بقلم أبولبابة سالم في ''مشوار'' الطرب و الإمتاع و الفنّ الجميل الذي تنشطه الإعلامية المتألقة مريم بن حسين على إذاعة إ ف م , كان الحديث مع الفنانة اللبنانية نانسي عجرم التي نزلت ضيفة على مهرجان " موازين " بالمغرب الشقيق . ذلك الحفل الذي حضره 40 ألف متفرّج و تفاعل معه الجمهور المغربي حدّ الإنتشاء. سئلت هذه الفنانة عن موقفها مما صرّح به وزير ثقافتنا السيد مهدي مبروك الرافض لوجودها ضمن فعاليات مهرجان قرطاج الدولي فقالت :" لعلّه كان في لحظة غضب حينها , و أنا قادمة إلى تونس للمشاركة في فعاليات أخرى". للتذكير فقد حصلت ردود فعل كبيرة إثر تصريح وزير الثقافة المثير " لن تصعد نانسي عجرم أو إليسا إلا على جثتي فوق مسرح قرطاج " . نقدّر حرصك سيادة الوزير{ مع احترامي لك أستاذي} على التغيير وهو طبيعي بعد الثورة و لكن التغيير له آلياته و مراحله .لقد وصف عبد الباري عطوان وزير الثقافة اللبناني السابق السيد كريم بقرادوني بعد حوار مثير " لقد جمعت بين حرارة القلب و برودة العقل " فالرّغبة في التغيير لا يجب أن تكون متهوّرة , لقد كان هارون الرشيد يشجّع الفن وهو الخليفة الذي يحج عاما و يغزو عاما, و ازدهرت الحضارة الإسلامية في الأندلس في جميع المجالات بما فيها الطرب , و لا يمكن للسلطة تحديد الأذواق العامة بل يمكن أن تساهم في تهذيبها وهو من حقّها , و لكن المنع قد يحدث نتائج عكسية وهو ما حصل . إنّ البعض ممّن ينصّبون أنفسهم أوصياء على الفن في بلادنا خاصّة من أهل الإختصاص لا يروق لهم الفنان الذي يجمع بين جمال الصوت و الصورة و في الخفاء يقولون نقيض ذلك , فهل نعيب على اللبنانيات جمالهن وهو هبة من الله و نتيجة عوامل تاريخية امتزجت فيها الدماء من حضارات مختلفة فولّد هذا النّوع الفريد. لقد غنّت نانسي عجرم الطربيات كرائعة " مستنياك " لعزيزة جلال , وعديد الأغاني التي أمتعتنا بها مريم بن حسين في ساعة صيفية خفيفة الظلّ ابتعدنا فيها قليلا عن عالم السياسة و مشاكله الذي لا تنتهي لتنتشي الأرواح في أجواء رائقة فتنساب القلوب و العقول في لحظات من التجلّي و النشوة .كان الفنّ و الطرب أكثر من الكلام و لم تتدخل مذيعتنا إلا عند الضرورة ممّا يدلّ على احترافية عالية اكتسبتها و نرجو أن تأخذ فرصة أكبر في تلفزتنا الوطنية التي تعاني ركودا في تنشيط المنوّعات وهي بحاجة إلى دماء جديدة ,ذلك رأينا و رأي الكثيرين فما رأي أهل القرار؟