ضربة قاضبة تلك التي تلقتها كرة القدم التونسية بعد تعادل المنتخب الوطني اما منتخب ملاوي في التصفيات المؤهلة لكاس افريقيا. المنتخب مهدد بالانسحاب من اللعب على كاس إفريقيا لأول مرة منذ سنة 1994 رغم انه حسابيا مازال معنيا بالترشح باعتبار ان هنالك جولة اخرى لم تلعب بعد ولكن حضوض التونسيين فيها غير وافرة لانهم لا يملكون قرار الترشح لان عليهم انتظار خسارة الملاوي اما التشاد وهذا امر صعب ويلعب فيه الحظ دورا كبيرا. هذه الصدمة الكروية نتائجها ستكون بعيدة فالمنتخب لن يخسر الترشح للعب كاس افريقيا فقط بل كذلك لن يتمكن من لعب تصفيات الترشح لكاس العالم بحكم القرانين الكروية الجديدة التي اتخذتها "الكاف" والتي تمنع اي منتخب لم يترشح لكاس إفريقيا من الترشح لكاس العالم 2014. اذا فان الكرة التونسية على المستوى الدولي والقاري ستدخل مرحلة من الفراغ يجب ان تستغلها الجامعة التونسية لكرة القدم لبناء منتخب جديد قوي وتكوين لاعبين محترفين على أساس علمي وترك التحليلات الثانوية التي لن تنفع كرتنا بل ستزيد من إضعافها وتهميشها لقد ايقن الجميع اليوم ان كرتنا ليست أفضل من كرة المالاوي والتشاد والموزمبيق وتلك النظرة المتعجرفة للاعبين والمسيرين التونسيين بأننا أفضل من كثير من المنتخبات الإفريقية أصبحت من الماضي وأننا أصبحنا سواسية بل اقل من تلك المنتخبات بدليل النتائج المخزية. الكرة التونسية تعاني الأمرين بسبب غياب برنامج عمل حقيقي وقار يتناول مشاكل هذا القطاع الحيوي بطريقة علمية فكلنا شاهدنا المقابلة وشاهدنا الأخطاء الفنية للاعبين خاصة ضعف التحكم في الكرة وهاته المشكلة لن تعالج إلا بتحقيق تكوين علمي حقيقي مبني على برنامج انتهجته منتخبات افريقية حققت مكاسب كروية هامة وللعلم فان مصر التي تحصلت على كاس افريقيا 3 مرات متتالية لم تترشح ويعتقد الكثير من المصريين أن السبب يعود لأحداث الثورة ولكننا كتونسيين لن نستعمل هاته الشماعة لتبرير فشلنا وأخطائنا وعلينا اليوم ان ننسى الماضي ونبدأ في مشروع كروي حقيقي ينقذ مستقبل الرياضة التونسية التي حققت عدة مكاسب في مجالات معينة وأخفقت في مجالات أخرى