نزل زعيم حركة الوطنيين الديمقراطيين شكري بلعيد ضيفا على برنامج حديث الساعة الذي تبثه القناة الوطنية تعقيبا على مبادرة نداء الوطن التي أطلقها الوزير الأول السابق الباجي قايد السبسي وردا على تصريحات بعض الأطراف السلفية التي نادت برأسه. واعتبر بلعيد أن الأحزاب التي ارتبطت بحركة النهضة في الترويكا قد فقدت الكثير من ثقلها السياسي في تونس, مضيفا " حزب التكتل فقد ثقة مناضليه وثقة من انتخبه من خلال دخوله في حكومة غابت فيها مواقفه الحداثية والتقدمية". وقال بلعيد أن منطق حركة النهضة والباجي قايد السبسي في الحكم نفس المنطق مع اختلاف بسيط في مسألة الحريات, مضيفا " خيارات الطرفين مغايرة للمسار الثوري الذي تعيشه البلاد". وأكد بلعيد أن هناك مشهد سياسي مغشوش تحاول بعض الأطراف تقديمه على أساس ثنائية يمين ديني ويمين ليبرالي, مشيرا أن حصر العملية السياسية في تونس على هاذين الطرفين مغالطة ومحاولة لإقصاء القوى اليسارية الفاعلة في المجتمع. وقال بلعيد أن مبادرة السبسي تضم التجمعيين السابقين وبعض الدستوريين وبعض الخائفين من حركة النهضة, مضيفا " هناك أكثر من مجال انقاذ حقيقي في البلاد ومحاولة حصر عملية الانقاذ في مبادرة السبسي استقطاب مغشوش". وفي علاقة بالقانون الذي اقترحته حركة النهضة لإقصاء التجمعيين من المشاركة في الانتخابات القادمة قال بلعيد" نحن ضد العقاب الجماعي باعتباره مخالف للميثاق العالمي لحقوق الانسان" مضيفا " حركة النهضة شاركت في الانتخابات الفارطة بعد أن جمعت حولها التجمعيين". وقال بلعيد أن حكومة الالتفاف على الثورة تسعى الى تكريس ثقافة الانتقام والحقد والظلم في المجتمع التونسي وهذا أمر على قدر كبير من الخطورة, مضيفا " من كان محل مسائلة من التونسيين فعلى القضاء أن يأخذ مجراه واما من ليس عليه مأخذ فمن حقه أن ينشط سياسيا". وفي علاقة بالتهديدات الأخيرة التي نادت بقتله قال بلعيد " المشكل ليس في التهديدات وانما المشكل يكمن في صمت وزارة الداخلية عليها وهي المسؤولة الأولى عن حماية الأفراد والأرواح في البلاد". وقال بلعيد أن الصمت في هذه الحالة تواطؤ مع هذه المجموعات, مضيفا " الأعمار بيد الله ولكن ماذا يفعل وزير العدل باعتباره رئيس النيابة العمومية". واعتبر بلعيد أن المجموعات السلفية مخترقة من قبل حركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية وهم قادرين على تحريكهم في كل لحظة, مشيرا أن حركة النهضة هي الرأس المدبر لكل ما يحصل في البلاد.