يبدو أن الركوب على الثورة التونسية أمر ممتع جدا أمر جعل جل السياسيين يتبجحون في ممارسة هذه الهواية الجديدة التي انطلقت منذ نجاح ثورة الحرية والكرامة. هذه المرة صعد على جواد الثورة التونسية شخصية لا نشك أبدا في وطنيتها وحبها للبلد بل ساهمت إلى حد ما من موقعها في إيصال كلمة الثوار معتمدة في ذلك على وسائل الإعلام الجماهيرية خاصة الإنترنت. إنه المدون التونسي ياسين العياري إبن الشهيد المقدم الطاهر العياري الذي استشهد دفاعا عن الوطن في أحداث الروحية. ياسين العياري ظهر مؤخرا في شريط تم تداوله على صفحات الفايسبوك يحذر فيه من سيطرة الجيش على الحكم ويقلل من دور المؤسسة العسكرية في حماية الثورة ويؤكد فيه أن دور الجيش كان سلبيا وأنه قام بتحسين صورته دفاعا عن مصالح الثورة وإرباكا لنظام بن علي ولمح إلى أن الجنرال رشيد عمار لم يكن له رأي محدد سواء سلبي أو إيجابي تجاه الثورة التونسية بعكس ما تتداوله وسائل الإعلام الوطنية. تصريحات أذهلت الكثيرين وبدأت ردة الفعل المناهضة لقادة الجيش ونعتهم بكل النعوت متناسين بغباء منقطع النظير دور العسكر في حماية المواطنين وتجنيبهم حمام دم. ولسائل أن يسأل لما لم يخرج ياسين العياري بعد نجاح الثورة ليقول هذا الكلام الخطير هل نكران الذات ومصلحة الثورة هو فعلا دافعه أم أنه لم يستطع مقاومة جاذبية الركوب على الثورة وبدأ بإظهار نفسه في ثوب بطل. طبعا لا أحد يستطيع منع العياري أو غيره من الركوب على ثورة الشعب التونسي ولكن أن يتهم اتهامات خطيرة بهذا الشكل و بدون دليل فهذا غير مقبول. هذه الاتهامات نفاها جملة وتفصيلا السيد مختار بن نصر وأكد أنها مجرد إشاعات هدفها الإضرار بأمن البلاد والمواطنين طبعا نحن لا ننتظر هذا النفي لكي نبرأ المؤسسة العسكرية فمواقفها العملية الرائعة والمشرفة يوم سقوط النظام والتي أذهلت العالم هو خير إجابة على ترهات العياري. ترهات تأتي حسب رأيي في وقت مشبوه تشهد فيها البلاد اضطرابات كبيرة ومحاولات متكررة لاستفزاز الجيش والتحقير من دوره وهي محاولات نظنها فاشلة لأن الشعب سيحمي الجيش كما حمى الجيش الشعب لأن الجميع يعلم أن غير ذلك ستكون الفوضى الشاملة. نرجو أن تكون تصريحات ياسين العياري مجرد محاولة أخيرة للركوب على الثورة من شخص يحب البطولة وأنها لا تدخل ضمن حسابات سياسية مشبوهة ستسيء له ولأبيه الذي دفع حياته ثمنا لكرامة ومناعة هذا البلد.