بقلم / منجي باكير خلال الحديث الصحفي الذي قام به الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النّهضة والذي نشر موقع باب نات نسخة منه ، أشار الشيخ إلى مواصلة التمشّي في قانون تحصين الثورة – و الذي حسب الأخبار المتداولة لم يفلت من رفض بعض قيادات النّهضة إلاّ بقرار مجلس الشورى – لكنّ الغنّوشي أورد أنّ هذا القانون تجري حوله مشاورات مع المجلس التأسيسي بشأن تقليل عدد الذين يشملهم هذا القانون ، بل ربّما أن الباجي قائد السّبسي قد يكون مستثنيا منه ...! أيّ حقّ يملكه الشيخ أو غيره لتقنين أو توجيه مطلب الشعب الأساسي و أوّل مستحقّ لثورته ، حقّ تراخت كلّ الحكومات على تمريره بل لولا بعض الضغوطات الشعبيّة لأُقبر كما غيره من المستحقّات و الحقوق ؟؟ أيّ شرعيّة يستند لها الشيخ أو غيره لتقزيم قانون التحصين و تجاوز رغبة الشعب في محاسبة جلاّديه و لصوصه و مصّاصي دماءه ؟؟ و من فوّضه للخوض في ماهيّة قانون التحصين و الحديث باسم الشعب حتّى يفرّق صكوك الغفران على من يريد أو لا يريد ؟؟ الشّعب بكلّ عمقه الجغرافي هو وحده من عانى ويلات الظلم و الحديد و النّار و ضنك العيش ، يوم مارس من مارس سياسة النّعامة ، و يوم غادر من غادر البلاد إلى عواصم الدّنيا و يوم انخرط من انخرط في المناشدة و التسبيح بمحامد و مناقب الجنرال و عشيرته و زبانيته ، الشّعب وحده من يعرف كُنْه و حقيقة هؤلاء الذين يرعدهم ذكر التحصين و يحسبون كلّ صيحة عليهم ،،، و الشّعب وحده من له الأحقّية المطلقة في الحديث عن هذا القانون ، و من تحلّى بالتّسامح أو غاضه حال هؤلاء فليسامح فقط في حقّ نفسه ، كذلك لا مجال بأيّ حال من الأحوال لوضع قانون تحصين الثورة في ميزان قوى اللّعبة السّياسيّة و المصالح الحزبيّة ... الشّعب و الشعب وحده هو صاحب الحقّ و مهما حاول أيّ طرف الإنابة عنه فلن يفلح و يبقى الحساب الأعسر يوم الإنتخابات الذي سترسم معالمه الإرادة الشعبيّة و تمضي نتائجه أصوات الكتلة الصّامتة ...