عملية التمرد داخل ثكنة العوينة و أحداث العنف التى جدت مؤخرا بعدد كبير من الولايات على غرار صفاقس , قبلى , باجة , نابل , القصرين هي المحاور الأساسية التى ضمّنها الوزير الأول الباجي قائد السبسي في الخطاب الذي توجه به أمس الى الشعب التونسي و بعيدا عن ثقافة المناشدة و التطبيل يجب التأكيد على أهمية هذا الخطاب لما فيه من رسائل و قرارات . أهم رسالة جاءت في الخطاب هي تمسك الحكومة المؤقتة باجراء الانتخابات في موعدها المقرر في 23 أكتوبر و أكد الباجى قائد السبسي على ذلك أكثر من مرة و ننقل على سبيل المثال قوله إن الاستحقاق الانتخابي سيتم في الأجل المضبوط حب من حب و كره من كره. صحيح أن حكومة السبسي قصرت أو تباطات في معالجة بعض القضايا خاصة المتعلقة بتطهير القضاء و الداخلية و محاسبة رموز الفساد لكن الوقت الآن لم يعد مناسبا لمحاسبة الحكومة على ذلك فلم يعد يفصلنا سوى بضعة اسابيع عن الاستحقاق الانتخابي و يجب أن نعمل جميعا شعبا و حكومة و أحزابا و أمنا ... على انجاح المسار الانتخابي فمن خلال حكومة منتخبة و رئيس منتخب ينبثقان عن المجلس التأسيسي سنكون عندها قادرين على المضي قدما في المعالجة و المحاسبة . في الحقيقة يجب تقبّل خطاب الوزير الأول بايجابية لسبب و حيد و هو اعتبار الحكومة 23 أكتوبر موعدا لا رجعة فيه فقانون الطوارئ الذي أعلن السبسي على تفعيله و تطبيقه لا يعنى عودة للديكتاتورية و ضربا للحرية بقدر ما يعكس رغبة رسمية في وضع حد لموجات العنف الغير مبررة حتى نصل الى الانتخابات في مناخ من الاستقرار و الأمن . الاستقرار و الأمن لا تهدده فقط ممارسات بعض المواطنين فيبدو أن بعض رجال الأمن يريدون لعب الدور نفسه و ما حدث في ثكنة العوينة من طرف بعض أعوان الحرس الوطني و الذي اعتبره السبسي تهديدا لكيان الدولة أكبر دليل على ذلك . عملية اقتحام مقر الحكومة يجب اذا على رجال الأمن النزهاء و المواطنين الأحرار و السياسين الشرفاء أن يبذلوا قصار جهدهم لوضع حد لكل من يخشون موعد 23 أكتوبر و يعملون على ادخال البلاد في نفق الفتن و عدم الاستقرار بهده افشال أو تأجيل الاستحقاق الانتخابي الذي يجب أن يتم في موعده حب من حب وكره من كره .