت مليكته إلى أصهار الرئيس المخلوع وأشخاص آخرين اشتروا أسمه .