حادثة مؤلمة وخطيرة الدلالات تلك التي حصلت في ولاية القصرين حيث قرر مجموعة من الشباب المتحصل على شهادات جامعية والمعطل عن العمل وضع حد لحياتهم بطريقة جماعية وذلك بشنق أنفسهم أمام المندوبية الجهوية للتربية في الولاية. ظاهرة الانتحار التي اتخذت هذه المرة أسلوبا أكثر بشاعة من قبل شباب مهمش أراد أن يعرف بقضيته لكن بطريقة فظيعة وغير مقبولة بتاتا ولا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال لكن علينا أن نتساءل لماذا يختار الشباب الانتحار وسيلة للهرب والتنصل من مشاكله الجواب سيكون بكل تأكيد غياب الوازع الديني والأخلاقي فرجال الدين والفقهاء عندنا لا يقفون طويلا عند هذه الظاهرة ولا يقومون بواجبهم في توعية الشاب وتعريفهم بالعقوبات الالاهية التي ستصلت عليهم إن أذنبوا في حق أنفسهم. لقد أصبح الخطاب الديني في تونس بعيدا كل البعد عن واقعه فلم يعد يؤثر على الشباب الذي تجاهل بان الرزق من عند الله يؤتيه لمن يشاء وغلب عليه اليأس والإحباط ويريد الآن التنصل من المسؤولية ومغادرة الدنيا البائسة بطريقة فضيعة ليحل باخرة لن تكون ارحم فالله شديد العقاب. أما المسؤولية الثانية فهي ملقاة على وسائل الإعلام التي بدأت ترسخ في ثقافة غريبة عن عقيدة وقناعات مجتمعنا فبعد حادثة انتحار محمد البوعزيزي التي أدت إلى إشعال ثورة الحرية والكرامة أصبح الإعلام يصور المنتحر بطلا و شهيدا وأصبح بعض رجال الدين يسوقون للشهادة المزيفة بطريقة غير مباشرة عبر الإعلام المرئي والمسموع. منتحرين ستار البوعزيزي .. جديد /التابوهات/ في تونس مفتي الجمهورية : المنتحر لا يصلي عليه الأفاضل من الناس استنكارا لما صدر عنه وزجرا لغيره هذه الخطابات والأفكار جعلت من المنتحر شخصية بطلة في ذهن الشاب التونسي صاحب النفسية الهشة والإيمان الضعيف فأراد أن يقلدها عله ينال قليلا من الشهرة ويخلد في أذهان الناس كبطل فأصبحت بذلك ظاهرة الانتحار طبيعية في مجتمعنا وأصبحنا للأسف سباقين في هذا المجال المميت بعد الثورة بعد أن كانت أبداننا تقشعر لرؤية هذه المشاهد في دول أجنبية. على الأطراف الاجتماعية التونسية أن تدق أجراس الخطر وان تجد حلولا عاجلة لمثل هذه الظواهر الخطيرة لان في تفاقمها تهديدا لاستقرار المجتمع التونسي الذي يكفيه ماسي واضطرابات